ما العُمرُ ماطالَت بِهِ الدُهورُ | |
|
| العُمرُ ماتَمَّ بِهِ السُرورُ |
|
أَيّامُ عِزّي وَنَفاذِ أَمري | |
|
| هِيَ الَّتي أَحسِبُها مِن عُمري |
|
ما أَجوَرَ الدَهرَ عَلى بَنيهِ | |
|
| وَأَغدَرَ الدَهرَ بِمَن يُصفيهِ |
|
لَو شِئتُ مِمّا قَد قَلَلنَ جِدّاً | |
|
| عَدَدتُ أَيّامَ السُرورِ عَدّا |
|
أَنعَمتُ يَوماً مَرَّ لي بِالشامِ | |
|
| أَلَذَّ ما مَرَّ مِنَ الأَيّامِ |
|
دَعَوتُ بِالصَقّارِ ذاتَ يَومِ | |
|
| عِندَ اِنتِباهي سَحَراً مِن نَومي |
|
قُلتُ لَهُ اِختَر سَبعَةً كِبارا | |
|
| كُلٌّ نَجيبٌ يَرِدُ الغُبارا |
|
يَكونُ لِلأَرنَبِ مِنها اِثنانِ | |
|
| وَخَمسَةٌ تُفرَدُ لِلغِزلانِ |
|
وَاِجعَل كِلابَ الصَيدِ نَوبَتَينِ | |
|
| تُرسِلُ مِنها اِثنَينِ بَعدَ اِثنَينِ |
|
وَلا تُؤَخِّر أَكلُبَ العِراضِ | |
|
| فَهُنَّ حَتفٌ لِلظِباءِ قاضِ |
|
ثُمَّ تَقَدَّمتُ إِلى الفَهّادِ | |
|
| وَالبازِيارينَ بِالاِستِعدادِ |
|
وَقُلتُ إِنَّ خَمسَةً لَتُقنِعُ | |
|
| وَالزُرَّقانِ الفَرخُ وَالمُلَمَّعُ |
|
وَأَنتَ ياطَبّاخُ لاتَباطا | |
|
| عَجِّل لَنا اللَبّاتِ وَالأَوساطا |
|
وَيا شَرابِيَّ المُصَفَّياتِ | |
|
| تَكونُ بِالراحِ مُيَسَّراتِ |
|
بِاللَهِ لا تَستَصحِبوا ثَقيلاً | |
|
| وَاِجتَنِبوا الكَثرَةَ وَالفُضولا |
|
رُدّوا فُلاناً وَخُذوا فُلانا | |
|
| وَضَمِّنوني صَيدَكُم ضَمانا |
|
فَاِختَرتُ لَمّا وَقَفوا طَويلاً | |
|
| عِشرينَ أَو فَوَيقَها قَليلا |
|
عِصابَةٌ أَكرِم بِها عِصابَه | |
|
| مَعروفَةٌ بِالفَضلِ وَالنَجابَه |
|
ثُمَّ قَصَدنا صَيدَ عَينِ قاصِرِ | |
|
| مَظِنَّةَ الصَيدِ لِكُلِّ خابِرِ |
|
جِئناهُ وَالشَمسُ قُبَيلَ المَغرِبِ | |
|
| تَختالُ في ثَوبِ الأَصيلِ المُذهَبِ |
|
وَأَخَذَ الدُرّاجُ في الصِياحِ | |
|
| مُكتَنِفاً مِن سائِرِ النَواحي |
|
في غَفلَةٍ عَنّا وَفي ضَلالِ | |
|
| وَنَحنُ قَد زُرناهُ بِالآجالِ |
|
يَطرَبُ لِلصُبحِ وَلَيسَ يَدري | |
|
| أَنَّ المَنايا في طُلوعِ الفَجرِ |
|
حَتّى إِذا أَحسَستُ بِالصَباحِ | |
|
| نادَيتُهُم حَيَّ عَلى الفَلاحِ |
|
نَحنُ نُصَلّي وَالبُزاةُ تُخرَجُ | |
|
| مُجَرَّداتٍ وَالخُيولُ تُسرَجُ |
|
فَقُلتُ لِلفَهّادِ فَاِمضِ وَاِنفَرِد | |
|
| وَصِح بِنا إِن عَنَّ ظَبيٌ وَاِجتَهِد |
|
فَلَم يَزَل غَيرَ بَعيدٍ عَنّا | |
|
| إِلَيهِ يَمضي ما يَفِرُّ مِنّا |
|
