|
|
![]() |
عناوين ونصوص القصائد أسماء الشعراء |
![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
![]()
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
هنا، عند مُنْحَدَرات التلال، أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت |
قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ، |
نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ، |
:وما يفعل العاطلون عن العمل |
!نُرَبِّي الأملْ |
بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر. صرنا أَقلَّ ذكاءً |
:لأَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر |
لا لَيْلَ في ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة |
أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ |
في حلكة الأَقبية |
هنا، بعد أَشعار أَيّوبَ لم ننتظر أَحداً |
سيمتدُّ هذا الحصارُ إلي أن نعلِّم أَعداءنا |
نماذجَ من شِعْرنا الجاهليّ |
أَلسماءُ رصاصيّةٌ في الضُحى |
بُرْتقاليَّةٌ في الليالي. وأَمَّا القلوبُ |
فظلَّتْ حياديَّةً مثلَ ورد السياجْ |
هنا، لا أَنا |
هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ... |
يقولُ على حافَّة الموت: |
لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ: |
حُرٌّ أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي. |
سوف أَدخُلُ عمَّا قليلٍ حياتي، |
وأولَدُ حُرّاً بلا أَبَوَيْن، |
وأختارُ لاسمي حروفاً من اللازوردْ... |
في الحصار، تكونُ الحياةُ هِيَ الوقتُ |
بين تذكُّرِ أَوَّلها. |
ونسيانِ آخرِها. |
هنا، عند مُرْتَفَعات الدُخان، على دَرَج البيت، |
لا وَقْتَ للوقت. |
نفعلُ ما يفعلُ الصاعدون إلى الله: |
ننسي الأَلمْ. |
الألمْ |
هُوَ: أن لا تعلِّق سيِّدةُ البيت حَبْلَ الغسيل |
صباحاً، وأنْ تكتفي بنظافة هذا العَلَمْ. |
لا صدىً هوميريٌّ لشيءٍ هنا. |
فالأساطيرُ تطرق أبوابنا حين نحتاجها. |
لا صدىً هوميريّ لشيء. هنا جنرالٌ |
يُنَقِّبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ |
تحت أَنقاض طُرْوَادَةَ القادمةْ |
يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ |
بمنظار دبّابةٍ... |
نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ. |
أَيُّها الواقفون على العَتَبات ادخُلُوا، |
واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ |
فقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلنا. |
أَيها الواقفون على عتبات البيوت! |
اُخرجوا من صباحاتنا، |
نطمئنَّ إلى أَننا |
بَشَرٌ مثلكُمْ! |
نَجِدُ الوقتَ للتسليةْ: |
نلعبُ النردَ، أَو نَتَصَفّح أَخبارَنا |
في جرائدِ أَمسِ الجريحِ، |
ونقرأ زاويةَ الحظِّ: في عامِ |
أَلفينِ واثنينِ تبتسم الكاميرا |
لمواليد بُرْجِ الحصار. |
كُلَّما جاءني الأمسُ، قلت له: |
ليس موعدُنا اليومَ، فلتبتعدْ |
وتعالَ غداً! |
أُفكِّر، من دون جدوى: |
بماذا يُفَكِّر مَنْ هُوَ مثلي، هُنَاكَ |
