إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يلمسني وترٌ، فأجاوبهُ |
يسلمني لامرأةٍ تطلبُ حصَتها من عمري |
فأُوَاخيها وتؤاخيني |
وتحاكي حالتها المخطوفة في تكويني |
كنت أبادل منزلها بحنيني |
وهي على المفترق واقفةٌ |
ترقب وضع معابرها بعد هدوء الشهب الهيجانة |
وتراجع نبرة طفلتها البردانة: |
هل جرحتها اللحظات الصعبة وهي تفوت |
على الأجسام المقسومة جسمين؟ |
تتقصى عدد البطانيات على عدد البسمة، تسأل: |
هل نامت نانا بعد سكوت المعزوفة؟ |
هل طّير اولاد النبعة طياراتهم الورقية؟ |
هل عاد الحقل إلى خدين؟ |
كانت تعتكف على أضلاعي |
تقترح على بدني فتنتها. |
وتقول للحمي: حين تشارف أحصنة العربيِ صبابتها |
سأحل على بطنك شعري |
كي ألتم على جبهتك فضاءا يسكن في الهد بين. |
أتاحت للمنزل أن يمشي نحو الراية |
أن يذهب لبدايته في الأشياء الحية بين الرمشين. |
وكان فتىٍ في خفقته يسأل جارته: |
ماذا يجعل عشب الوادي أسلحة |
ومضات النبع لظى يتراقص فوق صدور |
المدرعين بأرز شهواني أو فوق صدور |
المدرعين براية سيف الصحراء؟ |
تجيب: الأرض المكسوة بسمائين. |
العربي يميل على جثته |
كي يفصل فيها مصرعه عن طعنته |
يذهب نحو ملابسه ليعين مسرى الوردة |
بين تماسكها في القوس المشدود وبين تفتته |
ويمر: على الساحة يلمس وترا |
ويعيد تكسره لصبيته |
وهي تراوده إذ يكتب في الرمل رسالته صوب الماء |
ويرسلها بجناح يمامته بين البيروتين. |
وماذا يجعل شرفات العشاق خنادق تتطاير منها |
أعضاء حبيبين انخطفا في أبهة مزيج الجسدين؟ |
بلاد ببلادين. |
فأين توافينا الموجة؟ |
في قوقعة واحدة لا في قوقعتين. |
العربي يساقي في السهل مشيئته |
يتلمس حجرا بين الغيمة والغيمة يختصر مسيرته |
يأخذ معشوقته |
قرب الخط الفاصل بين الوتر وخصم الوتر |
يعري معصمها في المخبأ |
ويقارن رغوتها بالبحر |
يساوي بين القوات وبين أصابعها |
ويلاعبها في راحته بالرمز |
يزاوج عند كمائنه مادته في صورته |
حتى يكتشف مجال ربابته |
ومسار رصاصته بين الأفقين. |
طين ولجين. |
معشوقته تختبر الشاطئ: |
هل يصلح كإطار لنشوب الوردة بين النهدين؟ |
وتختبر القارورة: هل يصلح هذا الغسق |
لأن يغدو نهرا بين الصحراوين؟ |
انقلبت شجرته ضد يديه |
فكانت تخفي في أفرعها مقصلة الفاشي وسكين الدموي |
وناب التجار الكامن في علم الماشين على كتفيه |
انقلبت في ليل شجرته ضد يديه |
استفتى معشوقته |
فأشارت بالقزح النائم في عينيه |
انفرد على جبل |
وتملى فرسته |
كون أجوبة لسائل دمه المفضوح على رئتيه |
أضاء بمنديل الأزمنة جاحيه و ألقى جملته: |
سيكون على قلبي |
أن يفتح غرفته للأحصنة السهرانة. |
سيكون على كفي إعادة مدلول الوردة للعشاق |
إعادة كرسي الشرفة لحديث المشتاقة ةالمشتاق |
إعادة ترتيب الوقت لنزهة فقراء القرية |
وإعادة سفح الجبل إلى ماعزه الهربانة. |
ألقى جملته: |
سيكون على مائي غسل الشجرة من تاريخ الشجرة |
كي يعتدل الموج على شطين. |
لماذا يرتحل الخفراء؟ |
لأن المعزوفة ستجئ. |
وماذا بين حنيني والبارودة؟ |
وطن يرتجل ملامحه. |
ماذا يصل الأغنية بحنجرة مغنيها؟ |
سهم. |
كيف ينظف عشاق قمصانهم الصيفية؟ |
بمزيج بين القارب والموسيقى. |
كان فتى يطلب من جارته |
أن تمنحه مدنا تتلاءم مع حجم الكفين |
