النَجمُ أَقرَبُ مِن مَداكَ مَنالا | |
|
| فَعَلامَ يَسعى طالِبوهُ ضَلالا |
|
ما في البَرِيَّةِ مَن يُساجِلُكَ العُلى | |
|
| فَتَبارَكَ المُعطيكَها وَتَعالى |
|
أَينَ الأُلى قَصَروا خُطىً في طُرقِها | |
|
| مِمَّن غَدَت خُطُواتُهُ أَميالا |
|
يا مانِعَ المُلكِ العَقيمِ وَحاسِمَ ال | |
|
| داءِ العُقامِ سِياسَةً وَنِصالا |
|
ما يَمتَطي العِزَّ الَّذي أَمطَتكَهُ ال | |
|
| عَزَماتُ مَن لا يَركَبُ الأَهوالا |
|
مَن عافَ ماءَ العَيشِ وَهوَ مُكَدَّرٌ | |
|
| عِندَ الكَرائِهِ لَم يَرِدهُ زُلالا |
|
تُضحي سُيوفُكَ لِلبِلادِ مَفاتِحاً | |
|
| فَإِذا فَتَحتَ جَعَلتَها أَقفالا |
|
وَقَدِ اِكتَسَت حَلَبٌ بِكَ العِزَّ الَّذي | |
|
| ما ذَلَّ مَن يُضحي لَهُ سِربالا |
|
كانَت لِأَرماحِ الخُطوبِ دَريئَةً | |
|
| فَجَعَلتَ جُنَّتَها ظُبىً وَإِلالا |
|
وَأَبَيتَ أَن تَبقى العُيونُ سَواهِراً | |
|
| حَذَرَ النَوائِبِ وَالقُلوبِ وِجالا |
|
فَاِنتابَها أَهلُ البِلادِ وَطالَما | |
|
| قَد رامَ عَنها أَهلُها التَرحالا |
|
أَعطى الرَعِيَّةَ مِن رِعايَتِهِ المُنى | |
|
| مَن مُذ حَمى لَم يَعرِفِ الإِهمالا |
|
أَجرى الوَرى إِنصالَ بَل أَعلاهُمُ | |
|
| إِن طالَ بَل أَوفاهُمُ إِن قالا |
|
بِمَضائِهِ وَقَضائِهِ وَعَطائِهِ | |
|
| أَمِنوا الرَدى وَالجَورَ وَالإِمحالا |
|
كَم رُمتَ في الغُدُواتِ أَبعَدَ غايَةٍ | |
|
| فَوَصَلتَ قَبلَ وُصولِكَ الآصالا |
|
وَمِنَ العَجائِبِ أَن يَخِفَّ مُصَمِّماً | |
|
| مَن كانَ مِثلَكَ يَحمِلُ الأَثقالا |
|
ضاقَت مَسالِكُ ما أَتَيتَ فَلَم يَجِد | |
|
| في ضَنكِها أَحَدٌ سِواكَ مَجالا |
|
وَأَهَنتَ مالَكَ غَيرَ ما مُتَكَلِّفٍ | |
|
| ما عَزَّ إِلّا مَن أَهانَ المالا |
|
وَنَبَذتَ آراءَ الأَنامِ وَطالَما | |
|
| عاصَيتَ في طَلَبِ العُلى العُذّالا |
|
إِن شِئتَ تَعرِفُ أَنَّ رَأيَكَ ثاقِبٌ | |
|
| لا ما رَأَوا فَاِنظُر إِلى ما آلا |
|
وَإِذا هَمَمتَ فَخُذ بِعَزمِكَ إِنَّهُ | |
|
| قَمِنٌ بِما تَهوى وَخَلِّ الفالا |
|
وَاِستَخدِمِ السَيفَ الَّذي ما فُلَّ في ال | |
|
| هَيجاءِ وَالرَأيَ الَّذي ما فالا |
|
