كأنَّ الصّبا فيءٌ أُبادِرُ فَيْأَه | |
|
| مدىً إنما يجري إلى مِثْلِهِ مِثْلي |
|
تَبَوَّأتُهُ ما امتدّ لي فيه جانب | |
|
| فلمّا نأى لم أتّبِع فَيئةَ الظلّ |
|
وكنتُ إذا أبصرتُ مَوْضِعَ سلوَةٍ | |
|
| تخيرتُ فيه مَوْضعاً ومعي عقلي |
|
جديراً بأنْ لا يَنْقُضَ الشَيْبُ حَبْوَتي | |
|
| وقد باتَ منهُ كلُّ شيءٍ على رِجْلِ |
|
ومكحولةٍ بالسّحْرِ تَرْنُو بِمُقْلَةٍ | |
|
| يَوَدُّ الدُّجى لو نابَ فيها عنِ الكُحْلِ |
|
خَلُوصٌ إلى الألبابِ تأخذُ للصّبا | |
|
| من الحِلْم أو تُعْطي الإباءَ على الذلِّ |
|
تَصَدَّت فلم أُوْلَعْ وصدَّت فلم أُرْعْ | |
|
| تَمَاسُكَ لا قالٍ وإمساكَ لا مَقْلي |
|
ولا وأبيها ما بَلَتْ كَخَلائِقي | |
|
| على كلِّ حالٍ منْ صُدُودٍ ومن وصل |
|
أعفُّ إذا شاءت وأعْفُو إذا نَبَتْ | |
|
| أميرُ الهوى والرأي والقولِ والفعل |
|
فَقَلْبي بأَيِّ النظرتين كَرَرتُها | |
|
| إليها وعنها تلك تُغْرِي ولا تُسْلي |
|
وقد أهْبِطُ الشّعبَ القليل أنيسُهُ | |
|
| بطامِسَةِ الأعلامِ دارسةِ السُّبْل |
|
يبيتُ القَطَا فيها عن الماءِ شارِداً | |
|
| ولو باتَ منه كالشّرَاكِ من النّعْل |
|
أُواصل خِلّي ذا المُروءَةِ والحِجى | |
|
| وإن لم يَبِتْ مني بخمرٍ ولا خَلِّ |
|
وأتْبَعُ عَقْلي ما وَفَى بِحَزَامَتِي | |
|
| وبَعْضُ عُقُول النّاسِ أجْنِحةُ النّمْل |
|
وأعلمُ أنّيْ رهْنُ يوميَ أو غدي | |
|
| ولكن رأيتُ العجزَ أزْرى بمنْ قَبْلي |
|
أبيٌّ إذا كانَ الإباءُ سَجِيّةً | |
|
| من التّركِ للنقصانِ والأخذِ بالفَضْل |
|
وسمْحٌ ولو أنَّ السماحَ ذريعةٌ | |
|
| إلى الموتِ لا حتّى أقولُ إلى القَتْل |
|
وفيٌّ وقد ضاعَ الوفاءُ وأهْلُهُ | |
|
| مُصانَعَةً بين الغَوَايةِ والجَهْلِ |
|