اذا كانَ عن فَرطِ المَلالِ التَّفَرُّقُ | |
|
| فانَّ النَوى بي من سُلُوكَ أَرفقُ |
|
وأي فتى قبل الغرامِ وبعدَهُ | |
|
| تمنَّى الذي منه يَخافُ ويشفِقُ |
|
وما خلتُ أَنَّ الشوقَ والنأيَ والبكا | |
|
| وفقدَ الكَرى مما أَلذُّ وأَعشقُ |
|
أَخِيبُ ويَحظى بالغنيمةِ عاجزٌ | |
|
| ولا يَعْدَمُ النُّجحَ المُعَانُ الموفَّقَ |
|
وفذٍ من الفتيانِ يأنفُ وحدَهُ | |
|
| بِنَا وبِهِ من سَورِةِ العزِّ أَولقُ |
|
أُسِرُّ وأُبدي الوجدَ يومَ وَدَاعِه | |
|
| كأَني أَسيرٌ للضريبةِ موثَقُ |
|
يرى الصبر أَولى بالفتى فيُطيعه | |
|
| ويُدركه حبُّ الحياةِ فيقلَقُ |
|
وأَعييتَني لا في الاضاعةِ حَازمٌ | |
|
| ولا في مخيلاتِ المَطَامعِ أَحْمَقُ |
|
كأني بنجدٍ أَنشدُ الذئبَ نعجةً | |
|
| رعى شِلْوَهَا بالأَمسِ فهو ممزَّقُ |
|
أُسَائِلُهُ اذْ عارضته طَريدةٌ | |
|
| فمرَّ على آثارها يَتَدَفَّقُ |
|
سَلا كلُّ مُشْتَاقٍ يبوحُ بشَجْوِهِ | |
|
| ولم يُسْلني الكتمانُ والحزمُ أَوفقُ |
|
فسقياً لأرضِ الشامِ لو أَنَّ ذكرها | |
|
| يَشِحُّ بأَلبابِ الرجالِ ويَرفُقُ |
|
ولله مهضومُ الربى من رِحابها | |
|
| يمر به عافي النَّسيمِ فيعبَقُ |
|
يُباهي بياضَ الأُقْحُوَانِ بَهَارُهُ | |
|
| للونِ ضُحاهُ والعشيَّاتِ رَونَقُ |
|
وأَغيدُ في أَجْفَانِهِ سِنَةُ الكرى | |
|
| نعرتُ به والليلُ بالصبح أَروقُ |
|
فَقَدْ خَانَنَي ذاكَ النشاطُ ومَلَّنِي | |
|
| مَلولٌ شكاهُ تُبَّعٌ ومحرِقُ |
|
وأَنزلني طولُ الشَّقاءِ ببلدَةٍ | |
|
| يؤرقني فيها الشَّرابُ المُرَوّقُ |
|
بها المِسكُ والكافورُ يُعَدَمُ نَشرُه | |
|
| وريحُ الصَّبَا فيها مع الفَجْر تُعرَقُ |
|
مَدىً لرهانِ النائباتِ كأَنني | |
|
| لها غرضٌ دونَ الخلائقِ يُرشقُ |
|
ولي رُفقةٌ شتَّى النِّجارِ جعلتُها | |
|
| مواقعَ لحظي والحَوادثُ تَطرُقُ |
|
وللضَّرْبِ هَزْهَازٌ وللطعن عاسِلٌ | |
|
| وللرحْلِ شَوْشاةٌ وللرَكضِ خَيفَقُ |
|
أَولئكَ من صاحبتُه فهو ماهِرٌ | |
|
| صَنَاعٌ ومن فارقتُه فهو أَخرَقُ |
|
أولئكَ من صاحبتُه فهو ماهِرٌ | |
|
| لهنَّ عن البيداءِ والآلُ يَخفِقُ |
|
ومدَّتْ على شَمسِ النهارِ ملاءةً | |
|
| مُنَمْنَمَةً فيها النجومُ تألَّقُ |
|
فَوَيْلُمِّها لو عَرَّسَتْ عند غايةٍ | |
|
| ومُحْتَقِرُ الغاياتِ لا يَتَرفَّقُ |
|
لمن نِعَمٌ لما رَعَتْ مطمئنةً | |
|
| نَفَاهَا ذُبابٌ في الثعالبِ أَزرَقُ |
|
أَغار عليها عدوة الذئبِ عائفٌ | |
|
| يُخَبِّرُ عما في الغُيوبِ فيصدُقُ |
|
تبيت بأَفواه الثغورِ جيادُهُ | |
|
| سوالِفُها فيها الحديدُ المُعَلَّقُ |
|
حَطَمْنَ بجُرجَانَ القنا غيرَ أكعُبٍ | |
|
| لدولابَ كانتْ في الجَوانحِ تُشْرِقُ |
|
ومثلكَ يا كافي الكفاةِ أَعادَها | |
|
| تُسابقُ أَلحَاظَ العيونِ فتسْبِق |
|
مسافةُ ما بينَ الخُوارِ وآملٍ | |
|
