ما هاجَ أَحزاناً وَشَجواً قَد شَجا
|
مِن طَلَلٍ كَالأَتحَمِيِّ أَنهَجا
|
أَمسى لِعافي الرامِساتِ مَدرَجا
|
وَاِتَّخَذَتهُ النائِجاتُ مَنأَجا
|
وَاِستَبدَلَت رُسومُهُ سَفَنَّجا
|
أَصَكَّ نَغضاً لايَني مُستَهدَجا
|
كَالحَبَشِيِّ اِلتَفَّ أَو تَسَبَّجا
|
في شَملَةٍ أَو ذاتَ زِفٍّ عَوهَجا
|
وَكُلَّ عَيناءَ تُزَجّي بَحزَجا
|
كَأَنَّهُ مُسَروَلٌ أَرَندَجا
|
في نَعِجاتٍ مِن بَياضٍ نَعَجا
|
كَما رَأَيتَ في المُلاءِ البَردَجا
|
يَتبَعنَ ذَيّالاً مُوَشّىً هَبرَجا
|
فَهُنَّ يَعكُفنَ بِهِ إِذا حَجا
|
بِرُبُضِ الأَرطى وَحِقفٍ أَعوَجا
|
عَكفَ النَبيطِ يَلعَبونَ الفَنزَجا
|
يَومَ خَراجٍ يُخرِجُ السَمَرَّجا
|
في لَيلَةٍ تُغشي الصِوارَ المُحرَجا
|
سَحّاً أَهاضيبَ وَبَرقاً مُرعِجا
|
يُجاوِبُ الرَعدَ إِذا تَبَوَّجا
|
مَنازِلٌ هَيَّجنَ مَن تَهَيَّجا
|
مِن آلِ لَيلى قَد عَفَونَ حِجَجا
|
وَالشَحطُ قَطّاعٌ رَجاءَ مَن رَجا
|
إِلّا اِحتِضارَ الحاجِ مَن تَحَوَّجا
|
وَالأَمرُ ما رامَقتَهُ مَلَهوَجا
|
يُضويكَ ما لَم تُحيِ مِنهُ مُنضَجا
|
فَاِن تَصِر لَيلى بِسَلمى أَو أَجا
|
أَو بِاللِوى أَو ذي حُسىً أو يَأجَجا
|
أَو حَيثُ كانَ الوَلَجاتُ وَلَجا
|
أَو حَيثُ رَملُ عالِجٍ تَعَلَّجا
|
أَو حَيثُ صارَ بَطنُ قَوٍّ عَوسَجا
|
أَو تَجعَلِ البَيتَ رِتاجاً مُرتَجا
|
بِجَوفِ بُصرى أَو بِجَوفِ تَوَّجا
|
أَو يَنتَوِ الحَيُّ نِباكاً فَالرَجا
|
فَتُحمِلِ الأَرواحَ حاجاً مُحنَجا
|
إِليَّ أَعرِف وَحيَها المُلَجلَجا
|
أَزمانَ أَبدَت واضحِاً مُفَلَّجا
|
أَغَرَّ بَرّاقاً وَطَرفاً أَبرَجا
|
وَمُقلَةً وَحاجِبا مُزَجَّجا
|
وَفاحِماً وَمَرسِناً مُسَرَّجا
|
وَبَطنَ أَيمٍ وَقواماً عُسلُجا
|
وَكَفلا وَعثاً إِذا تَرَجرَجا
|
أَمَرَّ مِنها قَصَباً خَدَلَّجا
|
لا قَفِراً عَشاً وَلا مُهَبَّجا
|
مَيّاحَةً تَميحُ مَشياً رَهوَجا
|
تَدافُعَ السَيلِ إِذا تَعَمَّجا
|
غَرّاءُ سَوّى خَلقَها الخَبَرنَجا
|
مَأدُ الشَبابِ عَيشَها المُخَرفَجا
|
فَاِن يَكُن هَذا الزَمانُ خَلَجا
