لِمَنِ الدِيارُ كَأَنَّ لَم تُحلَل | |
|
| بِجَنوبِ أَسنُمَةٍ فَقُفِّ العُنصُلِ |
|
دَرَسَت مَعالِمَها فَباقي رَسمَها | |
|
| خَلَقٌ كَعُنوان الكِتابِ المحولِ |
|
دارٌ لِسُعدى إِذ سُعادٌ كَأَنَّها | |
|
| رَشَأٌ غَرير الطَرفِ رَخصُ المفصَلِ |
|
شَماءُ واضِحَةُ العَوارِضِ طِفلَةٌ | |
|
| كَالبَدرِ مِن خَلَلِ السَحابِ المُنجَلي |
|
وَكَأَنَّما ريحُ القُرُنفُل نَشرها | |
|
| أَو حَنوَةُ خَلطَت خزامي حَومَلِ |
|
تَعتادُهُ بِفُواقِها وَجَرِيَّةٍ | |
|
| وَتُقيلُهُ بِسَرارِ رَوضٍ مُبقِلِ |
|
وَكَأَنَّ فاها بَعدَ ما طَرَقَ الكَرى | |
|
| كَأسٌ تُصَفِّقُ بِالرَحيقِ السَلسَلِ |
|
لَو أَنَّها عَرَضَت لِأَشمَطَ راهِبٍ | |
|
| في رَأسِ مُشرِفَةِ الذُرى مُتَبَتِّلِ |
|
جَآرُ ساعاتِ النِيامِ لَرَبِّهِ | |
|
| حَتّى تَخَدَّدَ لَحمُهُ مُستَعمَلِ |
|
لَصَبا لِبَهجَتِها وَحُسنِ حَديثِها | |
|
| وَلَهَمَّ مِن ناقوسِهِ بِتَنَزُّلِ |
|
بَل إِن تَرى شَمطاءَ تَقرَعُ لمَّتي | |
|
| وَحَنا قَناتي وَاِرتَقى في مَسحَلي |
|
وَدَلَفتُ مِن كِبرٍ كَأَنّي خاتِلٌ | |
|
| قَنَصاً وَمَن يَدبُب لِصَيدٍ يَختِلِ |
|
فَلَقَد أَرى حُسنَ القَناةِ قُوَيمَها | |
|
| الكَنَصلِ أَخلَصَهُ جَلاءُ الصَيقَلِ |
|
أَزَمانٌ إِذ أَن وَالحَديدُ إِلى بلى | |
|
| تَصبى الغَواني مَيعَتي وَتَنَقُّلي |
|
وَلَقَد شَهِدتُ الخَيلَ يَومَ طِرادِها | |
|
| بِسُلَيمِ أَو ظِفَةِ القَوائِمِ هَيكَلِ |
|
مُتَقاذِفُ شَنجِ النَسا عَبلِ الشَوى | |
|
| سِباقِ أَندِيَةِ الجِيادِ عَمَيثَلِ |
|
لَولا أَكَفكِفُهُ لَكادَ إِذا جَرى | |
|
| مِنهُ الغَريمُ يَدُقُّ فَأَسَ المَسحَلِ |
|
وَإِذا جَرى مِنهُ الحَميمُ رَأَيتَهُ | |
|
| يَهوي بِفارِسِهِ هَوِيَّ الأَجدَلِ |
|
وَإِذا تُعَلَّل بِالسِياطِ جِيادُنا | |
|
| أَعطاكَ نائِلُهُ وَلَم يَتَعَلَّلِ |
|
فَدعوا نَزالِ فَكُنتَ أَوَّلَ نازِلٍ | |
|
| وَعَلامَ أَركَبُهُ إِذا لَم أَنزِلِ |
|
وَلَقَد جَمَعتُ المالَ مِن جَمعِ امرئ | |
|
| وَرَفعتُ نَفسي عن لَئيمِ المَأكَلِ |
|
دَخَلتُ أَبنِيَةَ المُلوكِ عَلَيهِم | |
|
| وَلشَرُ قَولِ المَرءِ ما لَم يَفعَلِ |
|
وَشَهَدتُ مَعرَكَةَ الفُيولِ وَحَولَها | |
|
| أَبناءُ فارِسَ بيضُهُم كَالأَعبَلِ |
|
مُتَسَربِلي حَلَقِ الحَديدِ كَأَنَّهُم | |
|
| جُرب مُقارِفَةُ عَنِيَّةَ مُهمَلِ |
|
يَجُّرونَ نَشّاباً سَريعاً مَرهُ | |
|
| فيهِ جَرائِدَ مَن تخالط تَقتُلِ |
