عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > أبو الحسن الجرجاني > بأيّامِنا بين الكثيبين فالحمى

غير مصنف

مشاهدة
5565

إعجاب
7

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

بأيّامِنا بين الكثيبين فالحمى

بأيّامِنا بين الكثيبين فالحمى
و طيب ليالينا الحميدةِ فيهمَا
ووصْلٍ وَصَلنا بين أعْطافِه المُنى
برَدِّ زمانٍ كان للَّهو تَوْأَمَا
صَحِبْنَا بِهِ شَرْخ الشَّباب فدلَّنا
على خُلَسٍ أفْضَى إليهنَّ نُوَّمَا
فلم ْنرضَ في أخلاقنا النُّصحَ مَذْهَبَا
و لا اللَّومَ في أسماعنا مُتَلَوَّما
إذا شاءَ غاوٍ قادَ لَحْظَاً مُوزَّعاً
على غَيِّه أو شَافَ قَلْباً مُقَسَّمَا
أعِنِّي على العُذَّال أو خَلِّ بَيْنَنَا
تُريْكَ دُموعيْ أَفْصَحَ القَوْلِ أَبْكَما
وطَيْفٍ تَخَطَّتَ أعيُنُ النَّاسِ والكَرَى
إلى ناظرٍ يَلْقى التَّبَاريحَ مِنْهُمَا
تنَسَّم ريَّاهُ وبشَّرَهُ بهِ
تناقُصُ ضوءِ البدرِ في جِهَة الحِمَى
وعَزَّ على العَيْنَيْنِ لو لمْ تُرَغَّبا
من الطَّيْفِ في إلمامَةٍ أن تُهَوِّما
ولمَّا غَدَا والبينُ يَقْسِم لحْظَهُ
على مُكْمَدٍ أغْضَى ورأْسٍ تبسَّما
فمِنْ قائِلٍ: لا آمنَ اللهُ حاسداً
و قائلةٍ: لا روَّعَ البيْنُ مُغْرَمَا
بَدَت صُفْرَةٌ في وَجْنَتَيْهِ فلمْ تَزَلْ
مَدَامِعُه حتَّى تشرَّبَتَا دَما
سَقَى البَرقُ أكْنَافَ الحِمَى كلَّ رائحٍ
إذا قَلِقَتْ فيه الجُنُوبُ تَرَنَّمَا
إذا أَسْبَلَتْ عيناهُ لمْ تبقَ رَبْوةٌ
من الأرضِ إلا وهي فاغِرَةٌ فَمَا
تَرَى الأرضَ مُتَطَايراً
فإن أَنْجَمَتْ صارَتْ سماءً وأَنْجُمَا
تُسَالِبُهَا أَنْفاسَها نفسُ الصَّبا
و تُهْدي إليْها الشَّمسُ شيئاً مُسَهَّمَا
كأنَّ أبا عمروٍ تخلَّلَ رَوْضَها
ففاحَ بهِ عَرْفَاً وأشرَقَ مَبْسَما
إذا زادَت الأيَّامُ فينا تَحَمُّلاً
و حَيْفَاً على الأَحْرَارِ زادَ تَكَرُّمَا
إذا هابَ بَعْضُ القَومِ ظُلْمَاً أَظَلَّهُ
تَجَلَّتْ مَسَاعِي أَوَّلَيْهِ فَأَقْدَمَا
سَقَى اللهُ دَهْرَاً سَاقَنِي لجِوَارِهِ
و إنْ كانَ مَشْغَوْفَاً بِظُلْمِي مُتَيَّمَا
سَأَشْكُرُ ما تُولِيهِ قَولاً ونِيَّةً