على قمَّة التلّ، منذ ثلاثةِ آلافِ عامٍ، |
وفي هذه اللحظة العابرةْ؟ |
فتوجعنُي الخاطرةْ |
وتنتعشُ الذاكرةْ |
عندما تختفي الطائراتُ تطيرُ الحماماتُ، |
بيضاءَ بيضاءَ، تغسِلُ خَدَّ السماء |
بأجنحةٍ حُرَّةٍ، تستعيدُ البهاءَ وملكيَّةَ |
الجوِّ واللَهْو. أَعلى وأَعلى تطيرُ |
الحماماتُ، بيضاءَ بيضاءَ. ليت السماءَ |
حقيقيّةٌ قال لي رَجَلٌ عابرٌ بين قنبلتين |
الوميضُ، البصيرةُ، والبرقُ |
قَيْدَ التَشَابُهِ... |
عمَّا قليلٍ سأعرفُ إن كان هذا |
هو الوحيُ... |
أو يعرف الأصدقاءُ الحميمون أنَّ القصيدةَ |
مَرَّتْ، وأَوْدَتْ بشاعرها |
إلي ناقدٍ: لا تُفسِّر كلامي |
بملعَقةِ الشايِ أَو بفخِاخ الطيور! |
يحاصرني في المنام كلامي |
كلامي الذي لم أَقُلْهُ، |
ويكتبني ثم يتركني باحثاً عن بقايا منامي |
شَجَرُ السرو، خلف الجنود، مآذنُ تحمي |
السماءَ من الانحدار. وخلف سياج الحديد |
جنودٌ يبولون تحت حراسة دبَّابة |
والنهارُ الخريفيُّ يُكْملُ نُزْهَتَهُ الذهبيَّةَ في |
شارعٍ واسعٍ كالكنيسة بعد صلاة الأَحد... |
نحبُّ الحياةَ غداً |
عندما يَصِلُ الغَدُ سوف نحبُّ الحياة |
كما هي، عاديّةً ماكرةْ |
رماديّة أَو مُلوَّنةً.. لا قيامةَ فيها ولا آخِرَةْ |
وإن كان لا بُدَّ من فَرَحٍ |
فليكن |
خفيفاً على القلب والخاصرةْ |
فلا يُلْدَغُ المُؤْمنُ المتمرِّنُ |
من فَرَحٍ ... مَرَّتَينْ! |
قال لي كاتبٌ ساخرٌ: |
لو عرفتُ النهاية، منذ البدايةَ، |
لم يَبْقَ لي عَمَلٌ في اللٌّغَةْ |
إلي قاتلٍ: لو تأمَّلْتَ وَجْهَ الضحيّةْ |
وفكَّرتَ، كُنْتَ تذكَّرْتَ أُمَّك في غُرْفَةِ |
الغازِ، كُنْتَ تحرَّرتَ من حكمة البندقيَّةْ |
وغيَّرتَ رأيك: ما هكذا تُسْتَعادُ الهُويَّةْ |
إلى قاتلٍ آخر: لو تَرَكْتَ الجنينَ ثلاثين يوماً، |
إِذَاً لتغيَّرتِ الاحتمالاتُ: |
قد ينتهي الاحتلالُ ولا يتذكَّرُ ذاك الرضيعُ زمانَ الحصار، |
فيكبر طفلاً معافي، |
ويدرُسُ في معهدٍ واحد مع إحدى بناتكَ |
تارِيخَ آسيا القديمَ. |
وقد يقعان معاً في شِباك الغرام. |
وقد يُنْجبان اُبنةً وتكونُ يهوديَّةً بالولادةِ. |
ماذا فَعَلْتَ إذاً؟ |
صارت ابنتُكَ الآن أَرملةً، |
والحفيدةُ صارت يتيمةْ؟ |
فماذا فَعَلْتَ بأُسرتكَ الشاردةْ |
وكيف أَصَبْتَ ثلاثَ حمائمَ بالطلقة الواحدةْ؟ |
لم تكن هذه القافيةْ |
ضَرُوريَّةً، لا لضْبطِ النَغَمْ |
ولا لاقتصاد الأَلمْ |
إنها زائدةْ |
كذبابٍ على المائدةْ |
الضبابُ ظلامٌ، ظلامٌ كثيفُ البياض |
تقشِّرُهُ البرتقالةُ والمرأةُ الواعدة. |
الحصارُ هُوَ الانتظار |
هُوَ الانتظارُ على سُلَّمٍ مائلٍ وَسَطَ العاصفةْ |
وَحيدونَ، نحن وحيدون حتى الثُمالةِ |
لولا زياراتُ قَوْسِ قُزَحْ |
لنا اخوةٌ خلف هذا المدى. |
اخوةٌ طيّبون. يُحبُّوننا. ينظرون إلينا ويبكون. |
ثم يقولون في سرِّهم: |
ليت هذا الحصارَ هنا علنيٌّ.. ولا يكملون العبارةَ: |
لا تتركونا وحيدين، لا تتركونا. |
خسائرُنا: من شهيدين حتى ثمانيةٍ كُلَّ يومٍ. |
