مَظِنَّةُ إتِْلافِ الْمُحِبِّ الْعَواذِلُ | |
|
| أَلاَ لاَ رَعَى الرَّحْمَانُ مَنْ هُوَ عَاذِلُ |
|
يَرِيشُونَ لِلْمُضْنَى نِبَالَ مَلامِهِمْ | |
|
| فَيَقْضِي أَسىً وَاللَّوْمُ فيِ الْحُبِّ قَاتِلُ |
|
يَظُنُّونَ أَنَّ اللَّوْمَ يُجْدِي وَمَا دَرَوْا | |
|
| بِأَنَّ مَلاَمَ الصَّبِّ لِلْحَيْنِ آيِلُ |
|
عَلَى أَنَّ قَوَْ العَذْلِ لَيْسَ بِبَاطِلِ | |
|
| بَلَى كُلُّ مَا يُعْزَى بِهِ الصَّبُّ بَاطِلُ |
|
أَعَاذِلَتِي وَالْعَذْلُ لَيْسَ يَهُولُنِي | |
|
| وَأَنَّى يَهُولُ الْعَذْلُ مَنْ هُوَ هَائِلُ |
|
دَعِينِي وَتَهْيَامِي فَلَسْتُ بِبَارِحٍ | |
|
| أُطَاوِلُ فِي مِظْمَارِهِ وَأُسَاجِلُ |
|
تَوَقَّلْتُ أَنْجَادَ الصَّبَابَةِ في الصِّبَا | |
|
| وَخُضْتُ بِحَارَ الْحُبِّ وَهْيَ حَوَافِلُ |
|
وَجِِئْتُ فَتَاةَ الْحَيِّ وَالْحَيُّ آهِلٌ | |
|
| وَلاَ حَاجِزٌ إِلاَّ الظَّبَى وَالذَّوَابِلُ |
|
فَأَحْرَزْتُ خَصْلَ السَّبْقِ وَحْدِي وَلَمْ أَدَعْ | |
|
| لِرَاكِبِ أَفْرَاسِ الْهَوَى مَا يُحَاوِلُ |
|
بِروحِي مِنْ رُوحِي لَدَيْهِمْ مُقِيمَةٌ | |
|
| وَإِنْ بَعُدَتْ مِنِّي الذُّرَى وَالْمَنَازِلُ |
|
أُولَئِكَ أَحْبَابِي الأُلَى صَحَّ وُدُّهُمْ | |
|
| سَقَى عَهْدَهُمْ عَهْدٌ مِنَ الْمُزْنِ هَاطِلُ |
|
لَقَدْ حَالَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ ذُرَاهُمُ | |
|
| سَبَاسِبُ تَعْيَى فِي مَدَاهَا الرَّوَاحِلُ |
|
إِكَامٌ وَأَنْهَارٌ طَغَتْ وَمَهَامِهٌ | |
|
| قَفَارٌ وَأَنْجَادٌ عَلَتْ وَمَجَاهِلُ |
|
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَقَرَّرَ عِنْدَهُمْ | |
|
| هُيَامِي وَأَنِّي مِنْ لَظَى الشَّوْقِ ذَاهِلُ |
|
فَيَا مُزْمِعَ التِّرْحَالِ بَلِّغْ تَحِيَّتِي | |
|
| إِلَيْهِمْ وَحَدِّثْهُمْ بِمَا أَنَا فَاعِلُ |
|
وَيَا نَفَسَ الأَسْحَارِ هُبَّ عَلَيْهِمُ | |
|
| وَطَارِحْهُمْ شَوْقِي الذِي أَنَا حَامِلُ |
|
وَيَا دِيمَةَ الْوَسْمِيِّ حَيِّي ثَرَاهُمُ | |
|
| وَبُثِّي لَهُمْ أَنِّي مِنَ الْبَثِّ قَاحِلُ |
|
وَيَا نَفْحَةَ الْخِيرِيِّ عُوجِي بِدُورِهِمْ | |
|
| وَنُثِّي لَهُمْ أَنِّي بَرَتْنِي الْبَلاَبِلُ |
|
