أَروني اِمرءاً من قبضةِ الدّهرِ مارقا | |
|
| ومن ليس يوماً للمنيّةِ ذائقا |
|
هو الموتُ ركّاضٌ إلى كلّ مهجةٍ | |
|
| يُكِلُّ مطايانا ويُعيي السّوابقا |
|
فإنْ هو ولّى هارباً فهو فائتٌ | |
|
| وإنْ كان يوماً طالباً كان لاحقا |
|
فكم ذا تغول النّائباتُ نفوسَنا | |
|
| وتستلب الأهلين ثمّ الأصادقا |
|
وكم ذا نُعير المُطمعات عيونَنا | |
|
| ونُدنِي إلى ريح الغرورِ المناشقا |
|
ونعشق في دار الفَناءِ مواطناً | |
|
| يعرّين منّا لم يكنّ معاشقا |
|
ونشتاق إمّا قالياً أو مقاطعاً | |
|
| فيا شائقاً لِي ما أضرّك شائقاً |
|
ولو أنّني وفّيت حقَّ تجاربي | |
|
| قطعتُ من الدّهرِ العَثورِ العلائقا |
|
نُطاح إلى الأجداثِ في كلّ ليلةٍ | |
|
| ونوسِدُ في قَفْرِ التّراب المرافقا |
|
فيا خبراً أذرى العيونَ جوامداً | |
|
| وأبقى القلوبَ السّاكناتِ خوافقا |
|
أتاني طَروقاً وهو غيرُ مُحبَّبٍ | |
|
| وَكَم جاء ما لا تَشتهي النّفسُ طارقا |
|
وددتُ وداداً أنّه غير صادقٍ | |
|
| وكم قاتلٍ ما كنتُ أهواه صادقا |
|
أصابك من سهم الرّدى ما أصابني | |
|
| وكان لجلدي قبل جلدك خارقا |
|
ولو أنّنِي حُمّلتُ ثِقْلَك كلَّه | |
|
| حملتُ عَلوقاً بالّذي كنتُ عالقا |
|
فإن يَكُ غصنٌ من غصونك ذاوياً | |
|
| قد أبقت الأيّامُ أصلَك باسقا |
|
وإن يَكُ نجمٌ غار بعد طلوعه | |
|
| فقد ملأتْ منك الشّموسُ المشارقا |
|
أزال الرَّدى منّا على الرّغم تَلْعَةً | |
|
| وأبقى لنا منك الجبالَ الشَّواهقا |
|
وما ضرّ والسِّربالُ باقٍ على الفتى | |
|
| إذا شعَّثَثْ منه اللّيالِي البنائقا |
|
وفيك وفي صِنْوٍ له عوضٌ به | |
|
| إذا نحن أنْصَفْنا الخُطوبَ الطّوارقا |
|
|
|
| وأفناه مَن أعطاه بالأمس رازقا |
|
حُرمناهُ حظّاً بعد أنْ أخذتْ لنا | |
|
| على حظّنا منك اللَّيالي المواثقا |
|
وما كنتُ أخشى أنْ يَسُدَّ به الرّدى | |
|
| فُروجَ الليالي دوننا والمخارقا |
|
وأنْ يحجبَ الصُّفّاحُ بيني وبينه | |
|
| ويودعه وسْطَ العَراءِ الشّقائقا |
|
فيا أيّها ذا العادلُ المُقْرَمُ الّذي | |
|
| رضيناه خلْقاً كاملاً وخلائقا |
|
تَعَزَّ عن الماضي ردىً بثوابه | |
|
| وَكُن بالّذي يَجزِي على الصَّبرِ واثقا |
|
فليس لمخلوقٍ وإن عضَّه الرّدى | |
|
| فضاق ذراعاً أنْ يعارض خالقا |
|