أَلَمَّ وَلَيلي بِالكَواكِبِ أَشيب | |
|
| خَيالٌ عَلى بُعدِ المَدى يَتأوَّبُ |
|
أَلَم وَفي جفني وَجفن منصلي | |
|
| غَراران ذا نوم وَذاك مشطَّبُ |
|
أَعاصي الهَوى في حال نَومي وَيقظَتي | |
|
| فَسَيّان عِندي وَصلها وَالتَجنُّبِ |
|
لَحا اللَهَ قَلبي مالَه الدَهرَ عاكِفاً | |
|
| عَلَيها ومن شأنِ القلوبِ التَقلُّبِ |
|
ثوى برهة في ثاية الحيِّ وانبروا | |
|
| فَوَلَّوا بِهِ في جانِب الظَعنِ يَجنُبُ |
|
لَها مقلة في رؤيةِ العَينِ مُقلَةٌ | |
|
| وَإِن جَرِّبت فَهي الحُسامُ المُجَرَّبُ |
|
وَأَسودها في القَلبِ أَسود سالِخٍ | |
|
| وَأَبيضها في الجسم أَبيَضُ مقضَبُ |
|
وَما سُقمُ جفنيها بِضائِرِ طرفها | |
|
| إِذا صَحَّ غرب السَيف فالجفن يَعطُبُ |
|
وَتصمي قلوب العاشِقين إِذا رَمَت | |
|
| فَلَيسَ لَها سَهمٌ إِذا مَرَّ يَكذب |
|
وَيرشقها الرامي بِلحظَةِ طرفِهِ | |
|
| وَيحسب أَنَّ السهمَ يَنمي فَيُنكَبُ |
|
فَيرجَع عَنها ناكِصاً غَيرُ صائِبٍ | |
|
| وَهَيهاتَ أَن يُردى الجَبانُ المُهَيَّبُ |
|
وَلَم أَنسها تصفرُّ من غربة النَوى | |
|
| كَما اصفرَّ وجه الشَمس ساعَة تغربُ |
|
فَقَد شفَّ مِن تَحتِ البَراقِعِ وجهها | |
|
| كَما شَفَّ مِن تَحتِ الجَهامَةِ كَوكَبُ |
|
يبين وَيخفي في السَرابِ كَأَنَّها | |
|
| سَنا دُرَّة في البَحرِ تَطفو وَتَرسُبُ |
|
وَوَلَّت وَقَد حف الحسانَ بِها كَما | |
|
| أَخاط بِسَفعاء المَلاطِمِ ربرَبُ |
|
فَلَمّا أَتوا رَوضاً يَرُفُّ تَبَسَمَّت | |
|
| أَقاحيه فيهِ استَبشَروا ثُمَّ طَّنُبوا |
|
وَضاحكن نَّوار الأَقاحي فَقالَ لي | |
|
| خليليَّ أَي الأَقحوانين أَعجَبُ |
|
فَقُلتُ لَهُ لا فَرق عِندي وَإِنَّما | |
|
| ثغور الغَواني في المَذاقَة أَعذَبُ |
|
أَلَم ترني أَصبَحتُ مِمَّن يَروقُهُ | |
|
| سِنانٌ خَضيب لا بِنان مُخَضَّبُ |
|
يُساعِدني في الرَوع أَبيَض صارِمٍ | |
|
| وَفي ثغر المَوماة وَجناء ذَعلبُ |
|
أَظَلُّ بِأَجواز الفَلاة كَأَنَّني | |
|
| عَلَيها عِقاب وَهيَ تَحتيَ مرقب |
|
وَتشكل أَغفال الطَريقِ بحمرَةٍ | |
|
| مِنَ الدَمِ في أَخفافها حينَ تَنقُبُ |
|
وَإِنّي وَإِن أَصبَحتُ بِالشامِ ثاوِياً | |
|
| أَحِنُّ إِلى أَرضُ الحِجازِ وَأَطرَبُ |
|
إِذا شَبَّ نار الوَجدِ ما بَينَ أَضلُعي | |
|
| فَأنّي بِسلوان القَريضِ أَشبِبُ |
|
محبَّبة نَحوي تِهامَةَ مِثلَما | |
|
| إِلى هبة اللَهِ العَلاء مُحبِبُ |
