إِنَّ الغَواني قَد غَنينَ عَنّي
|
وَقُلنَ لِي عَلَيكَ بِالتَغَنّي
|
عَنّا فَقُلتُ لِلغَواني إِنّي
|
عَلى الغِنى وَأَنا كَالمُظَّني
|
لَمّا لَبَسنَ الحَقَّ بِالتَجَني
|
غَنينَ وَاستَبدَلنَ زَيداً مِنّي
|
غُرانِقاً ذا بَشَرٍ مُكتَنِّ
|
يَرضى وَيُرضيهِنَّ بِالتَمَنّي
|
أَن شابَ رَأسي وَرَأَينَ أَنّي
|
حَنّى قَناتي الكِبَرُ المُحَنّي
|
وَالدَهرُ حَتّى صِرتُ مِثلَ الشَنِّ
|
أَطرَ الثِقافِ خُرصَ المُقنّيِ
|
وَصِرتُ مِثلَ البازِلِ القِسوَنِّ
|
وَقُلنَ لِي أَفناكَ طولُ السِنِّ
|
وَبُرهَةٌ مِن دَهرِكَ المُفَنّي
|
مَعَ الهَوى وَقِلَّةِ التَوَنّي
|
فَاِن يَكُن ناهى الصِبا مِن سِنيِّ
|
وَالحِلمُ بَعدَ السَفَهِ المُستَنِّ
|
وَعِلمُ وَعدِ اللَهِ غَيرُ الظَنِّ
|
فَقَد أُرانى وَلَقد أُرَنّي
|
بِالفَنِّ مِن نَسجِ الصِبا وَالفَنِّ
|
غُرّاً كَأرآمِ الصَريمِ الغُنِّ
|
أَلِفنَ جَدرَ الأَوعَسِ المُدكَنِّ
|
إِلى كِناسِ ضالِها المُبِنِّ
|
مِن كُلِّ أُنبوبٍ وَمُطمَئِنِّ
|
وَقَد يُسامي جِنُّهُنَّ جِنّي
|
في غَيطَلاتٍ مِن دُجى الدُجُنِّ
|
بِمَنطِقٍ لَو أَنَّني أُسَنّي
|
حَيّاتِ هَضبٍ جِئنَ أَو لَوانّي
|
في خَرعَبٍ أَسوَدَ مُستَحِنِّ
|
فيهِ كَتهزيمِ نَواحي الشَنِّ
|
أَو ثُقَبِ الصُنجِ اِرتَجَسنَ الغُنِّ
|
مُلاوَةً مُلِئتُها كَأَنّي
|
ضارِبُ صَنجي نَشوَةٍ مُغَنِّ
|
بَينَ حِفافي قَرقَفٍ وَدَنِّ
|
مِن قَدِّ قَودِ الفَرسِ الحِصَنّي
|
جارِيَةٌ لَيسَت مِنَ الوَخشَنِّ
|
لا تَلبَسُ المِنطَقَ بِالمَثَنِّ
|
إِلا بِبَيتٍ واحِدٍ تُبَنّي
|
كَأَنَّ مَجرى دَمعِها المُستَنِّ
|
قَطُنَّةٌ مِن أَجوَدِ القُطُنِّ
|
كَأَنَّ قُرطَيها مِن الذَهبَنِّ
|
نيطا بِجيدٍ لَيسَ بِالأَدَنِّ
|
حَنَّت قُلوصي أَمسِ بِالأُردُنِّ
|
حِنّي فَما ظُلِمتِ أَن تَحِنّي
|
تَرُدُّ أَعلى صَوتِها المُرِنِّ
|
في قَصَبٍ أَجوَفَ مُستَحِنِّ
|