|
فَحَبست مُحتَبِساً سَيالاً صابِراً | |
|
| نَفسي رَجاءُ ثَوابٍ رَب مِفصَلِ |
|
وَلَرَبِّ ذي حَنَقٍ عَلَيَّ كَأَنَّما | |
|
| تَغلي عَداوَةَ صَدرِهِ كَالمرجَلِ |
|
أَوجيتُهُ عَنّي فَأَبصَرَ قَصدَهُ | |
|
| وَكَوَيتَهُ فَوقَ النَواظِرِ مَن عَلِ |
|
وَأَخي مُحافِطَة عَصى عَذّالَهُ | |
|
| وَأَطاعَ لِذَّتَهُ مُعَمٍّ مخوَلِ |
|
هَشٍّ يَراح إلى النَدى نَبهتُهُ | |
|
| وَالصُبحُ ساطِعُ لَونِهِ لَم يَنجَلِ |
|
فَأَتَيتُ حانوتاً بِهِ فَصَبَّحتُهُ | |
|
| مِن عانِقٍ بِمَزاجِها لَم تَقتُلِ |
|
صَهباءَ صافِيَةَ القَذى أَغلى بِها | |
|
| يَسِرٌ كَريمُ الخيمِ غَيرَ مُبَخَّلِ |
|
وَمُعَرِّس عَرض الرِداء عَرستهِ | |
|
| مِن بَعدِ آخرَ مِثلِهِ في المَنزِلِ |
|
وَلَقَد أَصَبت مِنَ المَعيشَةِ لينَها | |
|
| وَأَصابَني مِنهُ الزَمانُ بِكَلكَلِ |
|
وَمَطِيَّةٍ مَلَتَ الظَلام بَعَثتُهُ | |
|
| يَشكو الكَلالَ إِلَيَّ دامي الأَظلَلِ |
|
أَودَ السُرى بِقتالِهِ وَمراحِهِ | |
|
| شَهراً نَواحِيَ مُستَتِبٍّ مَعمَلِ |
|
نَهجٍ كَأَن حَرثُ النَبيطِ عُلوبُهُ | |
|
| ضاحي الموارِدِ كَالحَصيرِ المُرمَلِ |
|
أَخلَصتُهُ صُنعاً فَآضَ مُحَملِجاً | |
|
| كَالتَيسِ في أُمعوزِهِ المُتَرَبَّلِ |
|
فَإِذا وَذاكَ كَأَنَّهُ ما لَم يَكُن | |
|
| إِلّا تَذَكّرهُ لِمَن لَم يَجهَلِ |
|
وَلَقَد أَتَت مائَة عَلَيّ أَعَدها | |
|
| حَولاً فَحَولا إِن بَلاها مبتلِ |
|
فِإِذا الشَبابُ كَمبذلٍ أَنضَيتهُ | |
|
| وَالدَهرُ يبلي كُل ّجدة مبذلِ |
|
هَلّا سَأَلتَ وَخَيرُ قَومٍ عندَهُم | |
|
| وَشفاءُ غَيِّكَ خائِراً أَن تَسأَلِ |
|
هَل نُكرِمُ الأَضيافَ إِن نَزَلوا بِنا | |
|
| وَنَسودُ بِالمَعروفِ غَيرَ تَنَحُّلِ |
|
وَنَحلَ بِالثَغرِ المَخوفِ عَدوّهُ | |
|
| وَنَرُدُّ خالَ العارِضِ المُتَهَلِّلِ |
|
وَنُعينُ غارِمَنا وَنَمنَعُ جارَنا | |
|
| وَنَزينُ مَولى ذِكرِنا في المَحفَلِ |
|
وَإِذا اِمرؤُ مِنّا جَنى فَكَأَنَّهُ | |
|
| مِمّا يَخافُ عَلى مَناكِبِ يَذبُلِ |
|
وَمَتى يَقِم عِندَ اِجتِماعِ عَشيرَةٍ | |
|
| خُطَباؤُنا بَينَ العَشيرَةِ يَفصِلِ |
|
وَيَرى العَدُوَّ دُروءاً صَعبَةً | |
|
| عِندَ النَجومِ مَنيعَةِ المُتَأَوِّلِ |
|
وَإِذا الحَمالَة أَثقَلَت حَمّالَها | |
|
| فَعَلى سَوائِمِنا ثَقيلِ المَحمَلِ |
|
وَيَحِقُّ في أَموالِنا لِحَليفِنا | |
|
| حَقاً يَبوءُ بِهِ وَإِن لَم يَسأَلِ |
|