|
حالاً لِحالٍ تَصرِفُ المُوَشَّجا
|
فَقَد لَجِجنا في هَواكِ لَجَجا
|
حَتّى رَهِبنا الإِثمَ أَو أَن تُنسَجا
|
فينا أَقاويلُ اِمرِئٍ تَسَدَّجا
|
أَو تَلحَجَ الأَلسُنُ فينا مَلجا
|
فان يَكُنُ ثَوبُ الصِبّا تَضَرَّجا
|
فَقَد لَبِسنا وَشيَهُ المُبَزَّجا
|
عَصراً وَخُضنا عَيشَهُ المُغَذلَجا
|
وَمَهمَهٍ هالِكِ مَن تَعَرَّجا
|
هائِلَةٍ أَهوالَهُ مَن أَدلَجا
|
إِذا رِداءُ لَيلِهِ تَدَجدَجا
|
مُواصِلاً قُفّاً بِرَملٍ أَثبَجا
|
عَلَوثُ أَخشاهُ إِذا ما أَحبَجا
|
إِذا مُغَنّي خِنِّهِ تَهَزَّجا
|
حَتّى تَرى أَعناقَ صُبحٍ أَبلَجا
|
تَسورُ في أَعجازِ لَيلٍ أَدعَجا
|
كَما رَأَيتَ اللَهَبَ المُؤَجَّجا
|
حَتّى تَجَلّى بَعدَ ما كانَ دَجا
|
عَني وَعَن أَدماءَ تَنضو النُعَّجا
|
كَأَنَّ بُرجاً فَوقَها مُبَرَّجا
|
عَنساً تَخالُ خَلقَها المُفرَّجا
|
تَشييدَ بُنيانٍ يَعالى أَزَجا
|
تَعدُو إِذا ما بُدنُها تَفَضَّجا
|
إِذا حِجاجا مُقلَتَيها هَجَّجا
|
وَاجتافَ أُدمانُ الفَلاةِ التَولَجا
|
كَأَنَّ تَحتي ذاتَ شَغبٍ سَمحَجا
|
قَوداءَ لا تَحمِلُ إِلّا مُخدَجا
|
كَالقَوسِ رُدَّت غَيرَ ما أَن تَعوَجا
|
تُواضِخ التَقريبَ قِلواً مِحلَجا
|
جَأباً تَرى تَليلَهُ مُسَحَّجا
|
كَأَنَّ في فيهِ إِذا ما شَحَجا
|
عُوداً دُوَينَ اللَهَواتِ مُوَلجا
|
رَعى بِها مَرجَ رَبيعٍ مِمرَجا
|
حَيثُ اِستَهَلَّ المُزنُ أَو تَبَعَّجا
|
حَتّى إِذا ما الصَيفُ كانَ أَمَجا
|
وَفَرَغا مِن رَعيِ ما تَلَزَّجا
|
وَرَهِبا مِن حَنذِهِ أَن يَهرَجا
|
تَذَكَّرا عَيناً رِوىً وَفَلَجا
|
فَراحَ يَحدوها وَراحَت نَيرَجا
|
سَفواءُ مِرخاءٌ تُباري مِغلَجا
|
كَأَنَّما يَستَضرِمانِ العَرفَجا
|
فَوقَ الجَلاذِيِّ إِذا ما أَمحَجا
|
وَأَهمَجَت مُرقَدَّةً وَأَهمَجا
|
شَدّاً يُشَظِيّ الجَندَلَ المُحَدرَجا
|
وَضَمَّنا الصَوتَ إِذا ما حَشرَجا
|
شَوارِباً وَكَلكَلاً مُنَفَّجا
|
لَيلَهُما لا يَرهَبانِ عَوَجا
|
في طُرُقٍ تَعلو خَليفاً مَنهَجا
|
مِن خَلِّ ضَمرٍ حينَ هابا وَدَجا
|
