ظَلَّت تَعَجَّبُ هِندٌ أَن رَأَت شَمطي | |
|
| وَراقَها لمَمٌ أَعجَبنَها سودُ |
|
هَل لِلشَبابِ الَّذي قَد فاتَ مَردودُ | |
|
| أَم هَل لِرَأسِكَ بَعدَ الشَيبِ تَجديدُ |
|
أَم هَل لِغُصنٍ ذَوي عُقبٌ فَنَعقُبَهُ | |
|
| أَيّامَ أُملودُهُ وَالغُصنُ أُملودُ |
|
أَم هَل عِتابَكَ هَذا الشَيبَ حابِسُهُ | |
|
| أَم هَل لِما يُعجِبُ الأَقوامَ تَخليدُ |
|
وَالعَيشُ كَالزَرعِ مِنهُ نابِتٌ خَضِرٌ | |
|
| وَيابِسٌ يَبتَريهِ الدَهرُ مَحصودُ |
|
كَالجَفنِ فيهِ اليَماني بَعدَ جِدَّتِهِ | |
|
| يَبلى وَيَصفَرُّ بَعدَ الخُضرَةِ العودُ |
|
سَقياً لِلَيلى وَلِلعَهدِ الَّذي عَهِدَت | |
|
| لَو دامَ مِنها عَلى الهِجرانِ مَعهودُ |
|
وَأَحدَثُ العَهدِ مِن لَيلى مُخالَبَةٌ | |
|
| شَكٌّ أَمانِيُّ لا بُخلٌ وَلا جودُ |
|
إِذ عَرَّضَت لي أَقوالاً لِتَقصِدَني | |
|
| وَالقَلبُ مِن حَذَرِ الهِجرانِ مَقصودُ |
|
وَقَد أَراني أُراعي الخَيلَ يُعجِبُني | |
|
| إِذا تُؤُمِّلَ مِنها النَحرُ وَالجيدُ |
|
تَجلو بِعودِ أَراكٍ عَن ذُرى بَرَدٍ | |
|
| كَأَنَّما شابَهُ مِسكٌ وَناجودُ |
|
وَمضحكٍ بَذَلَتهُ عَن ذُرى أَشَرٍ | |
|
| كَأَنَّهُ بَرَدٌ فيهِ أَخاديدُ |
|
تُجري الرِهانَ عَلى وَحفٍ غدائِرُهُ | |
|
| كَأَنَّهُ فَوقَ مَتنَيها العَناقيدُ |
|
خَودٌ تَنوءُ إِذا قامَت رَوادِفُها | |
|
| وَبَطنُها مُضمَرُ الكَشحَينِ مَخضودُ |
|
عَرَّجتُ أَسأَلُ أَطلالاً بِذي سَلَمٍ | |
|
| عَن عَهدِها وَحَبيبُ العَهدِ مَنشودُ |
|
بَل هاجَكَ الرَبعُ بِالبَيداءِ مِن عُقَبٍ | |
|
| وَما بُكاؤُكَ مِن أَن تَدرَسَ البيدُ |
|
وَما يَهيجُكَ مِن أَطلالِ مَنزِلَةٍ | |
|
| قَفرٍ تَنادى بِها الوُرقُ الهَداهيدُ |
|
ذَكَرتَ بِالغَورِ مَن تَحتَلُّ وارِدَةً | |
|
| فَآبَ عَينَيكَ دونَ الرَكبِ تَسهيدُ |
|
حَتّى كَأَنّي بِأَعلى الغَورِ مِن مَلَلٍ | |
|
| مُكَبَّلٌ شَفَّهُ حَبسٌ وَتَقييدُ |
|
أَقولُ وَالعيسُ صعرٌ في أَزِمَّتِها | |
|
| ما حانَ مِنهُنَّ بَعدَ الغَورِ تَنجيدُ |
|
لفايدٍ وَطُلى الأَعناقِ مائِلَةٌ | |
|
| وَالعيسُ سيرَتُها نَعبٌ وَتَخويدُ |
|
وَقَد قَراهُنَّ مَعروفاً رَحَلنَ لَهُ | |
|
| سَمَيدَعٌ مِن بَني الخَطّابِ مَحمودُ |
|
جَمّاعُ أَندِيَةٍ رَفّاعُ أَلوِيَةٍ | |
|
| مُوَفَّقٌ لِثَنايا الخَيرِ مَحسودُ |
|
مَتى تَقولانِ أَهلُ الطَفِّ تَبلُغُهُم | |
|
| مِن عَينِ ذي مَلَلِ العيدِيَّةِ القودُ |
|
غُلبُ الغَلابِيِّ صَدقاتٌ إِذا وَقَفت | |
|
| لِلشَمسِ هاجِرَةً شَهباءُ صَيخودُ |
|
ما في الحُداةِ إِذا شَدّوا مَآزِرَهُم | |
|
| عَنها تَوانٍ وَلا في السَيرِ تَهويدُ |
|
يَظَلُّ مِن حَرِّها الحِرباءُ مُرتَبِئاً | |
|
| كَأَنَّه مُسلِمٌ بِالجُرمِ مَصفودُ |
|
