مَن كان بالصَيدِ كسّاباً فقانِصُهُ | |
|
| ذو مِرَّةٍ في سباعِ البيدِ مَعدودُ |
|
لكنَّهُ كفتاةِ الحي بارِزةً | |
|
| مِن خِدرِها مالئٌ للعَينِ مَودودُ |
|
حلوُ الشمائلِ في أَجفانِهِ وَطَفٌ | |
|
| صافي الأديم هَضيمُ الكشحِ مَمسودُ |
|
فيه مِنَ البَدرِ أشباهٌ مُوافِقَةٌ | |
|
| منها لَهُ سُفَعٌ في وَجههِ سودُ |
|
كوَجهِ ذا وَجهُ هذا في تَدوَّرِهِ | |
|
| كأَنَّهُ مِنهُ في الأشكالِ مَقدودُ |
|
لَهُ مِنَ الليثِ ناباهُ وَمِخلبُهُ | |
|
| وَمِن غَريرِ الظِباءِ النَحرُ والجيدُ |
|
فوَصفُهُ ببَديعِ الحُسنِ مُشتهرٌ | |
|
| وَنَعتُهُ بشَديدِ البأسِ مَوجودُ |
|
يُصغي بأُذنَينِ يُبدي وَشكُ سَمعِها | |
|
| لَهُ الذي غَيَّبَت في غَولها البيدُ |
|
كآسَتَينِ عَلى غُصنٍ تَعَطَّفتا | |
|
| من جانبَيهِ وفي الرأسَينِ تَحديدُ |
|
أغَرَّ يصبيك أَو يلهيك مِن دَعَجٍ | |
|
| في مُقلَتَيهِ عَلى الخدَّينِ تَخديدُ |
|
كَعَنبَرٍ عَوَّجَتهُ في سَوالِفها | |
|
| مِن بَعدما قَوَّمَتهُ الغادَةُ الرودُ |
|
كأَنَّهُ لابِسٌ مِن جِلدِهِ فَنَكاً | |
|
| في لينِهِ لبنانِ الكفِّ تَمهيدُ |
|
مُلمَّعٌ أَخصَفُ العَينَينِ مُنتَدِبٌ | |
|
| كَأَنَّهُ بِبَديع مَقصودُ |
|
يحكيه في أربِهِ زَمرُ الغطاط وَفي | |
|
| لُطفِ المكائدِ مِنهُ السمعُ والسيدُ |
|
إذا رأى الصيد أخفى شخصَه أَرَباً | |
|
| وقلبُهُ باقتناص الصيدِ معمودُ |
|
يكادُ من سَدكهِ بالأرضِ يخرقُها | |
|
| كأَنَّهُ بحثيثِ الذُعرِ مَزؤودُ |
|
ينسابُ كالأَديمِ هَبّالاً لبُغيَتِهِ | |
|
| حَتّى إذا أمكنَتهُ وَهوَ مَكدودُ |
|
سَطَت عَلَيهِ بها كفُّ المنونِ فما | |
|
| تَبغي نجاءً ووردُ الحينِ مَورودُ |
|