إِذا اِثبَجَرّا مِن سَوادٍ حَدَجا
|
وَشَخَرا اِستِنفاضَهُ وَنَشَجا
|
دَع ذا وَبَهِّج حَسَباً مُبَهَّجا
|
فَخماً وَسَنِّن مَنطِقاً مُزَوَّجا
|
إِنّا إِذا مُذكي الحُروبِ أَرَّجا
|
مِنها سُعاراً وَاستَشاطَت وَهَجا
|
وَلَبِسَت لِلمَوتِ جُلّاً أَخرَجا
|
وَنَجنَجَت بِالخَوفِ مَن تَنَجنَجا
|
وَلَم تَحَرَّج كُرهَ مَن تَحَرَّجا
|
وَلَم تَعَرَّج رُحمَ مَن تَعَرَّجا
|
وَأَغشَت الناسَ الضَجاجَ الأَضجَجا
|
وَصاحَ خاشي شَرِّها وَهَجهَجا
|
وَكانَ ما اِهتَضَّ الجِحافُ بَهرَجا
|
نَرُدُّ عَنها رَأَسَها مُشَجَّجا
|
بِصَقعِ عِزٍ لَم يَكُن مُزَلَّجا
|
ذاكَ وَإِن داعي الصَباحِ ثَأجا
|
وَحينَ يَبعَثنَ الرِياغَ رَهَجا
|
سَفرَ الشَمالِ الزِبرِجَ المُزَبرَجا
|
طِرنا إِلى كُلِّ طُوالٍ أَهوَجا
|
ساطٍ يَمُدُّ الرَسَنَ المُحَملَجا
|
تَراهُ عَن غِبِّ الصِقالِ مُدمَجا
|
حُنِّيَ مِنهُ غَيرَ ما أَن يَفحَجا
|
غَمرَ الأَجارِيِّ مِسَحّاً مِمعَجا
|
بُعَيدَ نَضجِ الماءِ مِذأىً مِهرَجا
|
وَطِرفَةٍ شُدَّت دِخالاً مُدرَجا
|
جَرداءَ مِسحاجاً تُباري مِسحَجا
|
يَكادُ يَرمي القَيقبانَ المُسرَجا
|
لَولا الأَبازيمُ وَأَنَّ المِنسَجا
|
ناهى مِن الذِئبَة أَن تَفَرَّجا
|
لِأَقحَمَ الفارِسَ عَنهُ زَعَجا
|
يَحمِلنَ مِنّا الفارِسَ المُدَجَّجا
|
نَحنُ ضَرَبنا المَلِكَ المُتَوَّجا
|
يَومَ الكُلابِ وَوَرَدنا مَنعِجا
|
وَبِالنِباجَينِ وَيَومَ مَذحِجا
|
إِذ طَوَّقوا أَمرَهُمُ المُهَملَجا
|
نَقائِباً وَمِقوَلاً مُتَوَّجا
|
إِذ أَقبَلوا يُزجونَ مِنهُم مَن زَجا
|
بِلَجِبٍ مِثلِ الدَبا أَو أَوثَجا
|
مَوجاً إِذا لَم يَستَقِم تَمَوَّجا
|
حَتّى رَأى رائِيَهُمُ فَحَجحَجا
|
فَحَيثُ كانَ الوَاديانِ شَرَجا
|
مِنَ الحَريمِ وَاَستَفاضا عَوسَجا
|
مِنّا خَراطيمَ وَرَأساً عُلَّجا
|
رَأَساً بَتَهضاضِ الرُؤوسِ مُلهَجا
|
يَزدادُ عَن طُولِ النِطاحِ فَلَجا
|
فَعَرَفوا أَلّا يُلاقوا مَخرَجا
|
أَو يَبتَغوا إِلى السَماءِ دَرَجا
|
حَتّى يَعِجَّ ثَخَناً مَن عَجعَجا
|
فَيودِيَ المُودي وَيَنجو مَن نَجا
|