صَبَّ الإِلَهُ عَلى عُبَيدٍ حَيَّةً | |
|
| لا تَنفَعُ النَفَثاتُ فيها وَالرُقى |
|
جَبَلِيَّةٌ تَسري إِذا ما جَنَّها | |
|
| لَيلٌ وَتَكمُنُ بِالنَهارِ فَما تُرى |
|
مَهروتَةُ الشِدقَينِ يَنطُفُ نابُها | |
|
| سُمّا تَرى ما إِن يُهابُ وَيُتَّقى |
|
خَضِرَت لَها عُنُقٌ وَسائِرُ خَلقِها | |
|
| بَضٌّ يَبينُ كَمِثلِ مِصابحِ الدُجى |
|
وَكَأَنَّ لَبِسَت بِأَعلى لَونِها | |
|
| بُرداً مِنَ الأَثوابِ أَنهَجَهُ البِلى |
|
رَقشاءُ تَقتَصِدُ الطَريقَ إِذا دَنا | |
|
| مِنها المَساءُ كَأَنَّها ثِنيا رِشا |
|
قَرناءُ أَنساها الزَمانُ فَأَدرَكَت | |
|
| عاداً فَلَيسَ لِنَهشِهِ مِنها شَفا |
|
أَو حَيَّةً ذا طُفيَتَينِ أَحَلَّهُ | |
|
| آباؤُهُ في شامِخٍ صَعبِ الذُرى |
|
فَنَشا بِغارِ مُظلِمٍ أَرجاؤُهُ | |
|
| لا الريحُ تُصرِدُهُ ولا بَردُ الشِتا |
|
لَم تَغشَهُ شَمسٌ وَحالَفَ قَعرَهُ | |
|
| فَنَهارُهُ وَمَساؤُهُ فيهِ سَوا |
|
لَو عَضَّ حَرفَي صَخرَةٍ لَتَطايَرَت | |
|
| مِن نابِهِ فَلَقاً كَأَفلاقِ النَوى |
|
أَو حالِكاً أَمّا النَهارُ فَكامِنٌ | |
|
| مُتَطَرِّقٌ فَإِذا رَأى لَيلاً سَرى |
|
في عَينِهِ قَبَلٌ وَفي خَيشومِهِ | |
|
| فَطَسٌ وَفي أَنيابِهِ مِثلُ المُدى |
|
يَلقى عُبَيداً ماشِياً مُتَفَضِّلاً | |
|
| مُتَخَلِّقاً قَد مَلَّهُ طولُ السُرى |
|
في لَيلَةٍ نَحسٍ يَحارُ هُداتُها | |
|
| لا لابِساً خُفّاً يَقيهِ وَلا حِذا |
|
فَيَحوصُهُ في كَعبِهِ بِمُذَرَّبٍ | |
|
| ماضٍ إِذا أَنحى عَلى عَظمٍ فَرى |
|