ابْن البعيث مُحَمَّد بن البعيث بن حَلبس الربعِي شاعر عباسي
خرج على المتَوَكل فِي أول أَيَّامه بنواحي أذربيجان فَأَخذه وحبسه فهرب من الْحَبْس وَعَاد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ وَجمع جمعا فانفذ إِلَيْهِ بغا الشرابي فَقبض جمعه وَأَخذه واتى بِهِ ففرش لَهُ نطعاً وَجَاء السياف ولوح لَهُ فَقَالَ المتَوَكل مَا دعَاك إِلَى مَا صنعت قَالَ الشقوة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَأَنت الْحَبل الْمَمْدُود بَين الله وَبَين النَّاس وَأَن لي بك لظنين اسبقهما إِلَى قلبِي أولاهما بك وَهُوَ الْعَفو ثمَّ قَالَ
أَبى النَّاس إِلَّا أَنَّك الْيَوْم قاتلي ... أَمَام الْهدى والصفح أولى واجمل
تساءل ذَنبي عِنْد عفوك قلَّة ... فَمن بِعَفْو مِنْك فالعفو أفضل
فأنك خير السَّابِقين إِلَى الغلى ... وَأَنَّك بِي خير الفعالين تفعل
فَعَفَا عَنهُ وحبسه فَمَاتَ فِي محبسه وَقيل أَنه جعل فِي عُنُقه ماية رَطْل من الْحَدِيد فَلم يزل مكبوباً على وَجهه حَتَّى مَاتَ .