وعَشْرَةُ جرحى. |
وعشرون بيتاً. |
وخمسون زيتونةً... |
بالإضافة للخَلَل البُنْيويّ الذي |
سيصيب القصيدةَ والمسرحيَّةَ واللوحة الناقصةْ |
في الطريق المُضَاء بقنديل منفي |
أَرى خيمةً في مهبِّ الجهاتْ: |
الجنوبُ عَصِيٌّ على الريح، |
والشرقُ غَرْبٌ تَصوَّفَ، |
والغربُ هُدْنَةُ قتلي يَسُكُّون نَقْدَ السلام، |
وأَمَّا الشمال، الشمال البعيد |
فليس بجغرافيا أَو جِهَةْ |
إنه مَجْمَعُ الآلهةْ |
قالت امرأة للسحابة: غطِّي حبيبي |
فإنَّ ثيابي مُبَلَّلةٌ بدَمِهْ |
إذا لم تَكُنْ مَطَراً يا حبيبي |
فكُنْ شجراً |
مُشْبَعاً بالخُصُوبةِ، كُنْ شَجَرا |
وإنْ لم تَكُنْ شجراً يا حبيبي |
فكُنْ حجراً |
مُشْبعاً بالرُطُوبةِ، كُنْ حَجَرا |
وإن لم تَكُنْ حجراً يا حبيبي |
فكن قمراً |
في منام الحبيبة، كُنْ قَمرا |
هكذا قالت امرأةٌ |
لابنها في جنازته |
أيَّها الساهرون! أَلم تتعبوا |
من مُرَاقبةِ الضوءِ في ملحنا |
ومن وَهَج الوَرْدِ في جُرْحنا |
أَلم تتعبوا أَيُّها الساهرون؟ |
واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا. خالدون هنا. |
ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون. |
ومن بعده نحن مُخْتَلِفُونَ على كُلِّ شيء: |
علي صُورة العَلَم الوطنيّ ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ يا شعبيَ الحيَّ رَمْزَ الحمار البسيط. |
ومختلفون علي كلمات النشيد الجديد |
ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ أُغنيَّةً عن زواج الحمام. |
ومختلفون علي واجبات النساء |
ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخْتَرْتَ سيّدةً لرئاسة أَجهزة الأمنِ. |
مختلفون على النسبة المئوية، والعامّ والخاص، |
مختلفون على كل شيء. لنا هدف واحد: أَن نكون ... |
ومن بعده يجدُ الفَرْدُ مُتّسعاً لاختيار الهدفْ. |
قال لي في الطريق إلى سجنه: |
عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ |
كهجاء الوطنْ |
مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ! |
قَليلٌ من المُطْلَق الأزرقِ اللا نهائيِّ |
يكفي |
لتخفيف وَطْأَة هذا الزمانْ |
وتنظيف حَمأةِ هذا المكان |
على الروح أَن تترجَّلْ |
وتمشي على قَدَمَيْها الحريريّتينِ |
إلى جانبي، ويداً بيد، هكذا صاحِبَيْن |
قديمين يقتسمانِ الرغيفَ القديم |
وكأسَ النبيذِ القديم |
لنقطع هذا الطريق معاً |
ثم تذهب أَيَّامُنا في اتجاهَيْنِ مُخْتَلِفَينْ: |
أَنا ما وراءَ الطبيعةِ. أَمَّا هِيَ |
فتختار أَن تجلس القرفصاء على صخرة عاليةْ |
إلى شاعرٍ: كُلَّما غابَ عنك الغيابْ |
تورَّطتَ في عُزْلَة الآلهةْ |
فكن ذاتَ موضوعك التائهةْ |
وموضوع ذاتكَ. كُنْ حاضراً في الغيابْ |
:يَجِدُ الوقتَ للسُخْرِيَةْ |
هاتفي لا يرنُّ |
ولا جَرَسُ الباب أيضاً يرنُّ |
فكيف تيقَّنتِ من أَنني |
!لم أكن ههنا |
:يَجدُ الوَقْتَ للأغْنيَةْ |
في انتظارِكِ، لا أستطيعُ انتظارَكِ |