وَسِرتُ في صَفٍّ مِنَ الرِجالِ | |
|
| كَأَنَّما نَزحَفُ لِلقِتالِ |
|
فَما اِستَوَينا كُلُّنا حَتّى وَقَف | |
|
| غُلَيِّمٌ كانَ قَريباً مِن شَرَف |
|
ثُمَّ أَتاني عَجِلاً قالَ السَبَق | |
|
| فَقُلتُ إِن كانَ العِيانُ قَد صَدَق |
|
سِرتُ إِلَيهِ فَأَراني جاثِمَه | |
|
| ظَنَنتُها يَقظى وَكانَت نائِمَه |
|
ثُمَّ أَخَذتُ نَبلَةً كانَت مَعي | |
|
| وَدُرتُ دَورَينِ وَلَم أُوَسَّعِ |
|
حَتّى تَمَكَّنتُ فَلَم أُخطِ الطَلَب | |
|
| لِكُلِّ حَتفٍ سَبَبٌ مِنَ السَبَب |
|
وَضَجَّتِ الكِلابُ في المَقاوِدِ | |
|
| تَطلُبُها وَهيَ بِجُهدٍ جاهِدِ |
|
وَصِحتُ بِالأُسودِ كَالخُطّافِ | |
|
| لَيسَ بِأَبيَضٍ وَلا غِطرافِ |
|
ثُمَّ دَعَوتُ القَومَ هَذا بازي | |
|
| فَأَيُّكُم يَنشَطُ لِلبِرازِ |
|
فَقالَ مِنهُم رَشَأٌ أَنا أَنا | |
|
| وَلَو دَرى مابِيَدي لَأَذعَنا |
|
فَقُلتُ قابِلني وَراءَ النَهرِ | |
|
| أَنتَ لِشَطرٍ وَأَنا لِشَطرِ |
|
طارَت لَهُ دُراجَةٌ فَأَرسَلا | |
|
| أَحسَنَ فيها بازُهُ وَأَجمَلا |
|
عَلَّقَها فَعَطعَطوا وَصاحوا | |
|
| وَالصَيدُ مِن آلَتِهِ الصِياحُ |
|
فَقُلتُ ماهَذا الصِياحُ وَالقَلَق | |
|
| أَكُلُّ هَذا فَرَحٌ بِذا الطَلَق |
|
فَقالَ إِنَّ الكَلبَ يُشوي البازا | |
|
| قَد حَرَزَ الكَلبُ فَجُز وَجازا |
|
فَلَم يَزَل يَزعَقُ يامَولائي | |
|
| وَهوَ كَمِثلِ النارِ في الحَلفاءِ |
|
طارَت فَأَرسَلتُ فَكانَت سَلوى | |
|
| حَلَّت بِها قَبلَ العُلوِّ البَلوى |
|
فَما رَفَعتُ البازَ حَتّى طارا | |
|
| آخَرُ عوداً يُحسِنُ الفِرارا |
|
أَسوَدُ صَيّاحٌ كَريمٌ كُرَّزُ | |
|
| مُطَرَّزٌ مُكَحَّلٌ مُلَزَّزُ |
|
عَلَيهِ أَلوانٌ مِنَ الثِيابِ | |
|
| مِن حُلَلِ الديباجِ وَالعُنّابي |
|
فَلَم يَزَل يَعلو وَبازي يَسفُلُ | |
|
| يُحرِزُ فَضلَ السَبقِ لَيسَ يَغفُلُ |
|
يَرقُبُهُ مِن تَحتِهِ بِعَينِهِ | |
|
| وَإِنَّما يَرقُبُهُ لِحينِهِ |
|
حَتّى إِذا قارَبَ فيما يَحسَبُ | |
|
| مَعقِلَهُ وَالمَوتُ مِنهُ أَقرَبُ |
|
أَرخى لَهُ بِنَبجِهِ رِجلَيهِ | |
|
| وَالمَوتُ قَد سابَقَهُ إِلَيهِ |
|
صِحتُ وَصاحَ القَومُ بِالتَكبيرِ | |
|
| وَغَيرُنا يُضمِرُ في الصُدورِ |
|
ثُمَّ تَصايَحنا فَطارَت واحِدَه | |
|
| شَيطانَةٌ مِنَ الطُيورِ مارِدَه |
|
مِن قُرُبٍ فَأَرسَلوا إِلَيها | |
|
| وَلَم تَزَل أَعيُنُهُم عَلَيها |
|
فَلَم يُعَلِّق بازُهُ وَأَدّى | |
|
