أَمِنْ آلِ هِنْدٍ عَرَفْتَ الرُّسُومَا | |
|
| بِجُمْرَانَ قَفْراً أَبَتْ أَنْ تَرِيما |
|
تَخَالُ مَعَارِفَهَا بَعْدَ مَا | |
|
| أَتَتْ سَنَتَانِ عليها الوُشُومَا |
|
وَقَفْتُ أُسَائِلُهَا نَاقَتَي | |
|
| ومَا أَنَا أَمْ مَّا سُؤَالِي الرُّسُومَا |
|
وذكَّرَني العَهْدَ أَيَّامُهَا | |
|
| فَهَاجَ التَّذَكُّرُ قلباً سَقِيماً |
|
فَفَاضَتْ دُمُوعِي فَنَهْنَهْتُها | |
|
| عَلَى لِحْيَتِي ورِدَائي سُجُومَا |
|
فَعَدَّيْتُ أَدْمَاءَ عَيْرَانةً | |
|
| عُذَافِرَةً لا تَمَلُّ الرَّسِيمَا |
|
كِنَازَ البَضِيعِ جُمَالِيَّةً | |
|
| إِذَا مَا بَغَمْنَ تَرَاها كَتُومَا |
|
كأَنِّي أُوَشَّحُ أنْسَاعَهَا | |
|
| أَقَبَّ مِنَ الحُقْبِ جَأباً شَتِيمَا |
|
يُحَلِّي مِثْلَ القنَا ذُبَّلاً | |
|
| ثَلاَثاً عَنِ الوِرْدِ قَد كُنَّ هِيمَا |
|
رَعَاهُنَّ بالقُفِّ حَتَّى ذَوَتْ | |
|
| بُقُولُ التَّنَاهِي وهَرَّ السَّمُوما |
|
فَظَلَّتْ صوَادِىَ خُزْر العُيُونِ | |
|
| إِلى الشَّمْسِ مِنْ رهْبةٍ أَنْ تَغِيمَا |
|
فلمَّا تبَيَّنَ أَنَّ النَّهارَ | |
|
| تَوَلَّى وآنسَ وَحْفاً بَهِيماً |
|
رَمَى اللَّيلَ مُستعَرِضاً جَوْزَهُ | |
|
| بِهِنَّ مِزَرًّا مِشَلاًّ عَذُومَا |
|
فَأَوْرَدَها مَعَ ضَوْءِ الصَّباحِ | |
|
| شَرَائِعِ تَطْحَرُ عَنْها الجَمِيمَا |
|
طَوَامِيَ خُضْراً كلَوْنِ السَّماءِ | |
|
| يَزِينُ الدَّرَارِيُّ فيها النُّجُومَا |
|
وبِالماءِ قَيْسٌ أَبو عَامِرِ | |
|
| يُؤَمِّلُهَا ساعَةً أَنْ تَصُومَا |
|
وبِالكَفِّ زَورَاءُ حرْمِيَّةٌ | |
|
| مِنَ القُضْبِ تُعْقِبُ عَزْفاً نَئِيمَا |
|
وأَعْجَفُ حَشْرٌ ترى بِالرِّصَا | |
|
| فِ ممَّا يُخَالِطُ منها عَصِيمَا |
|
فأَخْطأَها فَمَضَتْ كُلُّها | |
|
| تَكادُ من الذُّعْرِ تَفْرِي الأَدِيمَا |
|
وإِنْ تَسْئَلِيني فإِنِّي امْرُؤٌ | |
|
| أُهِينُ اللئِيمَ وأَحْبُو الكَرِيمَا |
|
وأَبْنِي المَعَالِيَ بِالمَكْرُماتِ | |
|
| وأُرْضِي الخَليلَ وأُرْوِي النَّدِيمَا |
|
ويَحْمَدُ بَذْلِي لهُ مُعْتَفٍ | |
|
| إِذَا ذَمَّ مَنْ يَعتَفِيهِ اللَّئيمَا |
|
وأَجْزِى القُرُوضَ وَفاءً بها | |
