تَطاوَلَ اللَيلُ عَلى مَن لَم يَنَم
|
وَاَحتَمَّتِ العَينُ اِحتِمامَ ذي السَقَم
|
وَوافَتِ اللَيلَ بِشَلشالٍ سَجَم
|
جاري الرَشاشِ كَالجُمانِ المُنتَظَم
|
مِن جارِ مَروانَ وَجيرانِ الحَكَم
|
مَروانُ إِنَّ اللَهَ أَوصى بِالذِمَم
|
وَجَعَلَ الجيرانَ أَستارَ الحُرَم
|
وَلَم يَكُن جارُكُم لَحمَ الوَضَم
|
وَالرَخوَ عَن جُوارِهِ كَالمُهتَضَم
|
وَقَذفُ جارِ المَرءِ في قُعرِ الرَجَم
|
وَهوَ صَحيحٌ لَم يُدافِع عَن حَشَم
|
صَمّاءُ لا يُبرِئُها مِنِ السَقَم
|
حَوادِثُ الدَهرِ وَلا طولُ القِدَم
|
فَاِدفَع وَأَن تَدفَعَ أَدنى لِلكَرَم
|
في عاجِلِ الأَمرِ وَأَجلى لِلظُلَم
|
وَظاهِرِ الإِرسالَ وَاكتُب بِالقَلَم
|
إِلى اِبنِ حَربٍ لا تَجِدهُ كَالبَرَم
|
لا عاجِزَ الهَوءِ وَلا جَعدَ القَدَم
|
وَلا قَضِيّاً بِالقضَاءِ المُتَّهَم
|
في أُمَّةٍ سُوِّسَها بَعدَ أُمَم
|
|
وَالمَرءُ مَرهونٌ فَمَن لا يُختَرَم
|
بِعاجِلِ المَوتِ يُدارَك بِالهَرَم
|
فَاتَّقِيَن مَروانُ في القَومِ السَلَم
|
عِندَكَ في الأَحجالِ شَعراءَ النَدَم
|
فَاِنَّهُم زاروكَ مِن غَيرِ عَدَم
|
وَدونَهُم أَثباجُ لَيلٍ وَأَكَم
|
وَالغُرُّ مِن رَملٍ عُراضِ المُرتَكَم
|
حَتّى أَناخوا بِمُناخِ المُعتَصَم
|
مِن عيصِ مَروانَ إِلى عيصٍ غِطَم
|
ذاكَ يُنَجّي جارَهُ مِن الغُمَم
|
فَاِن يَكُن لاقى حُيَيّاً بِالأَمَم
|
ما إِن يَفُضَّ الصَخرَ مِن جولِ العَلَم
|
فَلَم يَعِش مُضَيَّماً وَلَم يُضَم
|
بِالأَخذِ وَالأَخذُ لَهُ ثَأرُ العِيَم
|
يُمارِس الناس إِلى عِزٍّ عَمَم
|
تَعلو أَواسيهِ خَناذيذَ خِيَم
|
طَلّابُ أَوتارٍ وَمَطلوبٌ بِدَم
|
وَعاصِمٌ ما عاصِمٌ لَو اِعتَصَم
|
في الهامَةِ الرَقباءِ مِن رَهطِ جَلَم
|
مُقابَلٌ في المَجدِ مِن خالٍ وَعَم
|
لَو كانَ تَحكيماً بِمالٍ مُحتَكَم
|
وَلَو أَتى حُكامُهُ فَوقَ الأَمَم
|
عَنكَ حُيَيٌ ما بَخِلنا بِالنَعَم
|
أَو كان ضَرباً في يآفيخَ البُهَم
|
عَنكَ حُيَيٌ ما جَزِعنا مِن أَلَم
|
وَلَو أَطارَ الحَربَ طَعنٌ كَالضَّرَم
|
في يَومِ هَيجا ذي طِلالٍ وَقَتَم
|