ذَوِي وُدِّي وَيَا مَنْ عَنَّفُونِي | |
|
| سَمَاعاً لِي عَسَاكُمْ تَعْذِرُونِي |
|
أُحَدِّثُكُمْ بِأَنِّي مُسْتَهَامٌ | |
|
| وَكَائِنْ مِنْ حَدِيثٍ ذُو شُجُونِ |
|
وَأَنِّي قَدْ جَفَانِي مَنْ سَبَانِي | |
|
| فَنَادَى الْوَجْدُ حَيَّ عَلَى الأَنِينِ |
|
وَأَغْرَى الشَّوْقُ بِي لَيْلَ التَّصَابِي | |
|
| وَأَغْرَى الْهَجْرُ بِي جُنْدَ الْحَنِينِ |
|
فَرُمْتُ تَخَلُّصاً مِمَّا عَرَانِي | |
|
| بِمَا قَدْ يَطْرُدُ الأَحْزَانَ دُونِي |
|
فَنَادَى الرُّشْدُ وَيْحَكَ رُمْ خَلاَصاً | |
|
| بِمَدْحِ الْمُصْطَفَى طَهَ الأَمِينِ |
|
مُحَمَّدٍ الرَّسُولِ لِكُلِّ إِنْسٍ | |
|
| وَجِنٍّ جَاءَ بِالنُّورِ الْمُبِينِ |
|
عَلَيْهِ اللهُ مُرْسِلُهُ إِلَيْنَا | |
|
| لِيُنْقِذَنَا يُصَلِّي كُلَّ حِينِ |
|
أَلاَ فَاقْصِدْ عُلاَهُ فَنِعْمَ مَنْ قَدْ | |
|
| جَلَى ظُلَمِ الْخُطُوبِ عَنِ الْحَزِينِ |
|
مَتَى تَأْتِ ابْنَ عَبْدِ اللهِ تَظْفَرْ | |
|
| بِحَوْلِ اللهِ بِالْحَبْلِ الْمَتِينِ |
|
مَتىَ تَقْصِدْ أَجَلَّ بَنِي لُؤَيٍّ | |
|
| أَجَلِّ النَّاس ِ تُقْصَدْ بِالْيَقِينِ |
|
مَتَى صَافَحْتَ كَفَّ مَدِيحِ طَهَ | |
|
| تُصَافِحْكَ السَّعَادَةُ بِالْيَمِينِ |
|
فَلَبَّيْتُ النِّدَاءَ وَكَانَ فَرْضاً | |
|
| جَوَابُ فَتىً بِهَدْيٍ مُسْتَعِينِ |
|
مُقِرّاً بِالْقُصُورِ لِأَنَّ مَدْحِي | |
|
| يُقَصِّرُ عَنْ مَدَائِحِ جَبْرَئِينِ |
|
مُمِدَّ أَكُفِّ مُعْتَذِرٍ إِلَى مَنْ | |
|
| أُجِلَّ وَآدَمُ فِي مَا وَطِينِ |
|
وَأَرْسَلَهُ الإِلَهُ لَنَا بَشِيراً | |
|
| نَذِيراً بِالذِي بَعْدَ الْمَنُونِ |
|
بِأَنَّا إِنْ أَطَعْنَاهُ أُثِبْنَا | |
|
| بِحُورٍ فِي حِنَانِ الْخُلْدِ عِينِ |
|
وَإِنَّا إِنْ عَصَيْنَاهُ جُزِينَا | |
|
| بِنِيرَانٍ تَهُدُّ قُوَى الْحَُزُونِ |
|
فَبَلَّغَ وَالإِلَهُ بِهِ حَفِيٌّ | |
|
| رِسَالَتَهُ لِمُخْتَلِفِ الشُّؤُونِ |
|
فَآمَنَ مَنْ رَآهُ بِعَيْنِ عِزٍّ | |
|
| وَعَانَدَ مَنْ رَآهُ بِعَيْنِ هُونِ |
|
رَسُولٌ قَدْ زَكَى خَلْقاً وَخُلْقاً | |
|
| وَقُدِّسَ فِي الظُّهُورِ وَفِي الْبُطِونِ |
|
وَلاَ يَجْزِي عَلَى سَيْءٍ بِسَيْءٍ | |
|
| نَعَمْ يَجْزِي عَلَى غِلْظٍ بِلِينِ |
|
وَقَالَ اللهُ فِي الْقُرْآنِ صَلُّوا | |
|
| عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا يَا أَهْلَ دِينِي |
|
صَلاَةُ اللهِ وَهْوَ أَجَلُّ شَيْءٍ | |
|
| عَلَى الْمُخْتَارِذِي الْعَقْلِ الرَّزِينِ |
|
عَلَى ذِي الْحِلْمِ وَالْعِلْمِ الْمَتِينِ | |
|
| عَلَى ذِي الذِّكْرِ وَالسِّرِّ الْمَصُونِ |
|
عَلَى ذِي الْبِشْرِ بَرَّاقِ الثَّنَايَا | |
|
| عَلَى ذِي النُّورِ وَضَّاحِ الْجَبِينِ |
|
عَلَى غَمْرِ الْمَوَاهِبِ وَالْعَطَايَا | |
|
| عَلَى مَنْ لاَ يُضَافُ إِلَى ضَنِينِ |
|
عَلَى كَهْفِ الأَرَامِلِ وَاليَتَامَى | |
|
| وَحَامِلِ ثِقْلِ أَرْبَابِ الدُّيُونِ |
|
عَلَى مَنْ لاَ يُكَدِّرُ مَنْ أَتَاهُ | |
|
| وَلاَ يُحْصَى بِتَكْدِيرِ الْمَنُونِ |
|
عَلَى مَنْ قَاتَلَ الْكُفَّارَحَتَّى | |
|
| عَلاَ دِينُ الْمُهَيْمِنِ كُلَّ دِينِ |
|
عَلَى مَنْ لَيْسَ يَضْجَرُ مِنْ قِتَالٍ | |
|
| إِذَا اشْتَعَلَتْ لَظَى الْحَرْبِ الزَّبُونِ |
|
عَلَى مَنْ كَلَّمَتْهُ وُحُوشُ قَفْرٍ | |
|
| وَلاَذَتْ مِنْهُ بِالْحِصْنِ الْحَصِينِ |
|
وَلاَحَ لِضَرْبِهِ الصَّفْوَانَنُورٌ | |
|
| رَأَى مِنْهُ الْبَعِيدَ مِنَ الْحُصُونِ |
|
كَبُصْرَى وَالْعِرَاقِ وَذَا شَهِيرٌ | |
|
| لَدَى الأَقْوَامِ مِنْ عَالٍ وَدُونِ |
|
وَأَنْزَلَ بِالدُّعَاءِ غَزِيرَ قَطْرٍ | |
|
| عَلَى مَنْ ضَرَّهُ شُهْبُ السِّنِينِ |
|
فَصَابَ عَلَيْهِمْ سَبْتاً إِلَى أَنْ | |
|
| تَهَدَّمَتِ الدِّيَارُ مِنَ الْهُتُونِ |
|
فَقَالَ وَقَدْ أَرَادُوا الصَّحْوَ قَوْلاً | |
|
| بَلِيغاً مُعْشِياً فَهْمَ الْفُطُونِ |
|
حَوَالَيْنَا يَقُولُ وَلاَ عَلَيْنَا | |
|
| عَلَى الآكَامِ رَبِّي وَالْحُزُونِ |
|
فَأَقْلَعَ عَنْهُمُ يَهْمِي عَلَى مَا | |
|
| حَوَالَيْهِمْ وَسَلْ غُرَرَ الْمُتُونِ |
|
وَفَاضَ الْكَفُّ مِنْهُ بِكُلِّ فَضْلٍ | |
|
| كَمَا قَدْ فَاضَ بِالْمَاءِ الْمَعِينِ |
|
فَرَوَّى جَيْشَهُ أَلْفاً وَنِصْفاً | |
|
| وَأَفْضَلَ فَضْلَ هَاتِيكَ الْعُيُونِ |
|
وَحَنَّ الْجِذْعُ لَمَّا بَانَ عَنْهُ | |
|
| إِلَيْهِ حَنِينَ مَفْقُودِ الْجَنِينِ |
|
فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِ وَكَانَ بَرّاً | |
|
| رَؤُوفاً حِينَ أَبْدَعَ فِي الرَّنِينِ |
|
وَبَشَّرَهُ بِأَنْ سَيَنَالُ غَرْساً | |
|
| بِدَارِ الْخُلْدِ مُخْضَرَّ الْفُنُونِ |