| مِن بَعدِ ماقارَبَها وَشَدّا |
|
صِحتُ أَهَذا البازُ أَم دَجاجَه | |
|
| لَيتَ جَناحَيهِ عَلى دُرّاجَه |
|
فَاِحمَرَّتِ الأَوجُهُ وَالعُيونُ | |
|
| وَقالَ هَذا مَوضُعٌ مَلعونُ |
|
إِن لَزَّها البازُ أَصابَت نَبجاً | |
|
| أَو سَقَطَت لَم تَلقَ إِلّا مَدرَجا |
|
أَعدِل بِنا لِلنَبَّجِ الخَفيفِ | |
|
| وَالمَوضِعِ المُنفَرِدِ المَكشوفِ |
|
فَقُلتُ هَذي حُجَّةٌ ضَعيفَه | |
|
| وَغِرَّةٌ ظاهِرَةٌ مَعروفَه |
|
نَحنُ جَميعاً في مَكانٍ واحِدِ | |
|
| فَلا تُعَلِّل بِالكَلامِ البارِدِ |
|
قُصَّ جَناحَيهِ يَكُن في الدارِ | |
|
| مَعَ الدَباسي وَمَعَ القَماري |
|
وَاِعمَد إِلى جُلجُلِهِ البَديعِ | |
|
| فَاِجعَلهُ في عَنزٍ مِنَ القَطيعِ |
|
حَتّى إِذا أَبصَرتُهُ وَقَد خَجِل | |
|
| قُلتُ أَراهُ فارِهاً عَلى الحَجَل |
|
دَعهُ وَهَذا البازُ فَاِطَّرِد بِهِ | |
|
| تَفادِياً مِن غَمِّهِ وَعَتبِهِ |
|
وَقُلتُ لِلخَيلِ الَّتي حَولَينا | |
|
| تَشاهَدوا كُلُّكُمُ عَلَينا |
|
بِأَنَّهُ عارِيَةٌ مَضمونَه | |
|
| يُقيمُ فيها جاهَهُ وَدينَه |
|
جِئتُ بِبازٍ حَسَنٍ مُبَهرَجِ | |
|
| دونَ العُقابِ وَفُوَيقَ الزُمَّجِ |
|
زَينٍ لِرائيهِ وَفَوقَ الزَينِ | |
|
| يَنظُرُ مِن نارَينِ في غارَينِ |
|
كَأَنَّ فَوقَ صَدرِهِ وَالهادي | |
|
| آثارَ مَشيِ الذَرِّ في الرَمادِ |
|
ذي مِنسَرٍ فَخمٍ وَعَينٍ غائِرَه | |
|
| وَفَخِذٍ مِلءَ اليَمينِ وافِرَه |
|
ضَخمٍ قَريبِ الدَستَبانِ جِدّا | |
|
| يَلقى الَّذي يَحمِلُ مِنهُ كَدّا |
|
وَراحَةٍ تَغمُرُ كَفّي سَبطَه | |
|
| زادَ عَلى قَدرِ البُزاةِ بَسطَه |
|
سُرَّ وَقالَ هاتِ قُلتُ مَهلا | |
|
| اِحلِف عَلى الرَدِّ فَقالَ كَلّا |
|
أَمّا يَميني فَهيَ عِندي غالِيَه | |
|
| وَكَلمَتي مِثلُ يَميني وافِيَه |
|
قُلتُ فَخُذهُ هِبَةً بِقُبلَه | |
|
| فَصَدَّ عَنّي وَعَلَتهُ خَجلَه |
|
فَلَم أَزَل أَمسَحُهُ حَتّى اِنبَسَط | |
|
| وَهَشَّ لِلصَيدِ قَليلاً وَنَشَط |
|
صِحتُ بِهِ اِركَب فَاِستَقَلَّ عَن يَدي | |
|
| مُبادِراً أَسرَعَ مِن قَولِ قَدِ |
|
وَضَمَّ ساقَيهِ وَقالَ قَد حَصَل | |
|
| قُلتُ لَهُ الغَدرَةُ مِن شَرِّ العَمل |
|
سِرتُ وَسارَ الغادِرُ العَيّارُ | |
|
| لَيسَ لِطَيرٍ مَعَنا مَطارُ |
|
ثُمَّ عَدَلنا نَحوَ نَهرِ الوادي | |
|
| وَالطَيرُ فيهِ عَدَدُ الجَرادِ |
|
أَدَرتُ شاهينَينِ في مَكانِ | |
|
