أَهاجَكَ مِن عيرِ الحَبيبِ بُكورُها | |
|
| أَجَدَّت بِلَيلٍ لَم يُعَرِّج أَميرُها |
|
تَحَمَّلنَ مِن ذاتِ السُلَيمِ كَأَنَّها | |
|
| سَفائِنُ يَمٍّ تَنتَحيها دَبورُها |
|
وَكانَت قَذوفاً بِالنَوى كُلَّ جانِبٍ | |
|
| عَلى كُلِّ مَرٍّ يَستَمِرُّ مُرورُها |
|
مُيَمِّمَةً نَجدَ الشَرى لا تَريمُهُ | |
|
| وَكانَ طَريقاً لا تَزالُ تَسيرُها |
|
وَما مُغزِلٌ تَقرو أَسِرَّةَ أَيكَةٍ | |
|
| مُنَطَّقَةٍ بِالمَردِ ضافٍ بَريرُها |
|
إِذا رَفَعَت عَن ناصِلٍ مِن سُقاطَةٍ | |
|
| تُعالى يَدَيها في غُصونٍ تُصيرُها |
|
بِوادٍ حَرامٍ لَم تَرُعها حِبالَةٌ | |
|
| وَلا قانِصٌ ذو أَسهُمٍ يَستَثيرُها |
|
وَمِنكِ هُدُوَّ اللَيلِ بَرقٌ فَهاجَني | |
|
| يُصَدِّعُ رُمكا مُستَطيرا عَقيرُها |
|
أَرِقتُ لَهُ حَتّى إِذا ما عُروضُهُ | |
|
| تَحادَت وَهاجَتها بُروقٌ تُطيرُها |
|
أَضَرَّ بِهِ ضاحٍ فَنبَطا أُسالَةٍ | |
|
| فَمَرٌّ فَأَعلى حَوزِها فَخُصورُها |
|
فَرَحبٌ فَأَعلامُ القُروطِ فَكافِرٌ | |
|
| فَنَخلَةُ تَلّى طَلحُها وَسُدورُها |
|
وَمِنهُ يَمانٍ مُستَطِلٌّ وَجالِسٌ | |
|
| بِعَرضِ السَراةِ مُكَفهِرّاً صَبيرُها |
|
فَحَطَّ مِنَ السولِ المُلِمِّ وَتَلَّهُ | |
|
| يَحِفُّ بِأَرباضِ اللأَراكِ ضَريرُها |
|
وَتَاللَّهِ ما إِن شَهلَةٌ أُمُّ واحِدٍ | |
|
| بِأَوجَدَ مِنّي أَن يُهانَ صَغيرُها |
|
رَأَتهُ عَلى يَأسٍ وَقَد شابَ رَأسُها | |
|
| وَحينَ تَصَدّى لِلَهوانِ عَشيرُها |
|
فَشَبَّ لَها مِثلَ السِنانِ مُبَرَّأُ | |
|
| إِمامٌ لِنادي دارِها وَأَميرُها |
|
عِناشُ عَدُوٍّ لا يَزالُ مُشَمِّراً | |
|
| بِرَجلٍ إِذا ما الحَربُ شُبَّ سَعيرُها |
|
تَقَدَّمَ يَوماً في ثَلاثَةِ فِتيَةٍ | |
|
| بِجَرداءَ نُصبٍ لِلغَوازي ثُغورُها |
|
فَبَينا هُمُ يَتّابَعونَ لِيَنتَهوا | |
|
| بِقُذفٍ نِيافٍ مُستَقِلٍّ صُخورُها |
|
رَأَوا مِن قِدى الكَفَّينِ قُدّامَ عَدوَةٍ | |
|
| مُحيطاً بِهِ مِن كُلِّ أَوبٍ حُضورُها |
|
فَوَرَّكَ لَينا أَخلَصَ القَينُ أَثرَهُ | |
|
| وَحاشِكَةً يَحصى الشِمالَ نِذيرُها |
|
يُزَحزِحُهُم عَنهُ بِنَبلٍ سَنينَةٍ | |
|
| يُضِرُّ بِحَبّاتِ القُلوبِ حَشورُها |
|
فَلمّا رَآهُم يَركَبونَ صُدورَهُم | |
|
| كَبُدنِ إِيادٍ يَومَ ثُجَّت نُحورُها |
|
تَمَلَّزَ مِن تَحتِ الظُباتِ كَأَنَّهُ | |
|
| رَداةٌ إِذا تَعلو الخَبارَ نُدورُها |
|
وَجاءَ خَليلاهُ إِلَيها كِلاهُما | |
|
| يُفيضُ دُموعاً لا يَريثُ هُمورُها |
|
يُنيلانِ بِاللَهِ المَجيدِ لَقَد ثَوى | |
|
| لَدى حَيثُ لاقى زَينُها وَنَصيرُها |
|
فَقامَت بِسِبتٍ يَلعَجُ الجِلدَ مارِنٍ | |
|
| وَعَزَّ عَلَيها هَلكُهُ وَغُبورُها |
|
فَبَينا تَنوحُ اِستَبشَروها بِحُبِّها | |
|
| صَحيحاً وَقَد فَتَّ العِظامَ فُتورُها |
|
فَخَرَّت وَأَلقَت كُلَّ نَعلٍ شَراذِماً | |
|
| يَلوحُ بِضاحي الجِلدِ مِنها حُدورُها |
|