أَلا ضَرَمَت مَوَدَّتُكَ الرُواعُ | |
|
| وَجَدَّ البَينُ مِنها وَالوَداعُ |
|
وَقالَت إِنَّهُ شَيخٌ كَبيرٌ | |
|
| فَلَجَّ بِها وَلَم تَرِعِ أَمتِناعُ |
|
فَإِمّا أَمس قَد راجَعتُ حِلمي | |
|
| وَلاحَ عَلَيَّ مِن شَيبٍ قِناعُ |
|
فَقَد أَصِلُ الخَليلَ وَإِن نَآني | |
|
| وَغِبُّ عَداوَتي كَلَأٌ جُداعُ |
|
وَأَحفَظُ بِالمَغيبَةِ أَمرَ قَومي | |
|
| فَلا يُسدى لَدَيَّ وَلا يُضاعُ |
|
وَيَسعَدُ بي الضَريكُ إِذا اِعتَراني | |
|
| وَيَكرَهُ جانِبي البَطَلُ الشُجاعُ |
|
وَيَأبي الذَمَّ لي أَنّي كَريمٌ | |
|
| وَأَنَّ مَحَلّي القَبَلُ اليَفاعُ |
|
وَإِنّي في بَني بَكرٍ بنَ سَعدٍ | |
|
| إِذا تَمَّت زَوافِرُهُم أُطاعُ |
|
وَمَلمومٍ جَوانِبُها رَداحٍ | |
|
| تَزَجّى بِالرِماحِ لَها شُعاعُ |
|
شَهدتُ طِرادَها فَصَبرتُ فيها | |
|
| إِذا ما هَلَّلَ النِكسُ اليَراعُ |
|
|
| عَنِ المُثلى غُناماهُ القِذاعُ |
|
طَموحِ الرَأسِ كُنتُ لَهُ لِجاماً | |
|
| يُخَيِّسُهُ لَهُ مِنهُ صِقاعُ |
|
إِذا ما اِنآدَ قَوَّمَهُ فَلانَت | |
|
| أخادِعُهُ النَواقِرُ وَالوِقاعُ |
|
وَاِشعَثَ قَد جَفا عَنهُ المَوالي | |
|
| لَقىً كَالحِلسِ لَيسَ بِهِ زَماعُ |
|
ضَريرٍ قَد هَنَأناهُ فَأَمسى | |
|
| عَلَيهِ في مَعيشَتِهِ اِتِّساعُ |
|
وَماءٍ آجِن الجَمّاتِ قَفرٍ | |
|
| تَعَقَّمُ في جَوانِبِهِ السِباعُ |
|
وَرَدتُ وَقَد تَهَوَّرَتِ الثُرَيّا | |
|
| وَتَحتَ وَلَّيتي وَهمٌ وَساعُ |
|
جُلالٌ مائِرُ الضَبعَينِ يَخدي | |
|
| عَلى يَسَراتِ مَلزوزٍ سِراعُ |
|
لَهُ بُرَّةٌ إِذا ما لُجَّ عاجَت | |
|
| أَخادِعُهُ فَلانَ لَها النُخاعُ |
|
كَأَنَّ الرَحلَ مِنهُ فَوقَ جَأبٍ | |
|
| أَطاعَ لَهُ بِمَعقلَةَ التِلاعُ |
|
تِلاعٌ مِن رِياضٍ أَتأفَتها | |
|
| مِنَ الأَشراطِ أَسمِيَةٌ تِباعُ |
|
فَآضَ مُحَملِجاً كَالكَرِّ لَمَّت | |
|
| تَفاوُتَهُ شَآمِيَةٌ صَناعُ |
|
يُقَلِّبُ سَمجَحاً قَوداءَ طارَت | |
|
| نَسيلَتُها بِها بِنَقٌ لِماعُ |
|
إِذا أَسهَلا قَنَبَت عَلَيهِ | |
|
| وَفيهِ عَلى تَجاسُرِها اِطِّلاعُ |
|
تَجانَفَ عَن شَرائِعِ بطنِ قَوٍّ | |
|
| وَحادَ بِها عَنِ السَبقِ الكُراعُ |
|
وَأَقرَبُ مَورِدٍ مِن حَيثُ راحا | |
|
| أُثالُ أَو غُمازَةُ أو نَطاعُ |
|
فَأَورَدَها وَلَونُ اللَيلِ داجٍ | |
|
| وَما لَغِبا وَفي الفَجرِ اِنصِداعُ |
|
فَصَبَّحَ مِن بَني جَلّانَ صَلّاً | |
|
| عَطيفَتُهُ وَأَسهُمُهُ المَتاعُ |
|
إِذا لَم يَجتَزِر لَبَنيهِ لَحماً | |
|
| غَريضاً مِن هَوادي الوَحش جاعوا |
|
فَأًرسَلَ مُرهَفَ الغَرَّينِ حُشراً | |
|
| فَخَيَّبَهُ مِنَ الوَتَرِ اِنقِطاعُ |
|
فَلَهفَ أُمَّهُ وَاِنصاعَ يَهوي | |
|
| لَهُ رَهجٌ مِنَ التَقريبِ شاعُ |
|