![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
أيها العصفور الجميل..أريد أن أصدح بالغناء مثلك، وأن أتنقّل بحرية مثلك. |
قال العصفور: |
لكي تفعل كل هذا، ينبغي أن تكون عصفوراً مثلي..أأنت عصفور؟ |
لا أدري..ما رأيك أنت؟ |
إني أراك مخلوقاً مختلفاً . حاول أن تغني وأن تتنقل على طريقة جنسك . |
وما هو جنسي؟ |
إذا كنت لا تعرف ما جنسك، فأنت، بلا ريب، حمار . |
*** |
أيها الحمار الطيب..أريد أن ا نهق بحرية مثلك، وأن أتنقّل دون هوية أو جواز سفر، مثلك . |
قال الحمار: |
لكي تفعل هذا..يجب أن تكون حماراً مثلي . هل أنت حمار؟ |
ماذا تعتقد؟ |
قل عني حماراً يا ولدي، لكن صدّقني..هيئتك لا تدلُّ على أنك حمار . |
فماذا أكون؟ |
إذا كنت لا تعرف ماذا تكون..فأنت أكثر حمورية مني! لعلك بغل . |
*** |
أيها البغل الصنديد..أريد أن أكون قوياً مثلك، لكي أستطيع أن أتحمّل كل هذا القهر، |
وأريد أن أكون بليداً مثلك، لكي لا أتألم ممّا أراه في هذا الوطن . |
قال البغل: |
كُنْ..مَن يمنعك؟ |
تمنعني ذ لَّتي وشدّة طاعتي . |
إذن أنت لست بغلاً . |
وماذا أكون؟ |
أعتقد أنك كلب . |
*** |
أيها الكلب الهُمام..أريد أن ا طلق عقيرتي بالنباح مثلك، وأن اعقر مَن يُغضبني مثلك . |
هل أنت كلب؟ |
لا أدري..طول عمري أسمع المسئولين ينادونني بهذا الاسم، لكنني لا أستطيع النباح أو العقر . |
لماذا لا تستطيع؟ |
لا أملك الشجاعة لذلك..إنهم هم الذين يبادرون إلى عقري دائماً . |
ما دمت لا تملك الشجاعة فأنت لست كلباً . |
إذَن فماذا أكون؟ |
هذا ليس شغلي..إ عرف نفسك بنفسك..قم وابحث عن ذاتك . |
بحثت كثيراً دون جدوى . |
ما دمتَ تافهاً إلى هذا الحد..فلا بُدَّ أنك من جنس زَبَد البحر . |
*** |
أيُّها البحر العظيم..إنني تافه إلى هذا الحد..إ نفِني من هذه الأرض أيها البحر العظيم . |
إ حملني فوق ظهرك واقذفني بعيداً كما تقذف الزَّبَد . |
قال البحر: |
أأنت زَبَد؟ |
لا أدري..ماذا تعتقد؟ |
لحظةً واحدة..د عني أبسط موجتي لكي أستطيع أن أراك في مرآتها.. هه..حسناً، أدنُ قليلاً . |
أ و و وه..ا للعنة..أنت مواطن عربي! |
وما العمل؟ |
تسألني ما العمل؟! أنت إذن مواطن عربي جداً . بصراحة..لو كنت مكانك لانتحرت . |
إ بلعني، إذن، أيها البحر العظيم . |
آسف..لا أستطيع هضم مواطن مثلك . |
كيف أنتحر إذن؟ |
أسهل طريقة هي أن تضع إصبعك في مجرى الكهرباء . |
ليس في بيتي كهرباء . |
ألقِ بنفسك من فوق بيتك . |
وهل أموت إذا ألقيت بنفسي من فوق الرصيف؟! |
مشرَّد إلى هذه الدرجة؟! لماذا لا تشنق نفسك؟ |
ومن يعطيني ثمن الحبل؟ |
لا تملك حتى حبلاً؟ أخنق نفسك بثيابك . |
ألا تراني عارياً أيها البحر العظيم؟! |
إ سمع..لم تبقَ إلاّ طريقة واحدة . إنها طريقة مجانية وسهلة، لكنها ستجعل انتحارك مُدويّاً . |
أرجوك أيها البحر العظيم..قل لي بسرعة..ما هي هذه الطريقة؟ |
إ بقَ حَيّا! |