لَن يَترُكَ الخَصمَ الأَلَدَّ مُجَدَّلاً | |
|
| إِلّا اِمرُؤٌ جَعَلَ الضِرابَ جِدالا |
|
وَالحَربُ ما بَرِحَت سِجالاً في الوَغى | |
|
| مَدَداً فَغودِرَتِ الحُقوقُ قِتالا |
|
فَكَتَبتَ إِسجالاً عَلى قِمَمِ العِدى | |
|
| بِشَبا الظُبى أَلّا تَكونَ سِجالا |
|
فَلِذاكَ ما يَنفَكُّ مُلكُكَ ظافِراً | |
|
| يَحمي حِماهُ وَيَقتُلُ الأَقيالا |
|
وَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ قِدحَكَ فائِزٌ | |
|
| لا شَكَّ مُذ أَرسَلتَها إِرسالا |
|
مَوسومَةً بِالنَصرِ لَم تَرَ قَبلَها | |
|
| عَينٌ رِئالاً يَحتَمِلنَ رِجالا |
|
نَضَتِ الأَجِلَّةَ وَالبَراقِعَ وَاِكتَسَت | |
|
| مِمّا تُثيرُ بَراقِعاً وَجِلالا |
|
خَلَقَت جِبالاً في الهَواءِ شَوارِعاً | |
|
| ظَلَّت تُظِلُّ مِنَ الجُيوشِ جِبالا |
|
يَقتادُها مُرضيكَ عِندَ السِلمِ قَو | |
|
| والاً وَفي يَومِ الوَغى فَعّالا |
|
وَمُعَظَّمٌ مُذ حَلَّ مِنكَ مَحَلَّةً | |
|
| ما طاوَلَ الأَمجادَ إِلّا طالا |
|
وَمَتى يُجارى رافِعٌ مِن بَعدِما | |
|
| سَربَلتَهُ الإِعظامَ وَالإِجلالا |
|
أَجنَيتَهُ ثَمَرَ النَصيحَةِ أَنعُماً | |
|
| قَد فاقَتِ الإِحسانَ وَالإِجمالا |
|
فَوَجَدتَ عَينَ الدَولَةِ العَضبَ الَّذي | |
|
| ضَرَبَ الأَنامُ بِجَدِّهِ الأَمثالا |
|
سَيفٌ عَدِيٌّ أَصلُهُ لا يُنتَضى | |
|
| لِلداءِ إِلّا أَن يَكونَ عُضالا |
|
وَالفَخرُ فيمَن عَدَّدَ الحَسَناتِ لا | |
|
| مَن عَدَّدَ الأَعمامَ وَالأَخوالا |
|
فَلتَعلُ ما شاءَت جَنابٌ بَعدَما | |
|
| وَجَدوا جَنابَكَ مَوئِلاً وَمآلا |
|
سَحَبوا ذُيولَ العِزِّ مُذ سَحَبوا إِلى | |
|
| أَعداءِ دَولَتِكَ القَنا العَسّالا |
|
وَلَقَد أَبَحتَ بَني كِلابٍ مَورِداً | |
|
| رَأَتِ المَوارِدَ عِندَهُ أَو شالا |
|
حَسُنَت إِنابَتُهُم فَشاموا وابِلاً | |
|
| مِن جودِ مَن بِالأَمسِ كانَ وَبالا |
|
إِن كَذَّبَ الأَطماعَ بَأسُكَ في الوَغى | |
|
| فَنَدى يَدَيكَ يُصَدِّقُ الآمالا |
|
ما زالَ يَرجِعُ مَن تَرَحَّلَ غانِماً | |
|
| حَتّى تَوَهَّمتُ النُزولَ نِزالا |
|
وَاليَومَ قَد أَلقَوا إِلَيكَ عِصِيَّهُم | |
|
| لا زالَ رَبعُكَ لِلرَجاءِ عِقالا |
|
