قَالُوا: لَعَمْرُكَ بِنْ عَلِيْ قَدْ وَدَّعَاْ | |
|
| وإلى الْغَنِيْمَةِº فالْهَزِيْمَةِ أَسْرَعَاْ |
|
وَأَضَاعَ أمجادَ الْجُدُوْدِ بِتُوْنُسَ | |
|
| الْخَضْرَاْءِ لَمَّا لِلأمانةِ ضّيَّعَاْ |
|
ظَنَّ الرِّئَاْسَةَ مَكْسَباً حِكْراً عَلَىْ | |
|
| مَنْ يَسْتَبِدُّ وَلاْ يُراعِيْ مَنْ رَعَا |
|
وَاسْتَعْذَبَ الْتَجْدِيْدَ فِي الْكُرْسِي الذِي | |
|
| أغوَى الْغُواةَ وَمَنْ تَجَبَّرَ وَادَّعَىْ |
|
أَنَّ الرِّئَاْسَةَ مِنْحَةٌ تُعْطَىْ لِمَنْ | |
|
| بَاعَ الْحِمَى وعَلَى الرِّقَاْبِ تَرَبَّعَاْ |
|
وَأَهَاْنَ أَشْرافَ البِلادِ بِزُمْرَةٍ | |
|
| نَهَبَتْ مَلايينَ الفُلوسِ لِتَشْبَعَا |
|
لَكِنَّهَا جَاعَتْ وَمَا شَبِعَتْ وَلا | |
|
| قَنِعَتْ وَلا ترَكَتْ لِحُرٍّ مَرْتَعَا |
|
وَأجَاْعَتِ الشَّعْبَ الصَّبُوْرَ مَجَاعَةً | |
|
| فَانْقَضَّ جَائِعُهُمْ عَلْى مَنْ جَوَّعَا |
|
فَإذا بِآلافِ اللُّصُوْصِ يُهَرْوِلُوْنَ | |
|
| وَيَهْتِفُوْنَ وَيَصْرَخُوْنَ لَعاً لَعَاْ |
|
لاْ تَهْتِفُواº أَعْطُوا الشُّعُوْبَ حُقُوْقَهَا | |
|
| كَيْ تَسْتَريحَ، وَكَيْ تُزْيِحَ الْبُرْقُعَا |
|
حَتَّى تَعيشَ كَرِيْمَةً فِي أرْضِهَا | |
|
| بَعدَ الذي ظَلَمَ الْكِرَامَ وَأَفْزَعَا |
|
يَا تُونُسَ الأحرارِ صَبْراً صَابِرِيْ | |
|
| هَذا زَمانٌ قَدْ أضَرَّ لِيَنْفَعَا |
|
يَا أيُّها الأحرارُ إنَّ بلادَنَا | |
|
| ثَارَتْ عَلى كِسرى وقيصرَ إذْ دَعَا |
|
عُمَلاءَ أعداءِ الْحِمَى كَي يَنْهَبُوا | |
|
| أموالَنَا حَتَّى نَجْوْعَ وَنَخْضَعَا |
|
يَا تُوْنُسَ الْخَضْراءِ ألْفُ تَحِيَّةٍ | |
|
| مِنِّيْ إلى شَعْبٍ تَمَرَّدَ إِذْ سَعَىْ |
|
حَتَّى تَكَسَّرَتِ الْقُيُوْدُ وَرَفْرَفَتْ | |
|
| رَاياتُ عَهْدٍ بالكرامَةِ شَعْشَعْا |
|
فَكَأَّنَّ حَقَّ الشَّعبِ أَضْحَى بُعْبُعًا | |
|
| مَتَمَرِّداً، وَالنَّذْلُ يَخْشَى الْبُعْبُعَا |
|
وَأَبُو عَزِيْزِيْ قَدْ أَعَزَّ أَعِزَّةً | |
|
| لَمَّا انْتَخَى بِعَرِيْنِهِ وَاسْتَرْجَعَا |
|
فَإِذَا بِبُو زَيْدَ الأبيَّةِ ثَوْرَةٌ | |