لكي يمكنه أن يمسحها في بشرة محبوبته |
ويطابق في الشفتين الشفتين. |
انجرف إلى الينبوع يحاور معشوقته: |
حول أصول مزارعها |
حول طعام العصفورة |
حول الفرح الآسيان وراء مدامعها. |
تفلته المعشوقة في الظلمة حتى يستهدي في لجته |
بمواجعها |
أو يستلهم في وحدته فطرته. |
يخفي في سترته |
ويحط على طرف المتراس عبارته |
وإذا أطلق عند حدود المرسى ديكته |
أيصرها بين النصفين: |
كانت تستقطر خبرتها في مزج الفكرة بالغزلان |
وفي خلق القبلة من ضدين. |
لمن الدبكة؟ |
للعربي. |
القبرة على طرف الجبل لمن؟ |
للعربي. |
على أنمل من كان طريق يفتح مغلقه؟ |
أنملة العربي. |
لأي فوانيس انخلعت أمكنة من حلكتها؟ |
لفوانيس العربي. |
لأي سماء ناعمة تكشف سيدة في رابية سرتها؟ |
لسماء العربي. |
لأي نساء القرية يخلع بحر خاتمه؟ |
لامرأة العربي. |
لماذا يحشو العربي بيارقه بالتوت؟ |
لكي يطعم فقراء الله. |
فكيف يعيش العربي؟ |
على الخطوة بين الجوع وبين القوت. |
وكيف يموت؟ |
إذا انشق إلى شقين الملكوت. |
فأين انفجرت تفاحته؟ |
في سكين تلمع في مديتها الأولى بيروت |
وفي مديتها الأخرى بيروت. |
فأين يجئ إليه التابوت؟ |
على منطقة طرفاها: |
طين ولجين. |
الوردة ساهرة |
والأنثى ليس تنام على مقطوعتها الليلية |
تفضي بحقائقها للفلة والجندي |
تغادر مكمنها تحت رذاذ الثلج الأحمر |
تتحقق من أن الأشياء المحبوبة ما زالت |
في موضعها المحبوب: |
الصخرة عند الحمام على الجسر |
الروشة وفتاة تأخذ خصر فتاها |
الكتاب على مقهى مودكا |
وطلوع الجبل الصحو بأمسية الآحاد |
الميرامية تقطفها يسرا عند السعديات |
قلنسوة الدرزي على المختارة |
وشرائط فيروز على البسطات |
مواسير بنادق مشرعة وسط حقول الزهراني |
نظارات هدى حوا وهي تتم بحثا عن: |
علم جمال الحرب العادلة |
صلاة الشيعة في جمعات الذنب ومئذنة الشياح |
الصبية يخفون سلاحا بمقابر صيدا |
فوضى البالونات بليلة عيد الميلاد |
كمين شيوعيين على المرفأ |
قصة حب عابرة في دمعة تانيا |
صور الشهداء على جدران الفاكهاني |
وبقايا عاصمة تتراءى |
كالحلم الآتي بين ذهابين. |
الأشياء المحبوبة مقبلة |
فيما بين الدانة ورسالتها |
وهي تعيد مراجعة الأفئدة العطشانة |
إذ ينقصها ماء من عين الله لتكمل سيلولتها |
وتفيض على الطرقات المزروعة |
بين السكتة والسكتة تهمس لي: |
هذي وشوشة |
يسكبها الجني على أذنين. |
فما شكل المعشوقة؟ |
وشم في زند العربي. |
وما زمن المعشوقة؟ |
للمعشوقة وقت توصف فيه بمغزلها الرعوي |
وتبدأ خطوتها فيه على الرمل فؤادا بوجيبين. |
لم تك ضد الطائر حين انفلت وطار |
ولا حين احترق |
ولا حين انبعث رمادا ينبض بجناحين. |
وكيف يجئ المحرومون؟ |
على الفاتحة. |
فماذا كسر المعشوقة؟ |
طائرها. |
حين انكشف جناحاه عن الرخ العرقي |
يدف سواد الليل على جدولها |
أو يسترشد بنقيض القمح على سنبلها |
فانفلقت من زيتونة آخرها لربابة أولها |
واتخذت للأفق رحابته المجهولة |
ألق للكون سلامته المجهولة |
بالأرز وبالماء الحي. |
فما وطن الأنثى؟ |
شباك مرفوع بيدين. |
المقطوعة لا تختم سيرتها في اللوح |
وعزف العربي بدايات |
والعاشقة تؤسس سهرتها في أنحائي |
وأنا أتراءى بين الأنقاض |
نوافذ |
تخرج |
تدريجيا |
تدريجيا |
تدريجيا |
من طللين. |