إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يا سيِّد الكلمات |
إني لستُ أدري |
كيف تصحو في الليالي الذكرياتْ |
حاولتُ أن أمضي بعيداً |
واغتسلتُ من الحنينِ |
ومن بريق الأُغنياتْ |
قطّعتُ أوتار الحنانِ |
مزّقتُ وجه البدرِ |
ثمّ شطبتُ كلَّ الأُمنياتْ |
وعبرتُ كلّ خنادقي |
فخطفتُ من قصر الإمارةِ |
دُرّة التاج الثمينةِ |
فانتفضتُ من السباتْ |
ورميتها في عتمة الجُبِّ العميقِ |
وفي عسيفِ الترّهاتْ |
ورميتُ أرغفة الخيالِ |
ولُذتُ بالسيلِ المسافرِ |
أبتغي حبلَ النجاة |
فأسرتني رغم اقتداري |
ورميتَ بالقلبِ المضرّج |
في غدير الأُحجياتْ |
وجعلتَ تشعل لي شموع الوهم ِ |
ترسل دفئها في الأمسياتْ |
كي ترتقي عرش اليراعِ |
وتحتسي كأسَ الليالي الحالماتْ |
وتغيبَ في خمرِ القصائدِ |
كالغواني الفاتناتْ |
*** |
يا سيّد الكلماتِ هونكَ |
وارحم القلب المحاصرْ |
إنني ما عُدْتُ أملكُ |
خفقة العاتي المغامرْ |
في نبضه حلمٌ بعيدٌ |
خِلتُه دفقاً تناثرْ |
أنتَ الذي أشعلتَ فيه |
حرارة الوجد المقامرْ |
وجعلتني كقصاصةٍ |
في دفتر العمر المسافرْ |
فغدوتُ مثلَ غمامةٍ |
في دفقة الأقدار ماضيةٌ تهاجرْ |
*** |
وغدوتُ بحّاراً يعاني الموج |
يحلم بالشواطئْ |
يجتاحه عصف الرعودِ |
يسومه طعم التوجّس |
حين تبتعد المرافئ |
يا سيِّد الكلمات مهلاً |
إنَّ قلبي شاطئٌ رحب المراسي |
هادئ الأمواج |
دافئْ |
فتعال نركب متن أشرعة الخيالِ |
وضُمَّني في صدركَ الحاني |
وخبّئ صبوتي بين الظلالْ |
ودع الخيال يصبُّ لي في كأسه عذب الوصالْ |
فإذا غفوتُ على يديكَ |
فشُدَّ أسري |
وامض ِ بي |
حيثما شاء الخيالْ |
*** |
يا سيِّد الكلمات |
إنّي قد وهبتك دفقة الحُبِّ الزلالْ |
حَلَّقتُ في آفاق صمتكَ |
أجتبي حلو الخصالْ |
قد كنتَ عندي عزَّة النسر العتيدِ |
وكنتَ عندي كالجبالْ |
فدفنتُ فيكَ مرارة الماضي المدمّى |
ثمَّ عانقتُ المُحالْ |
فحصدتُ من كرمِ انتظاري |
خمرةَ النجوى و أشواكَ السؤالْ |
*** |
يا سيِّدي |
رِفقاً |
فإنَّ عمري كلّه في راحتيكْ |
كم عِشتُ حبّكَ في خيالي |
وجعلتَ تبحر في سنابل شعري الغافي على زنديكَ |
تأسرها لديكْ |
كم رحتَ تملؤني حنيناً |
وتصبُّ فيَّ حرارة الأنفاسِ |
تُشعلني |
فأغدو خفقةً في جانحيكْ |
فإذا صحوتُ علمتُ أنّي |
كنتُ أحلمُ بانتصاراتي عليكْ |
وعلمتُ أنّي كنتُ أهرب منكَ عمداً |
ثم ألجأُ |
دون أن أدري بنفسي |
كيف تاهت في حنايا مقلتيكْ * |