ما بالُ جارِي دَمعِكَ المُهَلِّلِ
|
وَالشَوقُ شاجٍ لِلعُيونِ الخُذَّلِ
|
قَد كُنتُ وَجّاداً عَلى المُضَلَّلِ
|
مِن رَسمِ أَطلالٍ بِذاتِ الحَرمَلِ
|
بادَت وَأُخرى أَمسِ لَم تُحَوَّلِ
|
بِالجَزعِ بَينَ عُفرَةِ المُجَزَّلِ
|
وَالنَعفِ عِندَ الأُسحُمانِ الأَطوَلِ
|
كَأَنَّها بَعدَ الرِياحِ الجُفَّلِ
|
وَبَعدَ تَتهالِ السَحابِ الهُتَّلِ
|
وَالساحِجاتِ بِالسُيولِ السُيَّلِ
|
مِنَ الثُرَيّا وَالسِماكِ الأَعزَلِ
|
وَالناخِلاتِ التُربِ كُلَّ مَنخَلِ
|
مَرُّ السِنينَ وَالرِياحِ الجُفَّلِ
|
يَطرُدنَ جَولانَ الحَصى المُحَلحَلِ
|
مُستَبدِلاً مِن دَمَثٍ مُستَبدَلِ
|
مُجَلجِلٍ أَو جالَ لَم يُجَلجِلِ
|
بِالجِزعِ آسانُ يَمانٍ مُسمِلِ
|
جَرَّت عَلَيهِ كُلُّ ريحٍ عَيهَلِ
|
هَوجاءَ تَحثي بِالتُرابِ الأَهيَلِ
|
ذُيُوُلَها في جافِلاتٍ ذُيَّلِ
|
مِنَ الجَنوبِ وَالصَبا وَالشَمألِ
|
مَعَ النَهارِ وَاللَيالي اللُيَّلِ
|
وَدائِلاتٍ مِن زَمانٍ دُوَّلِ
|
تَعطِفُ أَجوالَ السِنينَ الجُوَّلِ
|
تَبَدَّلَت عينَ النِعاجِ الخُذَّلِ
|
وَكُلَّ بَرّاقِ الشَوى مُسَروَلِ
|
بِشِيَةٍ كَشِيَةِ المُمَرجَلِ
|
قَد أَقفَرَت غَيرَ الظَلّيمِ الأَصعَلِ
|
ديارُ إِبريقِ العَشِيِّ خَوزَلِ
|
غَرّاءَ لَم تَلتَح بِلَوحِ الثُكَّلِ
|
لم تُغذَ في بُؤسٍ وَلَم تَثَكَّلِ
|
وَلَم تُنّبَّت بِالجَراءِ المُحثَلِ
|
وَلَم تُخامِر وَصَباً فَتُسلَلِ
|
رَكّاضَةٍ لِلبُردِ وَالمُرَحَّلِ
|
بِقَصَبٍ فَعمِ العِظامِ خُدَّلِ
|
رَيّانَ لاعَشٍّ وَلا مُهَبَّلِ
|
في صَلَبٍ لَدنٍ وَمَشيٍ هَوجَلِ
|
تَدَافُعَ الجَدوَلِ إِثرَ الجَدوَلِ
|
في أُثعُبانِ المَنجَنونِ المُرسَلِ
|
مَيّالَةٍ عَلى الحَليلِ المُحلَلِ
|
تَهايُلَ الدِعصِ بِهَيلِ الهُيَّلِ
|
لَبَّدَهُ بَعدَ الرياحِ النُخَّلِ
|
وَلَثُ الضَبابِ وَالطِلّالِ الطُلَّلِ
|
بَرّاقَةُ الخَدَّينِ وَالمُقَبَّلِ
|
تَكسو الشَراسيفَ إِلى المُجَدَّلِ
|
قُرونَ جَثلٍ وارِدٍ مُجَثَّلِ
|
مُغدَودِنٍ يُجيبُ غَسلَ الغُسَّلِ
|
يُسقى السَليطَ في رُفاضِ الصَندَلِ
|
رَحَلتُ مِن أَقصى بِلادِ الرُحَّلِ
|
مِن قُلَلِ الشِحرِ بِجَنبي مَوكِلِ
|
عَلى تَهاويلِ الجَنانِ الهُوَّلِ
|
وَغائِلاتٍ بِالمَرادي غُوَّلِ
|
