كَم قَد حَسَرنا مِن عَلاةٍ عَنسِ
|
كَبداءَ كَالقَوسِ وَأَخرى جَلسِ
|
دِرفسَةٍ وَبازِلٍ دِرَفسِ
|
مُحتَنِكٍ صَخمِ شُؤونِ الرَأَسِ
|
كَأَنَّهُ مِن طولِ جَذعِ العَفسِ
|
وَرَملانِ الخِمسِ بَعدَ الخِمسِ
|
وَالسِدسِ أَحياناً وَفَوقَ السِدسِ
|
يُنحَتُ مِن أَقطارِهِ بِفَأسِ
|
مِن أَرضِهِ إِلى مَقيلِ الحِلسِ
|
كَأَنَّ إِمسيّاً بِهِ مِن أَمسِ
|
يَصفَرُّ لِليُبسِ اِصفرارَ الوَرسِ
|
مِن عَرَقِ النَضحِ عَصيمُ الدَرسِ
|
خَوّى عَلى مُستَوياتٍ خَمسِ
|
كِركِرَةٍ وَثَفِناتٍ مُلسِ
|
وَكَم قَطَعنا مِن قِفافٍ حُمسِ
|
غُبرِ الرِعانِ وَرِمالٍ دَهسِ
|
وَعرٍ نُساميها بِسَيرٍ وَهسِ
|
وَالوُعسِ وَالطِرّادِ بَعدَ الوُعسِ
|
وَصَحصَحانٍ قَذَفٍ كَالتُرسِ
|
وَمِن أُسودٍ وَذِئابٍ غُبسِ
|
وَمَرِّ أَيامٍ وَلَيلٍ مُغسِ
|
وَعَطفِ نَعماءَ وَمَرِّ بُؤسِ
|
يَنضَحنَنا بِالقَرسِ بَعدَ القَرسِ
|
دونَ ظِهارِ اللُبسِ بَعدَ اللُبسِ
|
حَتّى اِحتَضَرنا بَعدَ سَيرٍ حَدسِ
|
إِمامَ رَغسٍ في نِصابِ رَغسِ
|
مَلَّكَهُ اللَهُ بِغَيرِ نَحسِ
|
خَليفَةً ساسَ بِغَيرِ فَجسِ
|
خَناً وَلا تَكثُّرٍ بِالبَخسِ
|
يَقبلُ أُنسَ أَهلِهِ بِالأُنسِ
|
وَيَهرُسُ الداءَ وَفَوقَ الهَرسِ
|
رَأسٌ قِوامُ الدينِ وابنُ رَأسِ
|
وَخَضِلُ الكَفَينِ غَيرُ نِكسِ
|
كَالغَيثِ هَدَّ الرَجسَ بَعدَ الرَجسِ
|
فَثارَتِ العَينُ بِماءٍ بَجسِ
|
ماءِ نَشاصٍ هاجَ بَعدَ اليَأسِ
|
سَحَّ النَهارَ وَإِذا ما يُمسي
|
وَرَجَّ غُرُّ مُزنِهِ بِالدَبسِ
|
بِوابِلٍ يُحيي عُروقَ اليَبسِ
|
بَينَ اِبنِ مَروانَ قَريعِ الإِنسِ
|
وَاِبنَةِ عَبّاسِ قَريعِ عَبسِ
|
ضِياءَ بَينَ قَمَرٍ وَشَمسِ
|
أَزهَرُ لَم يولَد بِنِجمِ النَحسِ
|
بَينَ نَجيبٍ لَم يُعَب بِوَكسِ
|
وَحاصِنٍ مِن حاصِناتٍ مُلسِ
|
مِنَ الأَذى وَمِن قِرافِ الوَقسِ
|
مِن قِنسِ مَجدٍ فَوقَ كُلِّ قِنسِ
|
في الباعِ إِن باعوا وَيَومَ الحَبسِ
|
يَكفونَ أَثقالَ ثَأى المُستَأسِي
|
وَيَفصِلونَ اللُبسَ بَعدَ اللُبسِ
|
مِنَ الأُمورِ الرُبسِ بَعدَ الرُبسِ
|
وَيَعتَلونَ مِن مَأى في الدَحسِ
|
بِالمَأسِ يَرقى فَوقَ كُلِّ مَأسِ
|
لُيوثُ هَيجا لَم تُرَم بِأَبسِ
|
ضَراغِمٌ تَنفي بِأَخذٍ هَمسِ
|
عَن باحَةِ البَطحاءِ كُلَّ جَرسِ
|
فَالأُسدُ مِن مُغَلصَمٍ وَخُرسِ
|
وَما أَراهُم جَزَعاً بِحَسِّ
|
عَطفُ البَلايا المسَّ بَعدَ المَسِّ
|
وَعَرَكاتُ البَأسِ بَعدَ البَأسِ
|
أَن يَسمَهِرُّ وَالضِراسِ الضَرسِ
|
وَيَنزِلوا بِالسَهلِ بَعدَ الشَأسِ
|
مِن مَرِّ أَيّامٍ مَضَينَ عُمسِ
|
وَأَن يُرَوّوا نَهَلَ المُجتَسِّ
|
مِنَ العِدا بِالكَأسِ بَعدَ الكَأسِ
|
مِن الذُعافِ غَيرَ ما تَحَسِّ
|
وَشانِيءٍ أَرضَوهُ بِالأَخَسِّ
|
مِن أَمرِهِ بالهَجسِ بَعدَ الهَجسِ
|
وَإِن رَأَوا بُنيانَهُ ذا كِبسِ
|
تَطاوَحوا أَركانَهُ بِالرَدسِ
|
هَدّاً وَدَقّاً بِالمَرادي الفُطسِ
|
قَد عَلِمَ القُدّوسُ مَولى القُدسِ
|
أَنَّ أَبا العَباسِ أَولى نَفسِ
|
بِمَعدِنِ المُلكِ القِديمِ الكِرسِ
|
فُروعِهِ وَأَصلِهِ المُرَسّي
|
لَيسَ بِمَقلوعٍ وَلا مُنحَسِّ
|
حَتّى تَزولَ هَضَباتُ حَرسِ
|