أَلا حَيِّيا رَبعاً عَلى الماءِ حاضِراً | |
|
| وَرَبعاً بِجَنبِ الصُدِّ أَصبَحَ بادِيا |
|
مَنازِلَ هِندٍ لَيتَ أَنّي لَم أَكُن | |
|
| عَهِدتُ بِها هِنداً وَلَم أَدرِ ما هِيا |
|
بِذي الطَلحِ مِن وادي النُزوحِ كَأَنَّما | |
|
| كَست وجهها جَوناً مِنَ التُربِ عافِيا |
|
أَرَبَّت عَلَيها حَرجَفٌ تَنخُلُ الحَصى | |
|
| تَهادى بِجَولانِ التُرابِ تَهادِيا |
|
فَلَم يَرقَ إِلّا مَنزِلُ الحَيِّ قَد عَفا | |
|
| وَآثارُهُمُ غِبَّ الثَرى وَالدَوادِيا |
|
ذَكَرتُ وَقَد لاحَت مِنَ الصُبحِ غُرَّةٌ | |
|
| وَوَلَّت نُجومُ اللَيلِ إِلّا التَوالِيا |
|
عِراقِيَّةً لا أَنتَ صارِمُ حَبلِها | |
|
| وَلا وَصلُها بِالنَجدِ أَصبَحَ دانِيا |
|
سَمِعتُ وَأَصحابي تَخُبُ رِكابُهُم | |
|
| بِصَحراءِ فَيدٍ مِن هُنَيدَةَ داعِيا |
|
فَلَمّا سَمِعتُ الصَوتَ عَوَّجَ صُحبَتي | |
|
| مَهارى مِنَ الإيجافِ صُعراً صَوادِيا |
|
مَسانيفُ لا يُلقَينَ إِلّا رَوائِحاً | |
|
| إِلى حاجَةٍ يَطلُبنَها أَو غَوادِيا |
|
يَدَعنَ الحَصى رَفضاً إِذا القَومُ رَفَّعوا | |
|
| لَهُنَّ بِأَجوازِ الفَلاةِ المَثانِيا |
|
إِذا اِختَلَفَت أَخفافُهُنَّ بِقَفرَةٍ | |
|
| تَراقى الحَصى مِن وَقعِهِنَّ تَراقِيا |
|
إِذا قِسنَ أَرضاً لَم يَقُلنَ بِها غَداً | |
|
| خَبَطنَ بِها حِلساً مِنَ اللَيلِ داجِيا |
|
تَراهُنَّ مِثلَ الخَيمِ خَوّى فُروجُهُ | |
|
| وَأَمسَكَ مَتناهُ الثَمامَ الأَعالِيا |
|
وَمَجدولَةِ الأَعناقِ حُلّينَ حُبوَةً | |
|
| يُجَلِّلنَ مِن دَوحِ العِضاهِ المَدارِيا |
|
ذَعَرتُ بِرَكبٍ يَطلُبونَكَ بَعدَما | |
|
| تَجَلَّلَ رَقراقُ السَرابِ المَقارِيا |
|
عَلى قُلُصٍ يَضبَعنَ بِالفَومِ بَعدَما | |
|
| وَطِئنَ دَماً مِن مَسحِهِنَّ الصَحارِيا |
|
وَظَلماءَ مِن جَرّاكَ جُبتُ وَقَفرَةٍ | |
|
| وَضَعتُ بِها شِقّاً عَنِ النَومِ جافِيا |
|
إِلى دَفِّ هِلواعٍ كَأَنَّ زِمامَها | |
|
| قُرى حَيَّةٍ تَخشى مِنَ السِندِ حاوِيا |
|
تَبيتُ إِذا ما الجيسُ نامَت رِكابُهُ | |
|
| تُثيرُ الحَصى حَيثُ اِفتَحَصنَ الأَداحِيا |
|
إِذا ما اِنجَلى عَنها الظَلامُ رَأَيتَها | |
|
| كَأَنَّ عَلَيها مَطلِعَ الشَمسِ بادِيا |
|
وَشاوٍ كِظاظٍ قَد شَهِدتُ وَمَوقِفٍ | |
|
| تَسامى بِهِ أَيدي الخُصومِ تَسامِيا |
|
شَهِدتُ فَلَم تُتبِع مُقامي ملَامَةٌ | |
|