| لِكَثرَةِ الصَيدِ مَعَ الإِمكانِ |
|
دارا عَلَينا دَورَةً وَحَلَّقا | |
|
| كِلاهُما حَتّى إِذا تَعَلَّقا |
|
تَوازَيا وَاِطَّرَدا اِطِّرادا | |
|
| كَالفارِسَينِ اِلتَقَيا أَو كادا |
|
ثَمَّتَ شَدّا فَأَصابا أَربَعا | |
|
| ثَلاثَةً خُضراً وَطَيراً أَبقَعا |
|
ثُمَّ ذَبَحناها وَخَلَّصناهُما | |
|
| وَأَمكَنَ الصَيدُ فَأَرسَلناهُما |
|
فَجَدَّلا خَمساً مِنَ الطُيورِ | |
|
| فَزادَني الرَحمَنُ في سُروري |
|
أَربَعَةٌ مِنها أَنيسِيّانِ | |
|
| وَطائِراً يُعرَفُ بِالبَيضاني |
|
خَيلٌ نُناجيهِنَّ كَيفَ شينا | |
|
| طَيِّعَةٌ وَلَجمُها أَيدينا |
|
وَهيَ إِذا ما اِستَصعَبَت لِلقادَه | |
|
| صَرَّفَها الجوعُ عَلى الإِرادَه |
|
وَكُلَّما شُدَّ عَلَيها في طَلَق | |
|
| تَساقَطَت مابَينَنا مِنَ الفَرَق |
|
حَتّى أَخَذنا ما أَرَدنا مِنها | |
|
| ثُمَّ اِنصَرَفنا راغِبينَ عَنها |
|
إِلى كَراكِيَّ بِقُربِ النَهرِ | |
|
| عَشراً نَراها أَو فُوَيقَ العَشرِ |
|
لَمّا رَآها البازُ مِن بُعدٍ لَصَق | |
|
| وَحَدَّدَ الطَرفَ إِلَيها وَذَرَق |
|
فَقُلتُ قَد صادَ وَرَبِّ الكَعبَه | |
|
| وَنَحنُ في وادٍ بِقُربِ جَنبَه |
|
فَدارَ حَتّى أَمكَنَت ثُمَّ نَزَل | |
|
| فَحَطَّ مِنها أَفرُعاً مِثلَ الجَمَل |
|
ما اِنحَطَّ إِلّا وَأَنا إِلَيهِ | |
|
| مُمَكِّناً رِجلَيَّ مِن رِجلَيهِ |
|
جَلَستُ كَي أُشبِعَهُ إِذا هِيَه | |
|
| قَد سَقَطَت مِن عَن يَمينِ الرابِيَه |
|
فَشَلتُهُ أَرغَبُ في الزِيادَه | |
|
| وَتِلكَ لِلطَرادِ شَرُّ عادَه |
|
لَم أَجزِهِ بِأَحسَنِ البَلاءِ | |
|
| أَطَعتُ حِرصي وَعَصَيتُ دائي |
|
فَلَم أَزَل أَختِلُها وَتُختَتَل | |
|
| وَإِنَّما نَختِلُها إِلى أَجَل |
|
عَمَدتُ مِنها لِكَبيرٍ مُفرَدِ | |
|
| يَمشي بِعُنقٍ كَالرَشاءِ المُحصَدِ |
|
طارَ وَما طارَ لِيَأتيهِ القَدَر | |
|
| وَهَل لِما قَد حانَ سَمعٌ أَو بَصَر |
|
حَتّى إِذا جَدَّلَهُ كَالعَندَلِ | |
|
| أَيقَنتُ أَنَّ العَظمَ غَيرُ الفَصلِ |
|
ذاكَ عَلى ما نِلتُ مِنهُ أَمرُ | |
|
| عَثَرتُ فيهِ وَأَقالَ الدَهرُ |
|
خَيرٌ مِنَ النَجاحِ لِلإِنسانِ | |
|
| إِصابَةُ الرَأيِ مَعَ الحِرمانِ |
|
صِحتُ إِلى الطَبّاخِ ماذا تَنتَظِر | |
|
| إِنزِل عَنِ المَهرِ وَهاتِ ما حَضَر |
|
جاءَ بِأَوساطٍ وَجُردِ تاجِ | |
|
| مِن حَجَلِ الصَيدِ وَمِن دُرّاجِ |
|
فَما تَنازَلنا عَنِ الخُيولِ | |
|
