ليس من السهل ان يبدع الشاعر من غير ان يكابد الشعر فيجمع شوارده يفتح مغالقه ويقومه ويفتش عن مثالبه و يعيد فيه النظر بعد النظر. ودافعهم في هذا نقد المتلقي وفصاحته وحرص الشاعر على ابراز جدارته .
وكان الأصمعي يقول: زهيرٌ والحطيئة وأشباههما من الشعراء عبيد الشعر، لأنهم نقحوه ولم يذهبوا فيه مذهب المطبوعين، وكان الحطيئة يقول: خير الشعر الحولي المنقح الممحكك. وكان زهيرٌ يسمى كبر قصائده الحوليات.
وقيل لكثيرٍ: يأبا صخرٍ كيف تصنع. إذا عسر عليك قول الشعر؟ قال: أطوف في الرباع المخلية والرياض المعشبة، فيسهل علي أرصنه، ويسرع إلى أحسنه.
وكان الفرزدق يقول: أنا أشعر تميمٍ عند تميمٍ، وربما أتت على ساعةٌ لنزع ضرس أسهل على من قول بيت.
وفي هذا الديوان نجمع من الابيات ماورد من الشعرفي هذه المكابدة و المحاولة .