أَلَم تَرَ أَنَّ الجودَ أَرسَلَ فاِنتَقى | |
|
| حَليفَ صَفاءٍ وَأَتلى لا يُزايلُه |
|
تَخَيَّرَ أَسماءَ بنَ حِصنٍ فَبُطِّنَت | |
|
| بِفِعلِ العُلى أَيمانُه وَشَمائِلُه |
|
وَلا مَجدَ إِلّا مَجدُ أَسماءَ لَو جَرى | |
|
| وَلا جَرى إِلّا جَريُ أَسماءَ فاضِلُه |
|
وَمُحتَمَلٍ ضِغناً لأَسماءَ لَو جَرى | |
|
| بسَجلَينِ مِن أَسماءَ فارَت أَباجِلُه |
|
عَوى يَستَجيشُ النابِحاتِ وَإِنَّما | |
|
| بِأَنيابِه صُمُّ الصَفا وَجنادِلُه |
|
وَأَقصَرَ مِن مَجراةِ أَسماء سَعيُهُ | |
|
| حَسيراً كَما يَلقى مِن التُربِ ناخِلُه |
|
وَفَضَّلَ أَسماء بنَ حِصنٍ عليهم | |
|
| سَماحَةُ أَسماءَ بن حصنٍ وَنائِلُه |
|
فَمَن مِثلُ أَسماءَ بن حِصنٍ إِذا غَدَت | |
|
| شآبيبُه أَم أَيُّ شَيءٍ يُعادِلُه |
|
وَكُنتُ إِذا لاقيتُ منهم حَطيطةً | |
|
| لَقيتُ أَبا حَسّانَ تَندى أَصائِلُه |
|
تَضيَّفُه غَسّانُ يَرجون سَيبَهُ | |
|
| وَذو يَمَنٍ أَحبوشُهُ وَمَقاوِلُه |
|
فَتىً لا يَزالُ الدَهرَ ما عاشَ مُخصِباً | |
|
| وَلَو كانَ بالموماةِ تَخدي رَواحِلُه |
|
فَأَصبَحَ ما في الأَرضِ خَلقٌ عَلِمتُهُ | |
|
| مِن الناسِ إِلّا باعُ أَسماءَ طائِلُه |
|
تَراهُ إِذا ما جِئتَهُ متَهَلِّلاً | |
|
| كَأَنَّكَ تُعطيهِ الَّذي أَنتَ سائِلُه |
|
وَلَو لَم يَكُن في كَفِّهِ غَيرُ رَوحِهِ | |
|
| لَجادَ بِها فليتَّقِ اللَهَ سائِلُه |
|
تَرى الجُندَ وَالأَعرابَ يَغشَونَ بابَهُ | |
|
| كَما وَردت ماءَ الكُلابِ نَواهِلُه |
|
إِذا ما أَتوا أَبوابَهُ قالَ مَرحَباً | |
|
| لِجوا البابَ حَتّى يَقتُلَ الجوعَ قاتِلُه |
|
تَرى البازلَ البُختيَّ فَوقَ خِوانِه | |
|
| مقطَّعةً أَعضاؤُهُ وَمَفاصِلُه |
|
إِذا ما أَتوا أَسماءَ كانَ هُوَ الَّذي | |
|
| تَحلِّبُ كفاهُ النَدى وَأَنامِلُه |
|
تَراهُم كَثيراً حينَ يَغشَونَ بابَهُ | |
|
| فتسترهم جُدرانُه وَمنازِلُه |
|