اِصبِرِ النَفسَّ عِندَ كُلِّ مُلِمٍّ | |
|
| إِنَّ في الصَبرِ حيلَةَ المُحتالِ |
|
لا تَضيقَنَّ بِالأُمورِ فَقَد | |
|
| يُكشَفُ غَمّاؤُها بِغَيرِ اِحتيالِ |
|
رُبَّما تَجزَعُ النُفوسُ مِنَ | |
|
| الأَمرِ لَهُ فَرجَةٌ كَحَلِّ العِقالِ |
|
سَمِعَ اللَهُ لِاِبنِ آدَمَ نوحٍ | |
|
| رَبُّنا ذو الجَلالِ وَالإِفضالِ |
|
حينَ أوفى بِذي الحَمامَةِ | |
|
| وَالناسُ جَميعاً في فُلكِهِ كَالعِيالِ |
|
فَهيَ تَجري فيهِ وَتَجتَسِرُ | |
|
| البَحرَ بِأَقلاعِها كَقِدحِ المُغالي |
|
حابِساً جَوفَهُ عَلَيهِ رَسولاً | |
|
| مِن خِفافِ الحَمامِ كَالتِمثالُ |
|
فَرَشاها عَلى الرِسالَةِ طوقاً | |
|
| وَخِضاباً عَلامَةً غَيرَ بالي |
|
فَأَتَتهُ بِالصِدقِ لَمّا رَشاها | |
|
| وَبِقَطفٍ لَمّا غَدا عِثكالِ |
|
تَصرُخُ الطَيرُ وَالبَريَةُ فيها | |
|
| مَعَ قَويِّ السِباعِ وَالأَفيالِ |
|
حينَ فيها مِن كُلِّ ما عاشَ | |
|
| زَوجٌ بينَ ظَهَريِّ غَوارِبٍ كَالجِبالِ |
|
وَلِإِبراهيمَ الموَّفي بِنَذرٍ | |
|
| اِحتِساباً وَحامِلَ الأَجزالِ |
|
بِكرَهُ لَم يَكُن ليَصبِرَ عَنهُ | |
|
| لَو رآهُ في مَعشَرٍ اَقتالِ |
|
أَبُنَيَّ إِنّي نَذَرتُكَ لِلَّهِ شَحيطاً | |
|
|
أَجابَ الغُلامُ أَن قالَ فيهِ | |
|
| كُلُّ شَيٍ لِلَّهِ غَيرُ اِنتِحالِ |
|
أَبُتي إِنَّني جَزَيتُكَ بِالَّلهِ تَقيّاً | |
|
|
فَاِقضِ ما قَد نَذَرتَ لِلَّهِ وَاَكفُف | |
|
| عَن دَمي أَن يَمَسُّهُ سِربالي |
|
وَاِشدُد الصَفدَ لا أَحيدَ عَن | |
|
| السِكّينِ حَيدَ الأَسيرِ ذي الأَغلالِ |
|
إِنَّني آلَمُ المَحَزَّ وَإِنّي | |
|
| لا أَمَسُّ الأَذقانَ ذاتَ السِبالِ |
|
وَلَهُ مُديَةٌ تُخايَلُ في اللَحمِ | |
|
| حَذامٌ حَنِيَّةٌ كالهِلالِ |
|
جَعَلَ اللَهُ جيدَهُ مِن نُحاسٍ | |
|
| إِذ رَآهُ زَولاً مِنَ الأَزوالِ |
|
بَينَما يَخلَعُ السَرابيلَ عَنهُ | |
|
| فَكَّهُ رَبُّهُ بِكَبشٍ جُلالِ |
|
قالَ خُذهُ وَأَرسِل اِبنَكَ | |
|
| إِنّي لِلَّذي قَد فَعَلتُما غَيرُ قالِ |
|
والِدٌ يَتَّقي وَآخَرُ مَولودٍ | |
|
| فَطارا مِنهُ يَسمَعَ فِعالِ |
|
حَيِّ داودَ وَاِبنَ عادٍ وَموسى | |
|
| وَفُرَيعٌ بُنيانُهُ بِالثِقالِ |
|
إِنَّني زارِدٌ الحَديدِ الحعَلى الناسِ | |
|
| دُروعاً سَوابِغَ الأَذيالِ |
|
لا أَرى مَن يُعينَني في حَياتي | |
|
| غَيرَ نَفسي إلاّ بَني اِسرَلِ |
|
أَيُّما شاطِنٌ عَصاهُ عَكاهُ | |
|
| ثُمَّ يُلقى في السِجنِ وَالأَغلالِ |
|
وَلَهُ الدينُ واصِباً وَلَهُ المُلكُ | |
|
| وَحَمدٌ لَهُ عَلى كُلِّ حالِ |
|