لا أَستطيعُ قراءةَ دوستويفسكي |
ولا الاستماعَ إلى أُمِّ كلثوم أَو ماريّا كالاس وغيرهما |
في انتظارك تمشي العقاربُ في ساعةِ اليد نحو اليسار... |
إلي زَمَنٍ لا مكانَ لَهُ |
في انتظارك لم أنتظرك، انتظرتُ الأزَلْ |
يَقُولُ لها: أَيّ زهرٍ تُحبِّينَهُ |
فتقولُ: القُرُنْفُلُ .. أَسودْ |
يقول: إلى أَين تمضين بي، والقرنفل أَسودْ؟ |
تقول: إلى بُؤرة الضوءِ في داخلي |
وتقولُ: وأَبْعَدَ ... أَبْعدَ ... أَبْعَدْ |
سيمتدُّ هذا الحصار إلى أَن يُحِسَّ المحاصِرُ، مثل المُحَاصَر، |
أَن الضَجَرْ |
صِفَةٌ من صفات البشرْ |
لا أُحبُّكَ، لا أكرهُكْ |
قال مُعْتَقَلٌ للمحقّق: قلبي مليء |
بما ليس يَعْنيك. قلبي يفيض برائحة المَرْيَميّةِ |
قلبي بريء مضيء مليء، |
ولا وقت في القلب للامتحان. بلى، |
لا أُحبُّكَ. مَنْ أَنت حتَّى أُحبَّك؟ |
هل أَنت بعضُ أَنايَ، وموعدُ شاي، |
وبُحَّة ناي، وأُغنيّةٌ كي أُحبَّك؟ |
لكنني أكرهُ الاعتقالَ ولا أَكرهُكْ |
هكذا قال مُعْتَقَلٌ للمحقّقِ: عاطفتي لا تَخُصُّكَ. |
عاطفتي هي ليلي الخُصُوصيُّ... |
ليلي الذي يتحرَّكُ بين الوسائد حُرّاً من الوزن والقافيةْ |
جَلَسْنَا بعيدينَ عن مصائرنا كطيورٍ |
تؤثِّثُ أَعشاشها في ثُقُوب التماثيل |
أَو في المداخن، أو في الخيام التي |
نُصِبَتْ في طريق الأمير إلي رحلة الصَيّدْ... |
على طَلَلي ينبتُ الظلُّ أَخضرَ |
والذئبُ يغفو علي شَعْر شاتي |
ويحلُمُ مثلي، ومثلَ الملاكْ |
بأنَّ الحياةَ هنا ... لا هناكْ |
الأساطير ترفُضُ تَعْديلَ حَبْكَتها |
رُبَّما مَسَّها خَلَلٌ طارئٌ |
ربما جَنَحَتْ سُفُنٌ نحو يابسةٍ |
غيرِ مأهولةٍ، |
فأصيبَ الخياليُّ بالواقعيِّ، |
ولكنها لا تغيِّرُ حبكتها. |
كُلَّما وَجَدَتْ واقعاً لا يُلائمها |
عدَّلَتْهُ بجرَّافة. |
فالحقيقةُ جاريةُ النصِّ، حَسْناءُ |
بيضاءُ من غير سوء ... |
إلي شبه مستشرق: ليكُنْ ما تَظُنُّ |
لنَفْتَرِضِ الآن أَني غبيٌّ، غبيٌّ، غبيٌّ |
ولا أَلعبُ الجولف |
لا أَفهمُ التكنولوجيا، |
ولا أَستطيعُ قيادةَ طيّارةٍ! |
أَلهذا أَخَذْتَ حياتي لتصنَعَ منها حياتَكَ؟ |
لو كُنْتَ غيرَكَ، لو كنتُ غيري، |
لكُنَّا صديقين يعترفان بحاجتنا للغباء. |
أَما للغبيّ، كما لليهوديّ في تاجر البُنْدُقيَّة |
قلبٌ، وخبزٌ، وعينان تغرورقان؟ |
في الحصار، يصير الزمانُ مكاناً |
تحجَّرَ في أَبَدِهْ |
في الحصار، يصير المكانُ زماناً |
تخلَّف عن أَمسه وَغدِهْ |
هذه الأرضُ واطئةٌ، عاليةْ |
أَو مُقَدَّسَةٌ، زانيةْ |
لا نُبالي كثيراً بسحر الصفات |
فقد يُصْبِحُ الفرجُ، فَرْجُ السماواتِ، |
جغْرافيةْ! |
أَلشهيدُ يُحاصرُني كُلَّما عِشْتُ يوماً جديداً |
ويسألني: أَين كُنْت؟ أَعِدْ للقواميس كُلَّ الكلام الذي كُنْتَ أَهْدَيْتَنِيه، |
وخفِّفْ عن النائمين طنين الصدى |
الشهيدُ يُعَلِّمني: لا جماليَّ خارجَ حريتي. |
الشهيدُ يُوَضِّحُ لي: لم أفتِّشْ وراء المدى |
عن عذارى الخلود، فإني أُحبُّ الحياةَ |
