عَبِثَ الحَبيبُ وَكانَ مِنهُ صُدودُ | |
|
| وَنَأى وَلَم أَكُ ذاكَ مِنهُ أُريدُ |
|
يُمسي وَيُصبِحُ مُعرِضاً مُتَغَضِّباً | |
|
| وَإِذا قَصَدتُ إِلَيهِ فَهوَ يَحيدُ |
|
وَيَضِنُّ عَنّي بِالكَلامِ مُصارِماً | |
|
| وَبِمُهجَتي وَبِما يُريدُ أَجودُ |
|
إِنّي أُحاذِرُ صَدَّهُ وَفِراقَهُ | |
|
| إِنَّ الفِراقَ عَلى المُحبِّ شَديدُ |
|
يا مَن دَعاني ثُمَّ أَدبَرَ ظالِماً | |
|
| إِرجِع وَأَنتَ مُواصِلٌ مَحمودُ |
|
إِنّي لَأُكثِرُ ذِكرَكُم فَكَأَنَّما | |
|
| بِعُرى لِساني ذِكرُكُم مَعقودُ |
|
أَبكي لِسُخطِكِ حينَ أَذكُرُ ما مَضى | |
|
| يا لَيتَ ما قَد فاتَ لي مَردودُ |
|
لا تَقتُليني بِالجَفاءِ تَمادِياً | |
|
| وَاِعنَي بِأَمري إِنَّني مَجهودُ |
|
مازالَ حُبُّكِ في فُؤادي سَاكِناً | |
|
| وَلَهُ بِزَيدِ تَنَفُّسي تَرديدُ |
|
فَيَلينُ طَوراً لِلرَّجاءِ وَتارَةً | |
|
| يَشتَدُّ بَينَ جَوانِحي وَيَزيدُ |
|
حَتّى بَرى جِسمي هَواكِ فَما تُرى | |
|
| إِلاّ عِظامٌ يُبَّسٌ وَجُلودُ |
|
لا الحُبُّ يَصرِفُهُ فُؤادي ساعةً | |
|
| عَنهُ وَلا هُوَ ما بَقيتُ يَبيدُ |
|
وَكَأَنَّ حُبَّ الناسِ عِندِيَ ساكِنٌ | |
|
| وَكَأَنَّهُ بِجَوانِحي مَشدودُ |
|
أَمسى فُؤادي عِندَكُم وَمَحَلُّهُ | |
|
| عِندي فَأَينَ فُؤادِيَ المَفقودُ |
|
ذَهَبَ الفُؤادُ فَما أُحِسُّ حَسيسَهُ | |
|
| وَأَظُنُّهُ بِوِصالِكُم سَيَعودُ |
|
وَاللَهِ لا أَبغي سِواكِ حَبيبَةً | |
|
| ما اِخضَرَّ في الشَجَرِ المُوَرِّقِ عودُ |
|
للَّهِ دَرُّ الغانِياتِ جَفَونَني | |
|
| وَأَنا لَهُنَّ عَلى الجَفاءِ وَدودُ |
|
يَرعَينَ عَهدي ما شَهِدتُ فَإِن أَغِب | |
|
| يَوماً فَما لي عِندَهُنَّ عُهودُ |
|