ِفإن قَصَّرا نَابَ اعْتِذاريَ عَنْهُمَا
فَسَحْتَ رَجَائِيْ بَعْدَ ضِيْقِ مَجَالِهِ
و أَوْضَحْتَ لِيْ قَصْدِيْ وَ قَدْ كَانَ أَظْلَمَا
وَ مَا زِلْتُ مُنْحَازَاً بِعِرْضِيَ جَانِبَاً
مِنَ الذَّمِّ أَعْتَدُّ الصِّيَانَةَ مَغْنَمَا
إذا قِيْلَ: هذا مَشْربٌ قُلْتُ: قَدْ أَرَى
و لَكِنَّ نَفْسَ الحُرِّ تَحْتَمِلُ الظَّما
أُنَهْنِهُهَا عن بَعض ما لا يَشِينُهَا
مَخَافَةَ أَقْوَالِ العِدَا فيمَا أو لِمَا
فَأُصْبِحُ مِنْ عَتْبِ اللَّئِيمِ مُسَلَّماً
وقَدْ رُحْتُ مِن نَفَسِ الكَريمِ مُعَظَّمَا
فَأُقْسِمُ مَا غُرَّ امْرُؤٌ حُسِّنَتْ لَهُ
مُسَامَرَةُ الأَطْمَاعِ إنْ بَاتَ مُعْدِمَا
يَقولونَ: ليْ فيْكَ انْقِبَاضٌ وإنَّمَا
رَأَوا رَجُلاً عنْ مَوْقِفِ الذُّلِّ مُحْجِمَا
أَرَى النَّاسَ مَنْ دَانَهُمُ هَانَ عِنْدَهُمْ
و مَنْ أَكْرَمَتْهُ عِزَّةُ النَّفْسِ أُكْرِمَا
ولَمْ أَقْضِ حَقَّ العِلْمِ إِنْ كَانَ كُلَّمَا
بَدَا طَمَعٌ صَيَّرْتُهُ لِيَ سُلَّمَا
ولمْ أَبْتَذِلْ في خِدْمَةِ العِلْمِ مُهْجَتِيْ
لِأَخْدِمَ مَنْ لَاقَيْتُ لَكِنْ لِأُخْدَمَا
أَأَشْقَى بِهِ غَرْسَاً وأَجْنِيْهِ ذِلَّةً
إِذَنْ فَاتِّبَاعُ الجَهْلِ قَدْ كَانَ أَسْلَمَا
ولَوْ أنَّ أَهْلَ العِلْمِ صَانُوهُ صَانَهُم
و لَوْ عَظَّمُوهُ فِيْ النُّفُوسِ لعُظِّما
ولَكِنْ أَذَالُوهُ فَهَانَ ودَنَّسوا
مَُحَيَّاهُ بالأَطْمَاعِ حَتَّى تَجَهَّمَا
فِإنْ قُلْتَ جَدُّ العِلْمِ كَابٍ فِإنَّمَا
كَبَا حِيْنَ لَمْ يُحْرَسْ حِمَاهُ وأُسْلِمَا
وإنِّيْ إِذَا مَا فَاتَنِيْ الأَمْرُ لَمْ أَبِتْ
أُقَلِّبْ كَفِّيْ إِثْرَهُ مُتَذَمِّمَا
ولَكِنَّهُ إِنْ جَاءَ عَفْوَاً قَبِلْتُهُ
و إنْ مَالَ لَمْ أُتْبِعْهُ هَلَّا ولَيْتَمَا
وأَقْبِضُ خَطْوِيْ عَنْ حُظُوْظٍ كَثِيْرَةٍ
إذَا لَمْ أَنَلْهَا وَافِرَ العِرْضِ مُكْرَمَا
وأُكْرِمُ نَفْسِيْ أَنْ أُضَاحِكَ عَابِسَاً
و أَنْ أَتْلَقَّى بالمَدِيْحِ مُذمَّمَا
وكَمْ طَالِب ٍ رِقِّيْ بِنُعْمَاهُ لَمْ يَصِلْ
إليْهِ وإنْ كَانَ الرَّئيْسَ المُعَظَّمَا
ومَا كُلُّ بَرقٍ لاحَ لِيْ يَسْتَفِزُّنِيْ
و ما كُلُّ مَا فِيْ الأَرْضِ أَرْضَاهُ مُنْعِمَا
