جارِيَ لا تَستَنكِري عَذيري
|
سَعي وَإِشفاقي عَلى بَعيري
|
وَحَذَري ما لَيسَ بِالمَحذورِ
|
وَقَذَري ما لَيسَ بِالمَقذورِ
|
وَكَثرَةَ التَخبيرِ عَن شُقوري
|
وَهَل يَرُدُّ ما خَلا تَخبيري
|
مَعَ الجَلا وَلائِحِ القَتيرِ
|
وَحِفظَةٍ أَكَنَّها ضَميري
|
لَو أَنَّ عُصمَ شَعفاتِ النيرِ
|
يَسمَعنَهُ باشَرنَ لِلتَبشيرِ
|
بَينَ اِقتحامِ الطَوعِ وَالخُرورِ
|
إِذ تَرتَمي مِن خَلَلِ الخُدورِ
|
بِأَعيُنٍ مُحَوَّراتٍ حورِ
|
خُزرٍ بِأَلبابٍ إِلَيَّ صُورِ
|
إِذ نَحنُ في ضَبابَةِ التَسكيرِ
|
وَالعَصرِ قَبلَ هَذِهِ العُصورِ
|
مَجَرَّساتٍ غِرَّةَ الغَريرِ
|
بِالريمِ وَالريمُ عَلى المَزجورِ
|
فَقد سَبَتني غَيرَ ما تَعذيرِ
|
مَرمارَةٌ مِثلُ النَقا المَرمورِ
|
بَرّاقَةٌ كَظَبيَةِ البَريرِ
|
تَمشي كَمَشي الوَحلِ المَبهورِ
|
عَلى خَبَندى قَصَبٍ مَمكورِ
|
كَعُنقُراتِ الحائِرِ المَسكورِ
|
غَراءُ تَسبي نَظَرَ النَظورِ
|
بِفاحِمٍ يُعكَفُ أَو مَنشورِ
|
كَالكَرمِ إِذ نادى مِنَ الكافورِ
|
في خُشَشاوَي حُرَّةِ التَحريرِ
|
فَاِن يَكُن أَمسى البِلى تَيقوري
|
وَالمَرءُ قَد يَصيرُ لِلتَّصييرِ
|
مُقَرَّراً بِغَيرِ لا تَقريرِ
|
بَعدَ شَبابٍ عَبعَبِ التَصويرِ
|
فربَّ ذي سُرادِقٍ مَحجورِ
|
جَمِّ الغَواشي حاضِرِ المَحضورِ
|
أَشوسَ عَن سِفارَةِ السَفيرِ
|
سُرتُ إِلَيهِ في أَعالي السورِ
|
دونَ صِياحِ البابِ وَالصَريرِ
|
بِجاهِ لا وَغلٍ وَلا مَغمورِ
|
عالي النَثا وَالوَجهِ مُستَنيرِ
|
بَل بَلدَةٍ مَرهوبَةِ العاثورِ
|
تُنازِعُ الرياحَ سَحجَ المُورِ
|
زَوراءَ تَمطو في بلادٍ زورِ
|
إِذا حَبا مِن رَملِها الوَعورِ
|
عَوانِكٌ مِن ضَفِرٍ مَأطورِ
|
بِالقورِ مِن قِفافِها وَالقورِ
|
وَنَسَجَت لَوامِعُ الحَرورِ
|
بِرَقرَقانِ آلِها المَسجورِ
|
سَبائِباً كَسَرَقِ الحَريرِ
|
لا هَيتُ أَخشى هَولِها المَذكورِ
|
بِناعِجٍ كَالمِجدَلِ المَجدورِ
|
عولي بِالطينِ وَبِالأجورِ
|
كَأَنَّ عَينَيهِ مِنَ الغُؤورِ
|
بَعدَ الإِنَى وَعَرَقِ الغُرورِ
|
قَلتانِ في لَحدَي صَفاً مَنقورِ
|
أَذاكَ أَم حَوجَلَتا قارورِ
|
غَيَّرتا بِالنَضجِ وَالتَصييرِ
|
صَلاصِلَ الزَيتِ إِلى الشُطورِ
|
تَحتَ حِجاجَي شَدقَمٍ مَضبورِ