يَخلِطنَ ماءً مِنَ الماءَينِ بَينَهُما | |
|
| خَرقٌ تَكِلُّ بِهِ البُزلُ المَقاحيدُ |
|
مِن كُلِّ حُلسٍ غَداةَ الخِمسِ يَلحَقُها | |
|
| قَلبٌ وَطَرفٌ حِذارَ السَوطِ مَزؤودُ |
|
قَوداءُ مائِرَةُ الضَبعَينِ نِسبَتُها | |
|
| في سِرِّ أَرحَبَ أَو تَنمي بِها العيدُ |
|
ظَلَّت تَقيسُ فُروجَ الأَرضِ لاهِيَةً | |
|
| كَما يُقاسُ سَجيلُ الغَزلِ مَحدودُ |
|
كَأَنَّها فاقِدٌ وَرهاءُ مِدرَعُها | |
|
| مُشَقَّقٌ عَن بَياضِ النَحرِ مَقدودُ |
|
تَشُلُّ في الجِلبِ مِن قَلبِ العَشِيِّ كَما | |
|
| تَمتَلُّ دُرِّيَّةٌ وَالصَحوُ مَمدودُ |
|
ذو أَربَعٍ يَكلَأُ الأَشباحُ مُقتَفِرٌ | |
|
| لِلأَرضِ يَنفُضُها لاءٍ وَمَنهودُ |
|
حَتّى أُنيخَت بِهَجرٍ بَعدَما نَجِدَت | |
|
| وَقَد تَلَظّى عَلى الأَثباجِ مَنضودُ |
|
وَقَد تَحَسَّرَ مَن عَضَّ القُتود بِها | |
|
| نَيٌّ وَنَحص عَلى الأثباجِ مَنضودُ |
|
يا نَضلُ لا يوقِعَنَّ البَغيُ بَعضَكُمُ | |
|
| في مُحصَدٍ حَبلُهُ لِلشَرِّ مَمدودُ |
|
فَقَد يَهيجُ كَبيرَ الأَمرِ أَصغَرُهُ | |
|
| حَتّى يَكونَ لَهُ صَوتٌ وَتَفنيدُ |
|
أَما يَزالُ عَلى غِشٍّ يهيجُكُمُ | |
|
| أَبناءُ شانِئَةٍ أَكبادُهُم سودُ |
|
لا يَفزَعونَ إِذا ما الأَمرُ أَفزَعَكُم | |
|
| وَلَن تَرَوهُم إِذا ما اِستُمطِرَ الجودُ |
|
أَمسَوا رُؤوساً وَما كانَت جُدودُهُم | |
|
| يُرَأَسونَ وَلا يَأبَونَ إِن قيدوا |
|
فَقَد بَلاني مِنَ الأَقوامِ قَبلَكُم | |
|
| جَمعُ الرِجالِ القُرابى وَالمَواحيدُ |
|
فَأَقصِروا وَبِهِم مِمّا فَعَلتُ بِهِم | |
|
| وَسمٌ عُلوبٌ وَآثارٌ أَخاديدُ |
|
قَطَّعتُ أَنفاسَهُم حَتّى تَرَكتُهُمُ | |
|
| وَكُلُّهُم مِن دَخيلِ الغَيظِ مَفؤودُ |
|
فَأَصبَحوا اليَومَ مَنزوراً مَودَّتُهُم | |
|
| كَرهاً كَما سيفَ بَعدَ الرَأمِ تَجليدُ |
|
لَو قالَ ذو نُصحِكُم يَوماً لِجاهِلِكُم | |
|
| عَن حَيَّةِ الأَرضِ لا يَشقوا بِهِ حيدُ |
|
ذَوَّحتُ عَن فَقعَسٍ حَتّى إِذا كَفَحَت | |
|
| عَنها القُرومُ مِنَ الناسِ الصَناديدُ |
|
وَهابَ شَرِّيَ مَن يُبدي عَداوَتَهُ | |
|
| كَما يُحاذِرُ لَيثَ الغابَةِ السيدُ |
|
أَرادَ جُهّالُها أَن يَقرِموا حَسَبي | |
|
| وَفِيَّ عَن حَسَبي ذَبٌّ وَتَذويدُ |
|
هَل تَعلَمونَ بَلائي حينَ يُرهِقُكُم | |
|
| يَومٌ يُعَدُّ مِنَ الأَيّامِ مَشهودُ |
|
عِندَ الحِفاظِ إِذا ما الريقُ أَيبَسَهُ | |
|
| ضيقُ المَقامِ وَهيبَ العُصبَةُ الصيدُ |
|
إِنّي اِمرُؤٌ لِمَدى جَريي مُطاوَلَةٌ | |
|
| يُقَصِّرُ الوَعلُ عَنها وَهُوَ مَجهودُ |
|
وَمَن تَعَرَّضَ لي مِنكُم فَمَوعِدُهُ | |
|
| أَقصى المَدى فَاِقصِروا في الجَريِ أَو زيدوا |
|
إِنّي لَتُعرَفُ دونَ الخَيلِ ناصِيَتي | |
|
| إِذا تَلَعَّبَتِ الخَيلُ القَراديدُ |
|