|
| عَصَفَتْ بِمَنْخُوْرِ الرَّمِيْمِ فَأَمْرَعَاْ |
|
نَفَضَتْ عَن الْمَجْدِ الْغُبارَ فَحَرَّرَتْ | |
|
| مَنْ كَانَ في عَهْدِ الطُّغاةِ مُرَوَّعَا |
|
كَالْفَجْرِ في لَيْلِ الْعُروبَةِ نُوْرُهَاْ | |
|
| وَلِنُورِها زَخَمٌ يَثُورُ لِيَخْلَعَا |
|
مَنْ يَسْتَحِقُّ الْخَلْعَ بَعْدَ خَلاعَةٍ | |
|
| مَخْلُوْعُهَا خَلَعَ الْخِمَاْرَ وَشَرَّعَاْ |
|
وَأَثَاْرَ أَهْلَ الْمَاْجِدَاْتِ فَقَرَّرُوْا | |
|
| أَنْ يَخْلَعُوا لِصاًّ خَلِيْعاً جَعْجَعَاْ |
|
إِنِّيْ أَرَىْ بَعْضَ الْكَرَاْسِيْ أَصْبَحَتْ تَهْتَزُّ مَثْىً بَلْ ثُلاثاً أَرْبَعَاْ
|
وَأَرَى الطُّغاةَ عَلَى الْكَرَاسِيْ كَالدُّمَىْ | |
|
| صُفْرَ الْوُجُوْهِ، وَحَوْلَهُمْ قَدْ لَعْلَعَاْ |
|
صَوْتُ الْمُذِيْعِ يُثِيْرُ بَيْنَ صُفُوْفِهِمْ | |
|
| رُعْباً كَأَمْوَاْجِ الْبِحَاْرِ تَجَمَّعَاْ |
|
حَتَّىْ يُفَرِّقَ جَمْعَهُمْ وَلُصُوْصَهُمْ | |
|
| لَمْ يُبْقِ لِلِّصِّ الْمُغَاْمِرَ مَوْضِعَا |
|
ضَاْقَتْ عَلَىْ فِرْعَوْنَ أَرْضُ بِلادُنَا | |
|
| لَمَّا رَأَىْ مَاْ لَمْ يَكُنْ مُتُوَقَّعَا |
|
فَذِئَابُ تُوْنُسَ هَرْوَلَتْ مَذْعُوْرَةً | |
|
| وَغَداً بِلادُ الشَّاْمِ تَخْلَعُ أَضْبُعَاْ |
|
إِنَّ الضِّبَاْعَ عَلَى دِمَشْقَ اسْتَأْسَدَتْ | |
|
| وَالضَّبْعُ في قَصْرِ الرِّئَاْسَةِ بَعْبَعَا |
|
يَا أَيُّهَا الضَّبْعُ الجبانُ لَقَدْ مَضَىْ | |
|
| زَمْنُ الْخُنُوعِ، لَكَيْ تُذَلَّ وَتَخْضَعْا |
|
وَتُعِيْدَ للشَّعْبِ الأَبِيِّ حُقُوْقَهُ | |
|
| فالشعبُ قَطْعاً لَنْ يَخَافَ وَيَهْلَعَا |
|
بُشْرَىْ فَتُوْنُسُ حَرَّرَتْ وَتَحَرَّرَتْ | |
|
| وَغَداً بِلادُ الشَّاْمِ تَلْوِي الأَذْرُعَاْ |
|
وَيَغِيْبُ عَهْدُ الظَّالِمِيْنَ فَلا نَرَىْ | |
|
| أَسَداً يُعَرْبِدُ فِيْ حَمَاْةَ وَسَعْسَعَا |
|
طُوِيَتْ سُنُوْنُ الْخَوْفِ مِنْ طَاغٍ طَغَىْ | |
|
| وَجِدارُ إِرْهَابِ الشُّعُوْبِ تَصَدَّعَا |
|
هَذَاْ هُوَ النَّصْرُ الْمُبِيْنُ فَبُوْرِكَتْ | |
|
| أَرْضٌ بِهَا الشَّعْبُ الْكَرِيْمُ تَرَعْرَعَاْ |
|