إن كان في الصيفِ ريحانٌ وفاكهةٌ | |
|
| فالأَرضُ مستوقَدٌ والجوُّ تَنّورُ |
|
وإِن يكنْ في الخريفِ النخلُ مُخْتَرفاً | |
|
| فالأَرضُ عُرْيَانَةٌ والجوُّ مَقْرُور |
|
وإِن يكنْ في الشتاءِ الغيثُ متَّصلاً | |
|
| فالأَرضُ محصورةٌ والجوُّ محصُور |
|
ما الدهرُ إلا الربيعُ المستنيرُ إِذا | |
|
| أتى الربيعُ أتاكَ النَّورُ والنور |
|
الأَرضُ ياقوتةٌ والجوُّ لؤلؤةٌ | |
|
| والنبتُ فيروزجٌ والماءُ بَلُّور |
|
ما يعدمُ النبتُ كأساً من سحائِبهِ | |
|
| فالنبتُ ضربان سكرانٌ وَمَخمور |
|
فيه لنا الوردَ منضودٌ مُؤزَّرُ ما | |
|
| بين المجالسِ والمنثورُ منثور |
|
ونرجسٌ ساحرٌ الأبصارِ ليس كما | |
|
| كأنه من عَمَى الأَبصارِ مَسْحورُ |
|
هذا البنفسجُ هذا الياسمينُ وذا ال | |
|
| نِّسرينُ ذا سوسنٌ في الحُسْنِ مشهور |
|
تظلُّ تَنثرُ فيه السُّحْبُ لؤلؤَها | |
|
| فالأَرضُ ضاحكةٌ والطيرُ مسرور |
|
حيث التفتَّ فقمريِّ وفاختةٌ | |
|
| فيه تُغَنِّي وشفنينٌ وَزَرْزُور |
|
إذا الهزارانِ فيه صَوَّتا فهما السُّ | |
|
| رْنايُ والنايُ بل عودٌ وطنبور |
|
تبارك اللهُ ما أحلى الربيعَ فلا | |
|
| تَغْرَرْ فقائسُهُ بالصيفِ مَغرور |
|
تطيبُ فيه الصحاري للمقيمِ بها | |
|
| كما تطيبُ له في غيرِهِ الدور |
|
في كلِّ أرضٍ هبطنا فيه دَسْكَرَةٌ | |
|
| في كلِّ ظهرٍ عَلَوْنَا فيه ماخور |
|
مَنْ شَمَّ ريحَ تحيّاتِ الربيع يَقُلْ | |
|
| لا المسكُ مسكٌ ولا الكافورُ كافور |
|