|
في شَعشَعانِ عُنُقِ يَمخورِ
|
حابي الحُيودِ فارِضِ الحُنجورِ
|
كَالجِذعِ إِلّا لِيفَهُ المَأبورِ
|
مُرَكَّبٍ في صَلَبٍ مَزفورِ
|
وَعَجُزٍ يَنفِرُ لِلتَّنقيرِ
|
يَكادُ يَنسَلُّ مِنَ التَصديرِ
|
عَلى مُدالاتي وَالتَوقيرِ
|
تَدافُعَ الأَتِيِّ بِالقُرقورِ
|
هَيَّأَهُ لِلعَومِ وَالتَمهيرِ
|
نجارُهُ بِالخَشَبِ المَنجورِ
|
وَالقيرِ وَالضَبّاتِ بَعدَ القيرِ
|
وَمَدَّ مِن جِلالِهِ المَثجورِ
|
صَورُ العُرى في دَقَلٍ مَأصورِ
|
لأياً يُثانيها عَنِ الجُؤورِ
|
جَذبُ الصَرارِيّين بِالكُرورِ
|
إِذ نَفَحَت في جَلِّهِ المَشجورِ
|
حَدواءُ جاءَت مِن بِلادِ الطورِ
|
تُزجي أَراعيلَ الجَهامِ الخورِ
|
فَهوَ يَشُقُّ صائِبَ الخَريرِ
|
مُعتَلِجاتِ واسِقٍ مَزخورِ
|
إِذا اِنتَحى بِجُؤجُؤٍ مَسمورِ
|
وَتارَةً يَنقَضُّ في الخُؤورِ
|
تَقَضِّيَ البازي مِنَ الصُقورِ
|
بَل خِلتُ أَعلاقي وَجِلبَ الكورِ
|
عَلى سَراةِ رائِحٍ مَمطورِ
|
ظَلَّ بِذاتِ الحاذِ وَالجُذورِ
|
مِنَ الدَبيلِ ناشِطاً لِلدورِ
|
يَركَبُ كُلَّ عاقِرٍ جُمهورِ
|
مَخافَةً وَزَعَلَ المَحبورِ
|
وَالهَولَ مِن تَهَوُّلِ الهُبورِ
|
حَتّى اِحتَداهُ سَنَنُ الدَبورِ
|
وَالظِلُ في جَحرٍ مِنَ الجُحورِ
|
جَحرِ بَحيرِ أَو أَخي بَحيرِ
|
إِلى أَراطٍ وَنَقاً تَيهورِ
|
مِنَ الحِقافِ هَمِرٍ يَهمورِ
|
فَباتَ في مُكتَنَسٍ مَعمورِ
|
مُساقِطٍ كَالهَودَجِ المَخدورِ
|
كَأَنَّ ريحَ جَوفِهِ المَزبورِ
|
في الخُشبِ تَحتَ الهَدَبِ اليَخضورِ
|
مَثواةُ عَطّارينَ بِالعُطورِ
|
أَهضامِها وَالمِسكِ وَالكافورِ
|
مِن أَرَجِ الصيرانِ بِالمَصيرِ
|
وِبالشِتاءِ حَضِرُ المَحضورِ
|
وَإِن نَحا كَالنابِثِ المُثيرِ
|
مَرَّت لَهُ دونَ الرَجا المَحفورِ
|
نَواشِطُ الأَرطاةِ كَالسُيورِ
|
مُجرَمِّزاً كَضِجعَةِ المَأسورِ
|
مُستَشعِراً خَوفاً عَلى وقورِ
|
كَأَنَّ هِفتَ القِطقِطِ المَنثورِ
|
بَعدَ رَذاذِ الديمَةِ المَحدورِ
|
عَلى قَراهُ فِلَقُ الشُذورِ
|
حَتُى جَلا عَن لَهَقٍ مَشهورِ
|
لَيلَ تِمامٍ تَمَّ مُستَحيرِ
|
عُكامِسٍ كَالسُندُسِ المَنشورِ
|
بَينَ الفِرِندادَينِ ضَوءُ النورِ
|
يَمشي كَمَشي المَرِحِ الفِخّيرِ
|
سُروِلَ في سَراوِلِ الصُفورِ
|
