إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
يحكون في بلادنا |
يحكون في شجن |
عن صاحبي الذي مضى |
وعاد في كفن |
كان اسمه... |
لا تذكروا اسمه! |
خلوه في قلوبنا... |
لا تدعوا الكلمة |
تضيع في الهواء، كالرماد... |
خلوه جرحا راعفا... لا يعرف الضماد |
طريقه إليه... |
أخاف يا أحبتي... أخاف يا أيتام ... |
أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء |
أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء! |
أخاف أن تنام في قلوبنا |
جراحنا ... |
أخاف أن تنام!! |
العمر... عمر برعم لا يذكر المطر... |
لم يبك تحت شرفة القمر |
لم يوقف الساعات بالسهر... |
وما تداعت عند حائط يداه ... |
ولم تسافر خلف خيط شهوة ...عيناه! |
ولم يقبل حلوة... |
لم يعرف الغزل |
غير أغاني مطرب ضيعه الأمل |
ولم يقل: لحلوة الله! |
إلا مرتين |
لت تلتفت إليه ... ما أعطته إلا طرف عين |
كان الفتى صغيرا ... |
فغاب عن طريقها |
ولم يفكر بالهوى كثيرا ...! |
يحكون في بلادنا |
يحكون في شجن |
عن صاحبي الذي مضى |
وعاد في كفن |
ما قال حين زغردت خطاه خلف الباب |
لأمه: الوداع! |
ما قال للأحباب... للأصحاب: |
موعدنا غدا! |
ولم يضع رسالة ...كعادة المسافرين |
تقول إني عائد... و تسكت الظنون |
ولم يخط كلمة... |
تضيء ليل أمه التي... |
تخاطب السماء و الأشياء، |
تقول: يا وسادة السرير! |
يا حقيبة الثياب! |
يا ليل! يا نجوم! يا إله! يا سحاب!: |
أما رأيتم شاردا... عيناه نجمتان؟ |
يداه سلتان من ريحان |
وصدره و سادة النجوم و القمر |
وشعره أرجوحة للريح و الزهر! |
أما رأيتم شاردا |
مسافرا لا يحسن السفر! |
راح بلا زوادة، من يطعم الفتى |
إن جاع في طريقه؟ |
من يرحم الغريب؟ |
قلبي عليه من غوائل الدروب! |
قلبي عليك يا فتى... يا ولداه! |
قولوا لها، يا ليل! يا نجوم! |
يا دروب! يا سحاب! |
قولوا لها: لن تحملي الجواب |
فالجرح فوق الدمع ...فوق الحزن و العذاب!لن تحملي... لن تصبري كثيرا |
لأنه ... |
لأنه مات، و لم يزل صغيرا! |
يا أمه! |
لا تقلعي الدموع من جذورها! |
للدمع يا والدتي جذور، |
تخاطب المساء كل يوم... |
تقول: يا قافلة المساء! |
من أين تعبرين؟ |
غضت دروب الموت... حين سدها المسافرون |
سدت دروب الحزن... لو وقفت لحظتين |
لحظتين! |
لتمسحي الجبين و العينين |
وتحملي من دمعنا تذكار |
لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين |
يا أمه! |
لا تقلعي الدموع من جذورها |
خلي ببئر القلب دمعتين! |
فقد يموت في غد أبوه... أو أخوه |
أو صديقه أنا |
خلي لنا ... |
للميتين في غد لو دمعتين... دمعتين! |
يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا |
حرائق الرصاص في وجناته |
وصدره... ووجهه... |
لا تشرحوا الأمور! |
أنا رأيتا جرحه |
حدقّت في أبعاده كثيرا... |
قلبي على أطفالنا |
وكل أم تحضن السريرا! |
يا أصدقاء الراحل البعيد |
لا تسألوا: متى يعود |
لا تسألوا كثيرا |
بل اسألوا: متى |
يستيقظ الرجال! |