|
ديار يَطيب العَيش فيها وَإِنَّهُ | |
|
| لَدى ابن عَليِّ إِن تَأملَت أَطيَبُ |
|
حُسام لَهُ مِن حيث ما شيم مضربُ | |
|
| غَمام لَهُ من حيث ماشيم صَيِّبُ |
|
لَقَد أَنجبتُ أَباؤُهُ إِذ أَتَت بِهِ | |
|
| وَكَم مِن نَجيبٍ سَيِّد لَيسَ يُنجِبُ |
|
الأئِمَّةُ في الجودِ لا تعدَلَّنه | |
|
| عَلى طَبعِهِ فَالطَبعُ أَولى وَأَغلَبُ |
|
لَهُ غِرَّة لِلبشر فيها تَرَقرُق | |
|
| ترحب بِالعافين قَبلَ يرحِّبُ |
|
وَلَم يَستَفِد بِالمَدحِ ما لَيسَ عِندَهُ | |
|
| وَهَل يَنفَعُ التَجميل من هو أَشهَبُ |
|
بَل المَدحُ يَنبو عَنهُ حَتّى كَأَنَّهُ | |
|
| وَحاشاه يُهجى بِالمَديح وَيُثلَبُ |
|
يَنوطُ نَجادي رَأيه وَحُسامِهِ | |
|
| بصدر كَمِثلِ البَرِّ بَل هوَ أَرحَبُ |
|
فَيفري بِسَيفِ البأسِ وَهوَ مُجَرَّدٌ | |
|
| وَيفري بِسَيفِ الرأيِ وَهوَ مُغَيَّبُ |
|
وَيرهِبُ حالي عَبسَهُ وابتسامُهُ | |
|
| إِذا ابتَسَم الصِمصام فَهوَ مُقَطِّبُ |
|
يَرُدُّ أَديم الأَرضِ أَشقَر مِن دَمٍ | |
|
| إِذا لَفَّهُ بِالخَيلِ أَشقَر مُغرَبُ |
|
أَغَرَّ كَأَنَّ الوَجهَ مِنهُ مُفضَّضٌ | |
|
| وَما قارب الأرساغِ وَالكُلُّ مذهَبُ |
|
يَعومُ بِهِ في غمَرةِ الحَربِ سابِحٌ | |
|
| يُقَرِّبُ بُعدَ الهم حينَ يقربُ |
|
وَيصدق في الهامات إِيماض سَيفِهِ | |
|
| عَلى أَنَّ إِيماض الصَوارِم خُلَّبُ |
|
كَأَنَّ سِنان الرُمح سِلكٌ بِكَفِّهِ | |
|
| وَجمع أَعاديهِ الجُما المثقَّبُ |
|
وَيَكشف غَمّاءَ الخطوبِ بِنَفسِهِ | |
|
| لَدى النَقعِ وَالهَيجاء بالهامِ تحصُبِ |
|
فَتَنظُرُهُ كالنَجم في حَومَةِ الوَغى | |
|
| وَقَسطلها مِن شِدة الرَكضِ غيهبُ |
|
وَتَشكره أَقلامه ساعَة الرِضى | |
|
| وَتشكره أَرماحِهِ حينَ يغضبُ |
|
لَهُ قَلمٌ فيهِ المَنِيَّةُ وَالمُنى | |
|
| وَمِنهُ العَطايا وَالرَزايا تشعُبُ |
|
إِذا كانَ في يُمناهُ نابَ عَن الظُبى | |
|
| وَهَل يَنثَني في أصبع اللَيثِ مِخلَبُ |
|
تريك المَعالي أَنَّ وفدك مُحسِنٌ | |
|
| إِلَيكَ وَما تَحوي يَمينك مُذنبُ |
|
فَكَم طَيبٍ تُغني وَعَلياء تَقتَني | |
|
| ومكرمة تؤوي وَمال تُغرِّبُ |
|
أَبا قاسم قلدتني مِنكَ أَنعُماً | |
|
| أُقصِّرُ عَن شُكري لَها حينَ أَطنَبُ |
|
وَلَو كانَ لي في كُلِّ مَنبَتِ شَعرَةٍ | |
|
| لِسانٌ فَصيحٌ عَن مَديحك يُعرَبُ |
|
فَعِش عمرَ هَذا فيكَ فَأَنَّهُ | |
|
| سَيَبقى إِلى يَوم المَعادِ وَيكتب |
|