علي الأرض، بين الصُنَوْبرِ والتين، |
لكنني ما استطعتُ إليها سبيلاً، ففتَّشْتُ |
عنها بآخر ما أملكُ: الدمِ في جَسَدِ اللازوردْ. |
الشهيدُ يُحاصِرُني: لا تَسِرْ في الجنازة |
إلاّ إذا كُنْتَ تعرفني. لا أُريد مجاملةً |
من أَحَدْ. |
الشهيد يُحَذِّرُني: لا تُصَدِّقْ زغاريدهُنَّ. |
وصدّق أَبي حين ينظر في صورتي باكياً: |
كيف بدَّلْتَ أدوارنا يا بُنيّ، وسِرْتَ أَمامي. |
أنا أوّلاً، وأنا أوّلاً! |
الشهيدُ يُحَاصرني: لم أُغيِّرْ سوى موقعي وأَثاثي الفقيرِ. |
وَضَعْتُ غزالاً على مخدعي، |
وهلالاً على إصبعي، |
كي أُخفِّف من وَجَعي! |
سيمتدُّ هذا الحصار ليقنعنا باختيار عبوديّة لا تضرّ، ولكن بحريَّة كاملة!!. |
أَن تُقَاوِم يعني: التأكُّدَ من صحّة |
القلب والخُصْيَتَيْن، ومن دائكَ المتأصِّلِ: |
داءِ الأملْ. |
وفي ما تبقَّى من الفجر أَمشي إلى خارجي |
وفي ما تبقّى من الليل أسمع وقع الخطي داخلي. |
سلامٌ على مَنْ يُشَاطرُني الانتباهَ إلي |
نشوة الضوءِ، ضوءِ الفراشةِ، في |
ليل هذا النَفَقْ. |
سلامٌ على مَنْ يُقَاسمُني قَدَحي |
في كثافة ليلٍ يفيض من المقعدين: |
سلامٌ على شَبَحي. |
إلي قارئ: لا تَثِقْ بالقصيدةِ |
بنتِ الغياب. فلا هي حَدْسٌ، ولا |
هي فِكْرٌ، ولكنَّها حاسَّةُ الهاويةْ. |
إذا مرض الحبُّ عالجتُهُ |
بالرياضة والسُخْريةْ |
وَبفصْلِ المُغنِّي عن الأغنيةْ |
أَصدقائي يُعدُّون لي دائماً حفلةً |
للوداع، وقبراً مريحاً يُظَلِّلهُ السنديانُ |
وشاهدةً من رخام الزمن |
فأسبقهم دائماً في الجنازة: |
مَنْ مات.. مَنْ؟ |
الحصارُ يُحَوِّلني من مُغَنٍّ الى . . . وَتَرٍ سادس في الكمانْ! |
الشهيدةُ بنتُ الشهيدةِ بنتُ الشهيد وأختُ الشهيدِ |
وأختُ الشهيدةِ كنَّةُ أمِّ الشهيدِ حفيدةُ جدٍّ شهيد |
وجارةُ عمِّ الشهيد الخ ... الخ .. |
ولا نبأ يزعج العالَمَ المتمدِّن، |
فالزَمَنُ البربريُّ انتهى. |
والضحيَّةُ مجهولَةُ الاسم، عاديّةٌ، |
والضحيَّةُ مثل الحقيقة نسبيَّةٌ الخ ... الخ ف |
هدوءاً، هدوءاً، فإن الجنود يريدون |
في هذه الساعة الاستماع إلي الأغنيات |
التي استمع الشهداءُ إليها، وظلَّت كرائحة |
البُنّ في دمهم، طازجة. |
هدنة، هدنة لاختبار التعاليم: هل تصلُحُ الطائراتُ محاريثَ؟ |
قلنا لهم: هدنة، هدنة لامتحان النوايا، |
فقد يتسرَّبُ شيءٌ من السِلْم للنفس. |
عندئذٍ نتباري على حُبِّ أشيائنا بوسائلَ شعريّةٍ. |
فأجابوا: ألا تعلمون بأن السلام مع النَفْس |
يفتح أبوابَ قلعتنا لِمقَامِ الحجاز أو النَهَوَنْد؟ |
فقلنا: وماذا؟ ... وَبعْد؟ |
الكتابةُ جَرْوٌ صغيرٌ يَعَضُّ العَدَمْ |
الكتابةُ تجرَحُ من دون دَمْ.. |
فناجينُ قهوتنا. والعصافيرُ والشَجَرُ الأخضرُ |
الأزرقُ الظلِّ. والشمسُ تقفز من حائط |
نحو آخرَ مثل الغزالة. |
والماءُ في السُحُب اللانهائية الشكل في ما تبقَّي لنا |
من سماء. وأشياءُ أخرى مؤجَّلَةُ الذكريات |
تدلُّ على أن هذا الصباح قويّ بهيّ، |
وأَنَّا ضيوف على الأبديّةْ. |