|
عَلَى مَنْ لاَ يُحِيطُ بِمَا حَوَاهُ | |
|
| سِوَى الرَّحْمَانِ جَلَّ مِنَ الْفُنُونِ |
|
عَلَى يَعْسُوبِ أَرْوَاحِ الْبَرَايَا | |
|
| وَأَصْلِ الأَصْلِ وَالِدِ ذِي الْقُرُونِ |
|
فَذَا الْمَخْلُوقُ مِنْ عِرْضٍ وَجُرْمٍ | |
|
| تَفَرَّعَ مِنْ سَنَاهُ الْمُسْتَبِينِ |
|
وَكُلُّ الْعَالَمِينَ بَنُو سَنَاهُ | |
|
| وَعَرْشُ اللهِ جَلَّ مِنَ الْبَنِينِ |
|
يَمِيناً بِالذِي أَسْدَى إِلَيْهِ | |
|
| مُفَضِّلُهُ وَحَسْبُكَ مِنْ يَمِينِ |
|
كَتَسْبِيحِ الْحَصَا فِي رَاحَتَيْهِ | |
|
| وَشَقِّ الْبَدْرِ وَالْجِذْعِ الْحَنُونِ |
|
وَرَدِّ الشَّمْسِ لِلْمَوْلَى عَلِيٍّ | |
|
| وَقَدْ غَرُبَتْ فَصَلَّى عَنْ يَقِينِ |
|
وَإِشْبَاعِ الْمَلاَ مِنْ مِلْءِ كَفٍّ | |
|
| وَمَا قَدْ قَلَّ مِنْ شِبْعِ الْبَطِينِ |
|
وَمَا قَدْ فَاتَ مِنْهَا الْحَصْرَ نَثْراً | |
|
| وَأَعْجَزَ كُلَّ ذِي قَلَمٍ وَنُونِ |
|
لَقَدْ أَسْرَى بِهِ ذُو الْعَرْشِ لَيْلاً | |
|
| إِلَى الأَقْصَى بِرَغْمِ ذَوِي الْمُجُونِ |
|
وَأَرْقَاهُ إِلَى الأَعْلَى وَرَقَّى | |
|
| مَزِيَّتَهُ لَدَى الْمَلإِ الْمَكِينِ |
|
فَأَوْحَى وَالذِي أَوْحَى إِلَيْهِ | |
|
| عَظِيمٌ فَوْقَ تَكْيِيفِ الظُّنُونِ |
|
مَلاَذِي يَا رَسُولَ اللهِ إنِّي | |
|
| هَمَى هَمِّي وَأَشْجَتْنِي شُجُونِي |
|
وَنَفْسِي وَهْيَ لِي أَعْدَى عَدُوٍّ | |
|
| تُحَارِبنِي فَهَلْ لِي مِنْ مُعِينِ |
|
إِذَا أَلْقَتْ إِلَيَّ زِمَامَ طَوْعٍ | |
|
| فَأَيّاً شِئْتِ يَا دُنْيَايَ كُونِي |
|
فَإِنْ شِئْتِ الْوِصَالَ فَلاَ تَحِيفِي | |
|
| عَلَى قَلْبِي وَإِلاَّ فَارِقِينِي |
|
أَقُولُ لَهَا وَقَدْ جَشَأَتْ وَجَاشَتْ | |
|
| كَمَوْجِ الْبَحْرِ يَرْجُفُ بِالْسَّفِينِ |
|
ثِقِي بِاللهِ لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ | |
|
| وَكُونِي بِالْمَكَارِمِ ذَكِّرِينِي |
|
وَإِنْ أَبْصَرْتِ حُسَّادِي فَلِينِي | |
|
| وَأَيُّ الدَّهْرِ ذُو لَمْ يَحْسُدُونِي |
|
وَلاَ تَنْسَيْ نَصِيبَكِ مِنْ صَلاَةٍ | |
|
| عَلَى الْمُخْتَارِ مَعْدُومِ الْقَرِينِ |
|
عَلَيْهِ صَلاَةُ رَبِّي مَعْ سَلاَمٍ | |
|
| يَفُوقُ شَذَاهُ نَشْرَ الْيَاسَمِينِ |
|
وَآلِهِ وَالصِّحَابِ وَتَابِعِيهِمْ | |
|
| شُمُوسِ الْهُدَى آسَادِ الْعَرِينِ |
|