![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح |
كأن أغض الطرف عن ورد الحديقة |
وابتهاج ابني بأفراخ الحمام |
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح |
فإن أمي تشتكي صمما وقد عشيت |
لماذا لا أكف عن اتصالي الهاتفي بها |
وإرسالي المزيد |
من التصاوير الحديثة |
هل يرى الأعمى من القنديل أكثر من ظلام؟ |
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح |
فإن جارتنا حسيبة |
باعت الثور الهزيل |
وقايضت ثوبين بالمحراث |
وابنتها التي فسخت خطوبتها اشترت نولا |
ولكن الخراف شحيحة.. |
كادت تزف إلى ثري جاوز السبعين |
لولا أن داء السكري أتى عليه |
ولم يكن كتب الكتاب |
فلم ترث غير العباءة والسوار |
ووهم بيت من رخام |
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح |
كأن أصيخ السمع |
للماضي الذي لم يأت بعد |
وأن أعيد صياغة النص الذي |
أهملته عامين |
لا أدري لماذا لا أكف |
عن التلفت للوراء |
ولا أمل من التأمل في حطامي |
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح |
فإن نهلة جاءها طفل له رأسان.. |
نهلة كانت القنديل في ليل الطفولة |
ضاحكتني مرة.. فكبرت! |
اذكر أنني في ذات وجد |
قد كتبت قصيدة عنها.. |
وحين قرأتها في الصف |
صفق لي المعلم |
غير أن بقية الطلاب |
أضحكهم هيامي |
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح |
يقول رفعت في رسالته الأخيرة: |
إن محمود بن كاظم بات بعد العفو حرا |
غير أن حديثه يفضي إلى ريب بعقل |
فهو يطنب في الحديث |
عن التقدم للوراء |
أو |
التراجع للأمام |
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح |
وما سيذبح في رياض فمي |
أزاهير ابتسامي |
فحمادة الحمال مات حماره |
وأنا أرجح أن يكون حمادة الحمال |
قد قتل الحمار |
تدبرا لبطاقة التموين |
والسوق التي كسدت |
وللحقل الذي ما عاد يعرف خضرة الاعشاب |
كان حمادة الحمال مختصا بنقل الخضراوات |
وكان أشهر في السماوة |
من وزير الخارجية.. |
غير أن حكومة البطل المجاهد عاقبته |
لأنه |
ترك الحمار يبول تحت منصة |
رفعت عليها صورة الركن المهيب |
وحمادة الحمال يجهل في السياسة.. |
لم يشارك في انتخاب البرلمان.. |
وحين يسأل لا يجيب |
ويقال: |
إن كبير مسؤولي الحكومة في السماوة |
كان يخطب في اجتماع حاشد |
في عيد ميلاد ابن صبحة |
ثم صادف أن يمر حمادة الحمال |
فاحتفل الحمار |
وربما ارتبك الحمار |
فكان |
أن غطى النهيق على الخطيب |
ولذا |
أرجح أن يكون حمادة الحمال |
قد قتل الحمار |
أو الحكومة أرغمته |
بأمر قائدها اللبيب |
فحمادة الحمال متهم |
بتأليب الحمار على الحكومة |
والمهيب |
لي ما يبرر وحشتي.. |
بغداد تطنب في الحديث عن الربيع |
ونشرة الأخبار تنبيء عن خريف |
قد يدوم بأرض دجلة ألف عام! |
وأنا ورائي جثة تمشي.. |
ومقبرة أمامي! |