وَقُوَّلٍ لا تَهلِكَن وَقُوَّلِ
|
جَلِّح وَلا تَحصَر وَمَن لا يَحتَلِ
|
يَضعُف وَيُقتَل بِاللَيالي القُتَّلِ
|
عَلى المكاريهِ وَمَن لا يَجعَلِ
|
لَهُ الإِلَهُ واقياً يُستَزلَلِ
|
وَالقَولُ إِن يُخطِئكَ حَبلُ الحُبَّلِ
|
مِنَ الحُتوفِ وَالمَنايا الحُبَّلِ
|
يَرجِع بِحَظِّ المُستَفيدِ المُجذَلِ
|
وَبِحِباءِ المُوَجَهِ المُؤَمَّلِ
|
مِن بارِعِ الخَدَّينِ غَيرِ حَنبَلِ
|
لَيسَ بِزُمَّيلٍ وَلا كَوَألَلِ
|
أَشَمَّ ذِي أُكرُومَةٍ مُسَربَلِ
|
نِجارَ نُورُ السابِقِ المُمَهِّلِ
|
بِذّالِ سَيبٍ مِن نَدىً مَبَذَّلِ
|
لِوُسَّلِ القُربى وَغَيرِ الوُسَّلِ
|
تَعَمُّداً لِذي الجَلالِ الأَجلَلِ
|
رَجاةَ سَجلٍ مِن يَزيدَ مُسجَلِ
|
ديوانَ مِصرٍ أَو عَطاءٍ مُجزَلِ
|
مِن مُكمَلٍ فيهِ العُلا لِمُكمَلِ
|
بَحرِ الأَجارِيِّ حَنيكٍ مُسهِلِ
|
يَنهَلُّ لِلسُؤلِ وَقَبلَ السُؤَّلِ
|
بِنائِلٍ يَغمُرُ باعَ النُوَّلِ
|
مَدَّ الخَليجِ في الخَليجِ المُرسَلِ
|
فاشٍ جَداهُ مِن نَداهُ المُشمَلِ
|
فُشُوَّ طُوفانِ الرَبيعِ المُرسَلِ
|
يَعلَمُ وَالعالِمُ لا كَالأَجهلِ
|
أَنَّ حِسابَ العَمَلِ المُحَصَّلِ
|
وَالأَولَ مِن غِبِّ الأُمورِ الأُوَّلِ
|
عِندَ الإِلَهِ يَومَ جَمعِ العُمَّلِ
|
بِمَجمَعِ الحِسابِ وَالمُزَيَّلِ
|
وَأَنَّ خَيرَ الخَوَلِ المُخَوَّلِ
|
فَلَذ العَطاءِ في الحُقوقِ النُزَّلِ
|
فَكَم حَسَرنا مِن عَلاةٍ عَنسَلِ
|
حَرفٍ كَقَوسِ الشَوحَطِ المُعَطَّلِ
|
لا تَحفِلُ الزَجر وَلا قيلَ حَلِ
|
تَشكو الوَجى مِن أَظلَلٍ وَأَظلَلِ
|
وَطولِ إِملالٍ وَظَهرٍ مُملَلِ
|
بُوَيزِلٌ في راجِفاتٍ بُزَّلِ
|
وَمُنعَلٍ أَو قامَ لَمّا يُنعَلِ
|
أَجزارُ غِربانِ الفَلاةِ الحُجَّلِ
|
في مَجهَلٍ تَجتازُهُ عَن مَجهَلِ
|
في غَيرِ لا صَحبٍ وَلا مُسَبَّلِ
|
أَغبَرَ مَكسُوِّ القَتامِ مُخمَلِ
|
إِذا النَهارُ كَفَّ رَكضَ الأَخيَلِ
|
وَاَعتَمَّتِ القُورُ بِآلٍ سَلسَلِ
|
لاثٍ بِأَعناقِ الجِبالِ المُثَّلِ
|
إن قال قيل لم أكن في القيَّل
|
وَأَقطَعُ الأَثجَلَ بَعدَ الأَثجَلِ
|
مِن حَومَةِ اللَيلِ بِهادي جَمَلي
|
وَمَنهَلٍ وَرَدَتُهُ عَن مَنهَلِ
|
قَفرَينِ هَذا ثُمَّ ذا لَم يُوهَلِ
|
كَأَنَّ أَرياشَ الحَمامِ النُسَّلِ
|
