إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
نشيد اللاجئين |
فى كل مكان |
لم يبق شئ فى المدى |
الشط فى صمت يراقب رقصة الموج البعيدة |
يزجى نحيبَهْ |
والشمس تزحف للأفقْ |
مدفونةً وسط السحابات العجيبةْ |
وبلا ألقْ |
تبدو كأعجوبةْ |
حتى طيور الماء غاصت حيث لايدرى احدْ |
الشاطئ المسحور يرنو فى أسى |
لم يبق شئ فى المدى |
عشب شحيحْ |
طيرٌ جريحْ |
قلب يرفرف كالذبيحْ |
لم يبق شئ فى المدى |
همس الصدى |
وصياح عصفورٍ يفزّعه السكونْ |
وصفير أيامٍ قديمةْ |
ينسلّ من خلل الصخورْ |
غيظ وضيقْ |
همٌّ لصيقْ |
شجن يفورْ |
جِيَفٌ تبعثرها الرياح مع الثرى .. تبكى تثورْ |
وأنا .. |
وحدي أنا .. |
وفؤاديَ المكسورْ |
قلبى وحيد |
تتلهب الأوجاع فى جوفى |
تصطك أسناني وأمضى فوق درب من جليدْ |
قلبى يمزّقه اللهاثْ |
كقطيطة عمياء تنضح بالحنينْ |
لدثار صوفٍ مهملٍ فى الركنْ |
وكرات قطنْ |
وذيول اسماك صغارْ |
ولسان نارْ |
تصطك اسنانى وأمضى للبعيدْ |
دمعى حنينْ |
شوقى كسيرْ |
قلبى وحيدْ |
سقط الحصان |
بلدى بعيدْ |
ويلا أمانْ |
وقف الحصانْ |
متجمدا فوق الحصى |
عيناه نارْ |
لو كنت أدرى ما بدأتْ |
لكن جهِلتُ وما فهِمتُ وما عََرَفتْ |
آهٍ بلادى فى النهايات البخيلةْ |
امى العجوزْ |
وأبى الحزينْ |
أختى الجميلةْ |
وأخى الصغيرْ |
ذكرى تعربد فى دمى |
ثأرٌ يحرّق أعظمى |
امى .. أبى .. عمى .. اخى .. جارى .. صديقى .. اخوتى ومعلمى |
وقف الحصان |
وتحطمت عجلات مركبة الزمانْ |
آه ودرب الحزن ممتدٌ مديدْ |
بلدى هوانْ |
عمرى سرابْ |
أملى بعيدْ |
وقف الحصان |
ومضى يحدّق ذاهلا |
أنا لست املك يا حصان سوى خطاك التاعسة |
أنا يائسةْ |
فاهتز مرتجف الخطى |
فوق الطريق المعتمِ |
وشكا الى بعبرةٍ وتحمحمِ |
لو كان يدرى ما المحاورة اشتكى |
ولكان لو علم الكلام مكلّمى |
سقط الحصان |
واهتز فى الم وماتْ |
وانحط قلبى فى حفيرٍ مظلمِ |
وتبددت بين الدموعِ ذبالةٌ |
شهقت لذكرى ثغرك المتبسمِ |
وترابك الثرّ اللذيذ المنعمِ |
ياموطنى |
امى .. أبى .. عمى .. اخى .. جارى .. صديقى .. اخوتى ومعلمى |
ياضجةَ الأشواق تسبح فى دمى |
يالوعتى.. ياشقوتى .. يافرحتى .. يادمعتى وتبسمى |
ياسُورةَ القرآنِ ياصوتَ الآذانِ وياضياء الأنجمِ |
يادوحة كم كنت ألعب حولها |
يازهرة بصّرت من اوراقها |
يا قطة كم قد عبثت بفروها |
يا أنّتى .. يا غنوتى .. وكرامتى ومبادئئ وحضارتى |
ياموطنى |
ياموطنى |
ياموطنى |
رحّال |
من يقتنى للآجئين وطنْ؟ |
من يزرع الأشجار فى ملح القفارِ ويمنح الشمس الثمنْ؟ |
من يستجيب لصيحة العصفور فى وجه المِحَنْ؟ |
من يخبر الأسماك أن البحر لايعنيه اسماك تموتْ؟ |
من يخبر الصياد أن البحر لا يعنيه صياد ينام بلا عشاءْ؟ |
من يخبر الدنيا بأهوال الحَزَنْ؟ |
فى قلب رحالٍ يسافرُ فى الدروبِ بلا هدفْ |
وبلا أملْ |
وبلا وطنْ؟ |
لاشئ غير صدى الخطى |
لو كنت أملك ضحكةً |
لبعثت ليلى ضاحكا مسرورْ |
لو كان عندى طاقة من نورْ |
لفتحتها ليغرّد العصفورْ |
لو كان عندى شمعة لظللت أرقص بين جدران الأملْ |
حول الضياء فراشةً تُزجى القبلْ |
لو كنت أملك نجمة أو نجمتينْ |
ماكنت اذكر خطوة الليل الكئيبة وهى تزحف فى سكونْ |
والعمر مثل الفرح مثل الحب مثل الحلم يمسى بين بينْ |
الضوْء ماتْ |
بلدى بعيدٌ غائمٌ فى لُجة الأمواتْ |
المرج قد فقد الرحيقْ |
الحلم قد فقد إرتعاشات البريقْ |
القلب قد فقد الأحبة والصديقْ |
لم يبق شئ فى المدى |
لاشئ غير صدى الخطى |
فوق الطريقْ |
آهٍ أموتْ |
شبحٌ أنا بين المدائن والخلائق والصحارى والشوارع والبيوتْ |
لم يبق شئ فى المدى |
لم يبق غير صدى الخطى |
آهٍ أموتْ |
آهٍ |
أموتْ |
آ |
هٍ |
أمو |
تْ |