عَسَاهُمْ إِذَا طَارَحْتُهُمْ بَلاَبِلِي | |
|
| تُطَارِحُهُمْ عَهْدَ الْوِصَالِ بَلاَبِلُ |
|
لَئِنْ شَطَّ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبَّتِي | |
|
| فَإِنِّي عَلَى عَهْدِ الْوِدَادِ لَخَائِلُ |
|
أَحِنُّ لَهُمْ أَوْ يُغْمِدُ الْقَبْرُ مُرْهَفاً | |
|
| وَأَصْبُو لَهُمْ أَوْ يَُنْحَِتً الطَّوْدَ صَائِلُ |
|
عَلَيْهِمْ سَلاَمُ اللهِ مَا هَامَ عَاشِقٌ | |
|
| وَمَا حَنَّ مُشْتَاقٌ وَمَا اهْتَاجَ زَاجِلُ |
|
فَلاَ مُدْنِفٌ إِلاَّ الذِي شَفَّهُ النَّوَى | |
|
| فَقَلْبُهُ خَفَّاقٌ وَجَفْنُهُ هَامِلُ |
|
وَلاَ عُمُرٌ إِلاَّ الصِّبَا وَعَقِيبُهُ | |
|
| وَلاَ زَمَنٌ إِلاَّ الضُّحَى وَالأَصَائِلُ |
|
وَلاَ نَسَبٌ إِلاَّ الْسَّمَاحَةُ وَالتُّقَى | |
|
| وَلاَ حَسَبٌ إِلاَّ الْحَيَا وَالشَّمَائِلُ |
|
وَلاَ هِمَمٌ مَا لَمْ تَكُنْ أَدَبِيَّةً | |
|
| وَلاَ مُنْجِدٌ إِلاَّ الْقَنَا وَالْقَنَابِلُ |
|
وَمَا النَّاسُ إِلاَّ الْعَالِمُونَ ذَوُو الْعُلاَ | |
|
| نُجُومُ الْهُدَى إِذْ هُمْ سُرَاةٌ أَفَاضِلُ |
|
وَلاَ عَالِمٌ إِلَّا الإِمَامُ مُحِمَّدٌ | |
|
| أَلَمْ تَرَ مَا تَلْقَاهُ مِنْهُ الْمَسَائِلُ |
|
إِمَامٌ حَبَاهُ اللهُ كُلَّ فَضِيلَةٍ | |
|
| تَبَدَّتْ لَهُ فِي الْمَكْرُمَاتِ دَلاَئِلُ |
|
سَمَيْذَعُ أَهْلِ الْعَصْرِ أَرْوَعُ مَاجِدٌ | |
|
| هِلاَلُ الْمَعَالِي أَرْيَحِيٌّ حُلاَحِلُ |
|
حَوَى فِي قُلُوبِ الأَذْكِيَاءِ مَنَازِلاُ | |
|
| عَلَى أَنَّهُ فَوْقَ السِّمَاكَيْنِ نَازِلُ |
|
وَطَاوَلَ أَعْلاَمَ الزَّمَانِ فَفََاقَهُمْ | |
|
| وَلاَ يَبْلُغُ الْعَلْيَاءَ مَنْ لاَ يُطَاوِلُ |
|
فَأَصْبَحَ فِي أَوْجِ الْمَفَاخِرِ رَاقِياً | |
|
| وَأَمْسَتْ صُرُوفُ الدَّهْرِ عَنْهُ تُنَاضِلُ |
|
أَتَاحَ خَلِيلاُ خُلَّةً مَا أَتَاحَهَا | |
|
| خَلِيلاً قُبَيْلَ الآنَ مَنْ هُوَ فَاضِلُ |
|
فَبَيَّنَ مِنْ أَلْفَاظِهِ كُلَّ مُبْهَمٍ | |
|
| وَقَيَّدَ مِنْ آرَائِهِ مَا يُشَاكِلُ |
|
وَفَصَّلَ مِنْ أَحْكَامِهِ كُلَّ مُجْمَلٍ | |
|
| فَأَصْبَحَ يَشْدُو بِالذِي قَالَ قَائِلُ |
|
وَإِنِّي وَإِنْ كُنْتُ الأَخِيرَ زَمَانَهُ | |
|
| لَآتٍ بِمَا لَمْ تَسْتَطِعْهُ الأَوَائِلُ |