ولكِنْ إذا مَا اضْطَرَّنِيْ الأَمْرُ لَمْ أَزَلْ
أُقَلِّبُ فِكْرِيْ مُنْجِدَاً ثُمَّ مُتْهِمَا
إلى أَنْ أَرَى مَنْ لا أَغَصُّ بِذِكْرِهِ
إذا قُلْتُ قَدْ أَسْدَى إليَّ وأَنْعَمَا
وإنِّي لَرَاضٍ عَن فَتَىً مُتَعَفِّفٍ
يَرُوحُ ويَغْدُو لَيْسَ يَمْلِكُ دِرْهَمَا
يَبِيْتُ يُرَاعِيْ النَّجْمَ مِنْ سُوءِ حَالِهِ
و يُصْبِحُ طَلْقَاً ضَاحِكَاً مُتَبَسِّمَا
ولَا يَسْأَلُ المُثْرِينَ مَا بِأَكُفِّهِمْ
و لَوْ مَاتَ جُوْعَاً غُصَّةً وتَكَرُّمَا
فَكَمْ نِعْمَةٍ كَانَتْ عَلَى الحُرِّ نِقْمَةً
و كَمْ مَغْنَمَاً يَعْتَدُّهُ المَرْءُ مَغْنَمَا
ومَاذَا عَسَى الدُّنْيَا وإِنْ جَلَّ قَدْرُهَا
يَنَال بِهَا مَنْ صَيَّرَ الصَّبْرَ مِعْصَمَا
على أَنَّنَيْ لَوْ لَمْ أُعِدَّ لِحَرْبِهَا
سِوَاكَ لَقَدْ كُنْتَ المَصُونَ المُحَرَّمَا
فَكَيْفَ وَ عِنْدِيْ كُلُّ مَا يَمْنَعُ الفَتَى
بِهِ عِرْضَهُ مِنْ أَنْ يُضَامَ ويُهْضَمَا
ولَيْسَ بِبِدْعٍ مِنْ عُلَاكَ عِنَايَةٌ
تُسَهِّل لِي
يُقَرِّبُ مِنِّيْ مَا تَبَاعَدَ وانْتَأَى
و يَخْفِضُ نَحْوِيْ مَا تَصَاعَدَ واسْتَمَى
ومَنْ لَقِيَ الأَمْلَاكَ مِنْكَ لمِوْعِدٍ
تَجَنَّى عَلَى آكَامِهِ وتَحَكَّمَا
إذَا كَانَ بَعْضُ المَدْحِ لَفْظَاً مُجَرَّدَاً
ضَمَمْتُ إلى لَفْظِيْ ضَمَيْرَاً مُسَلَّمَا
ومَا سَاعَدَ القَلْبُ الوَدَوْدُ لِسَانَهُ
عَلَى مِدْحَةٍ إلا أُطِيْعَ وحُكِّمَا
أبو الحسن الجرجاني

يتم تداول هذه الميمية ناقصة وقد نشرت ناقصة في الديوان والديوان جمعه و نشره الأستاذ سميح إبراهيم صالح التركماني، نجل الأستاذ المحقق إبراهيم صالح التركماني ثم عثر على هذه الميمية كاملةً الأستاذ العلامة الدكتور جليل العطيَّة فبادر بإرسالها إلى الأستاذ إبراهيم- حفظه الله تعالى و هداه- الذي بادر بدوره في نشرها بمجلة مجمع اللغة العربية في دمشق المجلد التاسع و السبعون ص (792) .
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: السبت 2011/12/24 08:04:58 مساءً
التعديل: الاثنين 2022/01/31 01:15:32 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com