عَلَيهِ وُرقانُ القِرانِ النُصَّلِ
|
فُوَيقَ طامي مائِهِ المُجَلَّلِ
|
جُفالَةَ الأَجنِ كَحَمِّ الجُمَّلِ
|
كَأَنَّ نَسجَ العَنكَبوتِ المُرمَلِ
|
عَلى ذُرا قُلّامِهِ المُهَدَّلِ
|
سُبوبُ كَتّانٍ بَأَيدي الغُزَّلِ
|
دَفنٍ وَمُصفَرِّ الجِمامِ مُوءَلِ
|
قَبلَ النُمورِ وَالذِئّابِ العُسَّلِ
|
وَكُلِّ رِئبالٍ خَضيبِ الكَلكَلِ
|
كَأَنَّهُ في جَلَدٍ مُرَفَّلِ
|
مُنهَرِتِ الأَشداقِ غَضبٍ مُؤكَلِ
|
في الآهِلينَ وَاَختِرامِ السُبَّلِ
|
بَينَ سِماطَي غَيطَلٍ وَغَيطَلِ
|
مِن لُجَّتي شَجراءَ ذاتِ أَزمَلِ
|
مِن البَعوضِ وَالذُبابِ الأَشكَلِ
|
وَكُنتُ لَو عُلِّلتُ ذا مُعَلَّلِ
|
فَاِرتاحَ هَمّي وَاَستَخَفَّ كَسَلي
|
هَمّي وَما رَأَيتُ مِن مُهَلَّلِ
|
دونَ يَزيدَ الفَضلِ وَاِبنِ الأَفضَلِ
|
خَيرِ الشَبابِ واِبنِ خَيرِ الكُهَّلِ
|
أَقوَمِهِ عِندَ غُفولِ الغُفَّلِ
|
لِلّهِ بِالمِئينَ وَالمُفَصَّلِ
|
وَبِالمَثاني مِن كِتابٍ مُنزَلِ
|
وَفي الحُقوقِ ذُو قَضاءٍ فَيصَلِ
|
يَلهَزُ أَصداغُ الخُصومِ المُيَّلِ
|
بِالعَدلِ حَتّى يَنتَحوا لِلأَعدَلِ
|
بِقَولِ مَرضِيٍّ أَمينِ المِقوَلِ
|
|
وَالرائِدِ المُثري وَخَيرِ العُيَّلِ
|
فَقَد رَأَى الراؤُونَ غَيرَ البُطَّلِ
|
أَنَّكَ يا يَزيدُ يا بنَ الأَفحَلِ
|
إِذ زُلزِلَ الأَقوامُ لَم تُزَلزَلِ
|
عَن دينِ مُوسى وَالرَسولِ المُرسَلِ
|
إِذا طارَ بِالناسِ قُلوبُ الضُلَّلِ
|
قَتلاً وَإِضراراً بِمَن لَم يُقتَلِ
|
وَكُنتَ سَيفَ اللَهِ لَم يُفَلَّلِ
|
يَفرَعُ أَحياناً وَحيناً يَختَلي
|
سَوالِفَ العادينَ هَذَّ العُنصُلِ
|
وَالهامَ وَالبَيضَ اِنتِقافَ الحَنظَلِ
|
حَتّى اِرفَأنَّ الناسُ بَعدَ المَجوَلِ
|
وَبَعدَ تَشوالِ الحُروبِ الشُوَّلِ
|
تَفادياً مِنكَ وَلَم تُفَلَّلِ
|
لَوذَ العَصافيرِ وَلَوذَ الدُخَّلِ
|
تَحتَ العِضاهِ مِن خَريرِ الأَجدَلِ
|
شاحِيَ لحيَيهِ وَحَدَّ المِغوَلِ
|
فَقَد عَلِمتُ لَو زَنا مِن أَمَلي
|
أَنّي مُلاقٍ ذاتَ يَومٍ عَمَلي
|
وَأَنَّ لي يَوماً إِلَيهِ مَجعَلي
|
مَتى أُصِبهُ أَردَ مَردى أَوَّلي
|
لَستُ بِمَغضوضٍ وَلا مُؤَجَّلِ
|
وَراءَهُ عُمرَاً وَلا مُعَجَّلِ
|
عُمراً خَلا أَنَّ البَلايا تَبتَلي
|
بِالنائِباتِ غَفلَةَ المُغَفَّلِ
|