|
لِيَ الرَّايَةُ الْغَرَّاءُ وَالْجَحْفَلُ الذِي | |
|
| لَهُ الْفَهْمُ رِدْءٌ وَالْمَعَانِي مَنَاصِلُ |
|
فَمَنْ ذَا يُجَارِينِي إِلَى كُلِّ غَايَةٍ | |
|
| وَمَنْ ذَا يُبَارِينِي وَمَنْ ذَا يُجَادِلُ |
|
قَضَى اللهُ يَا حَبْرَ الزَّمَانِ وَعِلْقَهُ | |
|
| بِأَنَّكَ حَلْيُ الدَّهْرِ إِذْ هُوَ عَاطِلُ |
|
وَأَنَّكَ شَمْسُ الْعِلْمِ وَالْغَيْرُ كَوْكَبٌ | |
|
| وَأَنَّكَ وَقَّادٌ وَغَيْرُكَ آفِلُ |
|
وَأَنَّكَ فِي أَهْلِ الْبَلاغَةِ مِصْقَعٌ | |
|
| وَأَنَّكَ سَحْبَانٌوَغَيْرُكَ بَاقِلُ |
|
قَطَعْتُ بِطَرْفِ الْعَزْمِ كُلَّ تَنُوفَةٍ | |
|
| تَكِلُّ بِأَدْنَاهَا الْجِيَادُ الصَّوَاهِلُ |
|
وَجُزْتَ بِرِيحِ الْحَزْمِ بَحْراً غَطَمْطَماً | |
|
| فَحُزْتَ بِحَاراً مَا لَهُنَّ سَوَاحِلُ |
|
وَعَابِرُ بَحْرَيْ لُجَّةٍ وَمَحَجَّةٍ | |
|
| جَدِيرٌ بِأَنْ تُحْدَى إِلَيْهِ الْفَضَائِلُ |
|
فَأَصْبَحَتِ الدُّنْيَا وَأَنْتَ سِرَاجُهَا | |
|
| وَأَضْحَتْ بِكَ الآمَالُ وَهْيَ مَنَاهِلُ |
|
فَأَعْلَمْتَ أَغْفَالَ الْعُلُومِ وَحُزْتَهَا | |
|
| وَأَنْعَشْتَ بِالإِقْرَاءِ مَا هُوَ خَامِلُ |
|
فَلاَزِلْتَ فيِ وَجْهِ السِّيَادَةِ غُرَّةً | |
|
| وَلاَ بَرِحَتْ تُطْوَى إِلَيْكَ الْمَرَاحِلُ |
|
وَدُمْتَ دَوَامَ الدَّهْرِ غَيْرَ مُكَدَّرٍ | |
|
| وَنُورُكَ وَضَّاحٌ وَحَدُّكَ فَاصِلُ |
|
أَتَتْكَ عَلَى رَغْمِ اللِّئَامِ خَرِيدَةٌ | |
|
| لَهَا النَّظْمُ دُرٌّ وَالْقَوَافِي خَلاَخِلُ |
|
بَرَهْرَةً رَقْرَاقَةً عَذْبَةَ اللَّمَى | |
|
| ثَوَتْ بِقُصُورِ الْغَرْبِ وَالأَصْلُ بَابِلُ |
|
حَوَتْ مِنْ سُدُولِ الْقَوْلِ كُلَّ مُنَظَّمٍ | |
|
| لَهَا مِنْ قُلُوبِ الأَذْكِيَاءِ سَدَائِلُ |
|
يَشِيبُ بِهَا ذُو الْغِلِّ قَبْلَ شَبَابِهِ | |
|
| وَيَصْبُو لَهَا إِنْ شَابَ مَنْ هُوَ عَاقِلُ |
|
هَدِيَةُ مَنْ يَفْدِيكَ مِنْ كُلِّ حَادِثٍ | |
|
| وَفِيهَا عَلَى صِدْقِ الْوِدَادِ دَلاَئِلُ |
|
عَلَيْكَ سَلاَمُ اللهِ مَا لَاحَ بَارِقٌ | |
|
| وَمَا صَابَ هَطَّالٌ وَمَا سَحَّ وَابِلُ |
|
أَنَمُّ مِنَ النُّوَّارِ يَصْقُلُهُ الْحَيَا | |
|
| يُبَارِي شَذَا الْغِيطَانِ وَاللَّيْلُ رَاحِلُ |
|