| يَمنَعُنا الحِرصُ عَنِ النُزولِ |
|
وَجيءَ بِالكَأسِ وَبِالشَرابِ | |
|
| فَقُلتُ وَفِّرها عَلى أَصحابي |
|
أَشبَعَني اليَومَ وَرَوّاني الفَرَح | |
|
| فَقَد كَفاني فيهِ قِسطٌ وَقَدَح |
|
ثُمَّ عَدَلنا نَطلُبُ الصَحراءَ | |
|
| نَلتَمِسُ الوُحوشَ وَالظِباءَ |
|
عَنَّ لَنا سِربٌ بِبَطنِ الوادي | |
|
| يَقدُمُهُ أَقرَنُ عَبلُ الهادي |
|
قَد صَدَرَت عَن مَنهَلٍ رَوِيِّ | |
|
| مِن غُبَرِ الوَسمِيِّ وَالوَلِيِّ |
|
لَيسَ بِمَطروقٍ وَلا بَكِيِّ | |
|
| وَمَرتَعٍ مُقتَبِلٍ جَنِيِّ |
|
رَعَينَ فيهِ غَيرَ مَذعوراتِ | |
|
| لُعاعَ وادٍ وافِرِ النَباتِ |
|
مَرَّ عَلَيهِ غَدِقُ السَحابِ | |
|
| بِواكِفٍ مُتَّصِلِ الرَبابِ |
|
لَمّا رَآنا مالَ بِالأَعناقِ | |
|
| نَظرَةَ لاصَبٍّ وَلا مُشتاقِ |
|
مازالَ في خَفضٍ وَحُسنِ حالِ | |
|
| حَتّى أَصابَتهُ بِنا اللَيالي |
|
سِربٌ حَماهُ الدَهرُ ما حَماهُ | |
|
| لَمّا رَآنا اِرتَدَّ ما أَعطاهُ |
|
بادَرتُ بِالصَقّارِ وَالفَهّادِ | |
|
| حَتّى سَبَقناهُ إِلى الميعادِ |
|
فَجَدَّلَ الفَهدُ الكَبيرَ الأَقرَنا | |
|
| شَدَّ عَلى مَذبَحِهِ وَاِستَبطَنا |
|
وَجَدَّلَ الآخَرُ عَنزاً حائِلاً | |
|
| رَعَت حِمى الغَورَينِ حَولاً كامِلا |
|
ثُمَّ رَمَيناهُنَّ بِالصُقورِ | |
|
| فَجِئنَها بِالقَدَرِ المَقدورِ |
|
أَفرَدنَ مِنها في القَراحِ واحِدَه | |
|
| قَد ثَقُلَت بِالخَصرِ وَهيَ جاهِدَه |
|
مَرَّت بِنا وَالصَقرُ في قَذالِها | |
|
| يُؤذِنُها بِسَيِّئٍ مِن حالِها |
|
ثُمَّ ثَناها وَأَتاها الكَلبُ | |
|
| هُما عَلَيها وَالزَمانُ إِلبُ |
|
فَلَم نَزَل نَصيدُها وَنَصرَعُ | |
|
| حَتّى تَبَقّى في القَطيعِ أَربَعُ |
|
ثُمَّ عَدَلنا عَدلَةً إِلى الجَبَل | |
|
| إِلى الأَراوي وَالكِباشِ وَالحَجَل |
|
فَلَم نَزَل بِالخَيلِ وَالكِلابِ | |
|
| نَجزُرُها جَزراً إِلى الأَغبابِ |
|
ثُمَّ اِنصَرَفنا وَالبِغالُ موقَرَه | |
|
| في لَيلَةٍ مِثلِ الصَباحِ مُسفِرَه |
|
حَتّى أَتَينا رَحَلنا بِلَيلٍ | |
|
| وَقَد سُبِقنا بِجِيادِ الخَيلِ |
|
ثُمَّ نَزَلنا وَطَرَحنا الصَيدا | |
|
| حَتّى عَدَدنا مِئَةً وَزَيدا |
|
فَلَم نَزَل نَقلي وَنَشوي وَنَصُب | |
|
| حَتّى طَلَبنا صاحِياً فَلَم نُصِب |
|
شُرباً كَما عَنَّ مِنَ الزِقاقِ | |
|
| بِغَيرِ تَرتيبٍ وَغَيرِ ساقِ |
|
فَلَم نَزَل سَبعَ لَيالٍ عَدَدا | |
|
| أَسعَدَ مَن راحَ وَأَحظى مَن غَدا |
|