أَلا يا لِقَومٍ لِلهُمومِ الحَواضِرِ | |
|
| وَلِلَدمعِ في مَجرانِهِ المُتَبادِرِ |
|
وَلِلنَأيِ بَعدَ القُربِ مِمَّن نَوَدُّهُ | |
|
| وَلِلشَعبِ شَعبِ الأُلفَةِ المُتَشاجِرِ |
|
تَنادوا لِبَينٍ في الصَباحِ فَقُرِّبَت | |
|
| لِشَحطِ النَوى بُزلُ الجَمالِ القَياسِرِ |
|
مُلَملَمَةُ الهاماتِ غُلبٌ كَأَنَّها | |
|
| شَماريخُ تُعلى بِالضَبابِ العَواجِرِ |
|
فَجُلِّلَتِ الديباجَ حَتّى كَأَنَّما | |
|
| عَلَيها مِنَ الديباجِ نُوّارُ زاهِرِ |
|
يُصانِعنَ صَفراً كَالثَعابينِ ناوَشَت | |
|
| عُراها عُرىً يَكفَحنَها بِالمَشافِرِ |
|
فَدَع عَنكَ لَيلى وَاِعتَفِ الخَرقَ ذا المَلا | |
|
| بِأَعيَسَ نَضّاحِ المُقَدَّينِ فاطِرِ |
|
شَجَوجىً كَوَقفِ العاجِ يَضحي كَأَنَّهُ | |
|
| هِلالٌ طَوى أَقرابَهُ السَيرُ ضامِرِ |
|
عَبَنّى ذَحاليفِ الحَصيرَينِ طوبِقَت | |
|
| تَوابيتُ ضَبعَيهِ طِباقَ القَناطِرِ |
|
كَأَنَّ يَدَيهِ حينَ يُثنى زِمامُهُ | |
|
| يَدا سابِحٍ في حَومَةِ الماءِ ماهِرِ |
|
وَرِجلاهُ رِجلا نِقنِقٍ هاجَ رَوعُهُ | |
|
| عَلى حَذَرٍ حَولَ النَعامِ النَوافِرِ |
|
أَمَمنا بِهِ خَيرَ المُصَلّينَ مَعشَراً | |
|
| بَني عامِرٍ سَقياً وَرَعياً لِعامِرِ |
|
بَني شَكَرٍ أَعني فيا صَدَقَ مادِحٍ | |
|
| وَيا طيبَ مَمدوحٍ وَيا يُسرَ شاعِرِ |
|
بَنو مُحصَناتٍ لَم تُدَنِّس حُجورَها | |
|
| وُصومٌ وَأَبناءُ المُلوكِ الجَبابِرِ |
|
إِذا ماتَ مِنهُم عامِرٌ عَمَرَ اِبنُهُ | |
|
| مَكارِمَ بُنيانِ الكِرامِ الأَكابِرِ |
|
لَهُم سُرَّةُ البَطحاءِ مِن سِرِّ مَجدِها | |
|
| وَحَيثُ اِنتَمَت أَعراقُها في الظَواهِرِ |
|
تَجَلجَلتُمُ مِنها بِمُرسىً تَناسَفَت | |
|
| بِهِ هامُكُم بَينَ الفُروعِ النَواضِرِ |
|
فَأَحياؤُكُم مِن خَيرِ مَن وَطِئَ الحَصى | |
|
| وَأَمواتَكُمُ نورٌ لِأَهلِ المَقابِرِ |
|
أَبَى اللَهُ أَن يُرعى حِماكُم وَأَن يُرى | |
|
| لَكُم حَوزَةٌ مَوطوءَةٌ بِالعَساكِرِ |
|
تُبيحونَ ما يَحمي الرِجالُ خِيارَهُ | |
|
| بِصُمِّ القَنا وَالمُرهَفاتِ البَواتِرِ |
|
أَذَقتُم رِجالاً خَيَّمَ العِزُّ حَولَهُم | |
|
| بِأَسيافِكُم في الدَهرِ ذُلَّ المَناخِرِ |
|
فَإِن تُهلِكوا تُصبِح شَنوءَةُ بَعدَكُم | |
|
| تَحِنُّ قواصيها حَنينَ الأَباعِرِ |
|
وَلا تَجِدوا لِلنائِلِ الغَمرِ غَيرَكُم | |
|
| وَلا لِدِفاعِ الأَبلَخِ المُتَصاعِرِ |
|
بِكُم أُحرِزَت مِن بَطنِ نَجدٍ وَغَورِهِ | |
|
| بِلادٌ وَأَسدادِ الشِعابِ الغَوابِرِ |
|
لَكُم فَضَلاتُ المَوتِ في كُلِّ مَوطِنٍ | |
|
| وَآثارُ أَيّامٍ عِظامِ الجَرائِمِ |
|
بَنى عامِرٌ مَجداً عَمَرتُم أَرومَهُ | |
|
| وَأَعلى بُناهُ عُدمُلِيُّ الزَوافِرِ |
|