| وَلَم أُبلَ فيهِ عاجِزاً مُتوانِيا |
|
وَإِنّي لَأَستَحيي إِذا ما تُحُضِّرَت | |
|
| عُيونٌ وَأَستَحيي إِذا كُنتُ خالِيا |
|
فَأَعزِفُ نَفسي عَن مَطاعِمَ جَمَّةٍ | |
|
| وَأَربِطُ لِلَهوِ المَخوفِ جَنانِيا |
|
إِذا اِلتَفَتَ اِبنُ العَمِّ لِلنَصرِ سَرَّهُ | |
|
| إِذا خافَ إِضرارَ الخُصومِ مَكانِيا |
|
وَلَم أُلقَ يَوماً عِندَ أَمرٍ يَهُمُّني | |
|
| كَئيباً وَلا جَذلانَ إِن كُنتُ راضِيا |
|
وَلم تُبلَ مِنّي نَبوَةٌ في مُلِمَّةِ | |
|
| وَلا عَثرَةٌ فيما مَضى مِن زَمانِيا |
|
وَعَوراءَ مِن قيلِ اِمرِىءٍ قَد رَدَدتُها | |
|
| بِمُبصِرَةٍ لِلعُذرِ لَم يَدرِ ماهِيا |
|
طَلَبتُ بِها فَضلي عَلَيهِ وَلَم يَكُن | |
|
| لِيُدرِكَ سَعيي إِن عَدَدنا المَساعِيا |
|
أَنا اِبنُ أَبي صَخرٍ بِهِ أُدرِكُ العُلى | |
|
| وَثَورُ النَدى وَالهَيثَمِ الخَيرِ خالِيا |
|
أَنا اِبنُ رَئيسِ القَومِ يَومَ يَقودُهُم | |
|
| بِتِعشارَ إِذ هَزَّ الكُماةُ العَوالِيا |
|
فَآبَ بِبَزِّ السَلهَبَينِ كِلاهُما | |
|
| وَأَبكى عَلى اِبنِ الثَعلَبِيِّ البَواكِيا |
|
وَلَمّا زَجَرنا الخَيلَ خاضَت بِنا القَنا | |
|
| كَما خاضَتِ البُزلُ النِهاء الطَوامِيا |
|
رَمَونا بِرَشقٍ ثُمَّ إِنَّ سُيوفَنا | |
|
| وَرَدنَ فَأَبطَرنَ القَبيلَ التَرامِيا |
|
وَلَم يَكُ وَقعُ النَبلِ يَقدَعُ خَيلَنا | |
|
| إِذا ما عَقدَنا لِلظِعانِ النَواصِيا |
|
أَبا جَنبَرٍ أَبصِر طَريقَكَ وَاِلتَمِس | |
|
| سِوى حَقِّنا مَعداكَ إِن كُنتَ عادِيا |
|
فَإِنَّ لَنا الخَيلَ الَّتي كُنتَ تَتَّقي | |
|
| بِفُرسانِها يَومَ الصَباحِ العَوالِيا |
|
مَنَعناكُمُ يَومَ النِسارِ وَأَنتُمُ | |
|
| قُعودٌ بِجَوٍّ يَحرُنونَ التَوادِيا |
|
وَبِالعِرضِ نَجَّينا أَباكَ وَقَد رَأى | |
|
| عَلى رَأسِهِ طُلّاً مِنَ السَيفِ غاشِيا |
|
وَنَحنُ رَدَدنا حُكمَ دَلجَةَ بَعدَما | |
|
| تَتَبَّعَ خَرزاً مِن أَديمِكَ واهِيا |
|
أَلَم تَرَني أَوفَيتُ جَحوانَ حَقَّها | |
|
| وَفَرّجتُ غَمَّي مُدرِكٍ إِذ دَعانِيا |
|
وَكَيفَ أُحابي النَفسَ في حَقِ فَقعَسٍ | |
|
| وَإِيّايَ يَدعوني الكَمِيَّ المُحامِيا |
|
فَلَستُ بِراضٍ حينَ تَغضَبُ فَقعَسٌ | |
|
| وَلا مُحلِبٌ يَوماً عَلَيها الأَعادِيا |
|
فَدَع مَنزِلَ القَومِ المَحِقّينَ وَاِلتَمِس | |
|
| لِضانِكَ مِن جَشرٍ بِهِ التَبنُ وادِيا |
|