تَحتَ رِفَلِّ السَنَدِ المَزرورِ
|
أَو مَرزُبانِ القَريَةِ المَخمورِ
|
دُهقِنَ بِالتاجِ وَبِالتَسويرِ
|
فَحَطَّ في عَلقى وَفي مُكورِ
|
بَينَ تَواري الشَمسِ وَالذُرورِ
|
مُبتَكِراً فَاِصطادَ في البُكورِ
|
ذا أَكلُبٍ نَواهِزٍ ذُكورِ
|
يُهمِدنَ للاِجراسِ وَالتَشويرِ
|
وَاللَمعِ إِن خافَ نَدى الصَفيرِ
|
فَرُعنَهُ وَالرَوعُ لِلمَذعورِ
|
فَاِنصاعَ وَهرَ ذاخِرُ الشَكيرِ
|
مِنَ بَغيهِ مُقارَبُ التَهجيرِ
|
وَتارَةً يَمورُ كَالتَعذيرِ
|
نَسجَ الشَمالِ حَدَبَ الغَديرِ
|
وَفيهِ كَالإِعراضِ لِلعُكورِ
|
مِيلَينِ ثُمَّ قالَ في التَفكيرِ
|
إِنَّ الحَياةَ اليَومَ في الكُرورِ
|
أَو أَتَرَدّى وَمَعي ثُؤُوري
|
فَكَرَّ وَالنَصرُ مَعَ الصَبورِ
|
مُعتَرِفاً لِلقَدَرِ المَقدورِ
|
بِوَقعِ لا جافٍ وَلا ضَجورِ
|
بِسَلهَبٍ لُيّنَ في تُرورِ
|
مُطَّرِدٍ كَالنَيزَكِ المَطرورِ
|
لا غَرِلِ الطولِ وَلا قَصيرِ
|
إِذا اِستَدَرنَ حَولَ مُستَديرِ
|
لِشَزرِهِ صانَعَ بِالمَشزورِ
|
وَيَسَرٍ إِن دُرنَ لِلمَيسورِ
|
يُجشِمُهُنَّ آلَةَ المَوتورِ
|
قَسراً وَيَأبى سُنَّةَ المَقسورِ
|
حامي الحُمَيّا مَرِسُ الضَريرِ
|
يَنشُطُهُّنَ في كُلى الخُصورِ
|
مَرّاً وَمَرّاً ثُغَرَ النُحورِ
|
وَتارَةً في طَبَقِ الظُهورِ
|
وَبَجَّ كُلَّ عانِدٍ نَعورِ
|
أَجوَفَ ذي ثَوّارَةٍ ثَؤورِ
|
قَضبَ الطَبيبِ نائِطَ المَصفورِ
|
يَذُبُّ عَنهُ سَورَةَ السَؤورِ
|
مِن داجِنٍ أَو ناهِزٍ مَذمورِ
|
ذَبَّ المُحامي أَوَّلَ النَفيرِ
|
كَأَنَّ نَضخَ عَلَقِ الصُدورِ
|
بِرَوقِهِ نَواضِخُ العَبيرِ
|
حَتّى إِذا اِعتَصَمنَ بِالهَريرِ
|
وَالنَبحِ وَاَستَسلَمنَ لِلتَعويرِ
|
وَقَد يَثوبُ الرَوعُ لِلمَكثورِ
|
حَتّى رَآهُنَّ مِنَ التَسكيرِ
|
مِن ساعِلٍ كَسُعلَةِ المَجشورِ
|
وَنازِعٍ حَشرَجَةَ الكَريرِ
|
وَنَشِبٍ في رَوقِهِ مَجرورِ
|
وَخابِطٍ ثَنيينِ مِن مَصيرِ
|
يَخبِطُهُ خَبطَ اللَقا المَعفورِ
|
وَلّى كَمِصباحِ الدُجى المَزهورِ
|
كَأَنَّهُ مِن آخِرِ الهَجيرِ
|
قَرمُ هِجانٍ هَمَّ بِالفُدورِ
|
يَمشي بِأَنقاءِ أَبي حِبريرِ
|
مَشيَ الأَميرِ أَو أَخي الأَميرِ
|
يَمشي السِبطَرى مِشيَةَ التَجبيرِ
|
أَو فَيخُمانِ القَريَةِ الكَبيرِ
|