| يَضيقُ بها والجَوُ بالنقعِ أَضيقُ |
|
تَقَطَّعَتِ الأَرحامُ الاَّ قواطِعاً | |
|
| تَحُوْم على هضامِ الرجالِ وتخفِقُ |
|
ونصرٌ مع العَيُّوقِ في مُشْمَخِرَّةٍ | |
|
| يناوحهُ فيها السّمِاكُ المُحَلِّقُ |
|
كأَن ظهورَ الطير دونَ مَقيلِهِ | |
|
| زَرابيُّ سَدَّى وشيَهُهنَّ المنمِّقُ |
|
ولم يدرِ أَنَّ الحضْرَ أَسلَمَ رَبَّهُ | |
|
| ومن دونهِ سورٌ منيفٌ وخَنْدَقُ |
|
رآها تَعُلُّ النقعَ منه فخالَها | |
|
| أَمامَ السَّواقى سُرَبةً وهي فيلَقُ |
|
وما ضرها أنْ كان في سَرَعَانشها | |
|
| الى الطعنِ أَطرافِ القنا يتنزَّقُ |
|
أناتضكَ يا ابنَ الفَيرُزان فانَّها | |
|
| شمائلُ دَهْرٍ بالفتى يَتَصَفَّقُ |
|
قليلٌ بها الانسانُ الا حديثَه | |
|
| وأَيُّ حديثٍ لا يُمَل فيخلُقُ |
|
كأَنْ لم يكن من بعدِ ما هو كائنٌ | |
|
| فلا غرَّنى هذا الخَيالُ الملفَّقُ |
|
تركتُ سَواماً بالحمى لك شَطْره | |
|
| وأَقبلتَ في حَافاتِهِ تَتَسَرَّقُ |
|
مرافقةُ السِّرْحَانِ أَدنى عَدُوه | |
|
| أخوهُ اذا ضَافَ اللوى وهو مُخْفِقُ |
|
أَعقكما أَو فاكما وكلاكما | |
|
| به غَدرةٌ من شَابِكِ العِرقِ أَعرَقُ |
|
|
|
| يكذِب ما في العين والعينُ أَصْدَقُ |
|
وما طلكَ البغْضَاءَ حتى سئمتَها | |
|
| طليعةُ آجالٍ من السُم مِتْأَقُ |
|
علا ثَبج الطوفانِ في الفلكِ وحدَهُ | |
|
| وكانَ رضيعَ الدهرِ أَو هو أَعتَقُ |
|
أَخو الرأى اسماعيلُ انَّ أَناتَهُ | |
|
| لها من أَعاديه اللُّهَا والمُخَنَّقُ |
|
ضحوكٌ ببسطِ الوجهِ يرفَعُ ثغْرَهُ | |
|
| عن اللهوِ لا يجفو ولا يتمَلَّقُ |
|
كفاه علّوُ القَدْرِ كُلفةَ مَدْحِهِ | |
|
| ويَغنى عن الطَّوق الحَمامُ المُطَوَّقُ |
|
وأَروعُ وضاحُ الجبين ثيابُه | |
|
| رعابيلُ ريط أو دِلاصُ مُخَرَّقُ |
|
له خُلُقٌ باقٍ على الفَقْرِ والغِنَى | |
|
| وما آفةُ الأخْلاقِ الاَّ التَّخَلَقُ |
|
ومعتركٍ بين الخُصُومِ شَهِدْتَهُ | |
|
| كما شَهِدَ الروعَ السنانُ المذلَّقُ |
|
على خطرٍ تَنسى به الأَلسنُ الحِجَى | |
|
| فتخرُسُ فيه والفرائضُ تنطِقُ |
|
فَرقْتَ به بين الضَّلالةِ والهُدى | |
|
| كما فَرَّقَ الفَودَينِ في الرأس مَفْرِقُ |
|
وشتانَ سَهْمٌ في الجَوانحِ نَصْلُهُ | |
|
| وآخرُ في عُرضِ البوارحِ يَمْرُقُ |
|
لقد غَلَبَ الأَعداءَ حزماً وقوةً | |
|
| صموتٌ على طولِ الضغينةِ مُطْرِقُ |
|
هم سَبروا قَعْرَ الذي أَنتَ طالبٌ | |
|
| فما وصلوا هيهاتَ غورُك أَعْمَقُ |
|
أَلم ترنى نلتُ المَحَامدَ وادعِاً | |
|
| وما كلُّ من يَسترزقُ الحَمْدَ يُرزَقُ |
|
أَصدُ عنِ الزَّادِ الذي هو مُونقُ | |
|
| ولا يَطَّبِيْنِي العَارضُ المتأَلِّقُ |
|
واني وان لم أعْدمِ العِزَّ كلَّهُ | |
|
| لأَعلمُ أَنَّ العيشَ عندكَ أوفَقُ |
|
عسى عُقَبُ الأَيامِ تجَمَعُ بينَنَا | |
|
| وقد يُنصَرُ الجدُّ الحَرُونُ فيلْحَقُ |
|