|
| بِبُؤسَى بَئِيسَى ونُعْمَى نَعِيما |
|
وقَوْمِي، فإِنْ أَنتَ كذَّبْتَنِي | |
|
| بِقَوْلِيَ فاسْئَلْ بِقَوْمي عَلِيمَا |
|
أَلَيْسُوا الَّذِينَ إِذَا أَزْمَةٌ | |
|
| أَلَحَّتْ على الناسِ تُنْسِي الحُلُومَا |
|
يُهِينُونَ في الحقِّ أَموالَهُمْ | |
|
| إِذَا اللَّزَباتُ الْتحَيْنَ المُسِيمَا |
|
طِوَالُ الرِّماحِ غَداةَ الصَّباحِ | |
|
| ذَوُو نَجْدَةٍ يَمْنَعُونَ الْحَرِيمَا |
|
بَنُو الحربِ يوماً إِذَا اسْتَلأَْمُوا | |
|
| حَسِبْتَهُمُ في الْحَدِيدِ القُرومَا |
|
فِدىً بِبُزَاخَةَ أَهْلِي لَهُمْ | |
|
| إِذَا مَلأُوا بالجُمُوعِ الْحَزِيمَا |
|
وإِذْ لَقِيَتْ عامِرٌ بالنِّسَا | |
|
| رِ مِنْهُمُ وطِفْخَةَ يوماً غَشُومَا |
|
بهِ شاطَرُوا الحَيَّ أَموالَهُمْ | |
|
| هَوَازِنَ، ذَا وَفْرِهَا والعَديمَا |
|
وساقَتْ لَنَا مَذْحِجٌ بالكُلاَبِ | |
|
| مَوالِيهَا كلَّهَا والصَّمِيمَا |
|
فَدَارَتْ رَحانَا بِفُرْسانِهِمْ | |
|
| فَعَادُوا، كأَنْ لم يكونُوا، رَمِيمَا |
|
بِطَعْنٍ يَجِيشُ لهُ عانِدٌ | |
|
| وضرْبٍ يُفَلِّقُ هاماً جُثُومَاً |
|
وأَضْحَتْ بِتَيْمَنَ أَجْسَادُهُمْ | |
|
| يُشَبِّهُهَا مَن رَآها الهَشِيمَا |
|
تَرَكْنَا عُمَارَةَ بَيْنَ الرِّماحِ | |
|
| عُمارةَ عَبْسٍ نَزِيفاً كلِيما |
|
ولولاَ فَوارِسُنَا ما دَعَتْ | |
|
| بذَات السُّلَيْمِ تَمِيمٌ تَمِيما |
|
وما إِنْ لأُِوئِبَهَا أَنْ أَعُدَّ | |
|
| مآثِرَ قَوْمِي ولاَ أَنْ أَلُومَا |
|
ولكنْ أُذَكِّرُ آلاَءَنَا | |
|
| حَدِيثاً وما كانَ مِنَّا قَديمَا |
|
ودَارِ هَوَانٍ أَنِفْنَا المُقَامَ | |
|
| بها فَحَلْلَنا مَحَلاًّ كَرِيمَا |
|
إِذَا كان بَعْضُهُمُ لِلهَوَانِ | |
|
| خَلِيطَ صَفاءٍ وأُمًّا رؤُومَا |
|
وثَغْرٍ مَخُوفٍ أَقَمْنَا بهِ | |
|
| يَهَابُ بهِ غيرُنا أَن يُقِيمَا |
|
جَعَلْنَا السُّيُوفَ بهِ والرِّماحَ | |
|
| مَعَاقِلَنَا والحدِيدَ النَّظِيمَا |
|
وجُرْداً يُقرَّبْنَ دُونَ العِيَالِ | |
|
| خِلاَلَ البُيُوتِ يَلُكْنَ الشَّكيمَا |
|
تُعَوَّدُ في الْحَرْبِ أَنْ لاَ بَرَاحَ | |
|
| إِذا كُلِّمَتْ لا تَشَكَّى الكُلومَا |
|