خابَ الَّذي يَبغي بِساحَتِكَ الغِنى | |
|
| قَسراً وَفازَ المُبتَغيهِ سُؤالا |
|
وَرَأَت نُمَيرٌ أَنَّ سُخطَكَ عارِضٌ | |
|
| إِن لَم يُداوُوهُ بِعَفوِكَ غالا |
|
فَأَتَوا لِحَسمِ العارِضِ القَتّالِ مَن | |
|
| يَعرو فَكُنتَ العارِضَ الهَطّالا |
|
أَردَت صَواعِقُهُ فَلَمّا أَذعَنوا | |
|
| والى مَواطِرَهُ عَلى مَن والا |
|
ما قَد أَنَلتَ مُطاعِناً وَعَطِيَّةً | |
|
| يُدني شَبيباً رَغبَةً وَثِمالا |
|
فَليَدنُوا يَجِدا المَقيلَ مُوَسَّعاً | |
|
| بِجَميلِ رَأيِكَ وَالعِثارَ مُقالا |
|
راجٍ أَحالَتهُ الظُنونُ عَلى سِوى | |
|
| نُعماكَ ظَلَّ عَلى المُحالِ مُحالا |
|
بِذَراكَ أُمّاتُ الرَجاءِ مَطافِلٌ | |
|
| وَحِيالَ غَيرِكَ ما تَزالُ حِيالا |
|
كَم قُدتَ مِن شَطَنِ الجَميلِ مَصاعِباً | |
|
| أَعيَت عَلى كُلِّ المُلوكِ إِفالا |
|
أَنسَت مَكارِمُكَ الكِرامَ وَمُلكُكَ ال | |
|
| مُتَمَلِّكينَ وَبَأسُكَ الأَبطالا |
|
وَعَلَوتَ قَدراً في الوَرى فَليَعتَمِد | |
|
| صِدقَ الأَلِيَّةِ مَن بِقَدرِكَ آلا |
|
شَرَفَ المَعالي قَد عَمَمتَ صَنائِعاً | |
|
| ظَلَّت عَلى ظَهرِ الثَناءِ ثِقالا |
|
هِيَ كَالقَلائِدِ في النُحورِ فَإِن صَغَت | |
|
| تِلكَ النُحورُ أَحَلتَها أَغلالا |
|
ما أَشرَفَ الأَقوامُ إِذلالاً عَلى | |
|
| ذي قُدرَةٍ إِلّا جَنَوا إِذلالا |
|
وَلَكَ العَزائِمُ لَم تَزَل تُردي بِها ال | |
|
| فُجّارَ أَو تَهدي بِها الضُلّالا |
|
إِن شِئتَ كُنَّ كَواكِباً تَجلو الدُجى | |
|
| أَو شِئتَ كُنَّ مَناصِلاً وَنِصالا |
|
ذَلَّت لِهَيبَتِكَ المُلوكُ وَلَم تَزَل | |
|
| كُلُّ الوُحوشِ تَخَوَّفُ الرِئبالا |
|
ما زِلتَ في الإِمحالِ أَخصَبَ مِنهُمُ | |
|
| رَبعاً وَأَنكا في العَدُوِّ مِحالا |
|
وَإِذا سَطَوا خَتلاً سَطَوتَ مُصَرِّحاً | |
|
| وَإِذا نَخَوا قَولاً نَخَوتَ فِعالا |
|
فَالشامُ ذَودٌ ذادَ عَنهُ مُصعَبٌ | |
|
| قَطِمٌ تَصِلُّ البيضُ إِن هُوَ صالا |
|
وَأَرى مَمالِكَ بِالعِراقِ وَغَيرِهِ | |
|
| تَشكو إِلَيكَ الجَدبَ وَالإِمحالا |
|
أَغنَت يَدُ السُلطانِ مِن أَملاكِها | |
|
| قَوماً يُعَدُّ حُضورُهُم إِخلالا |
|
رَضَعوا بِها الدَرَّ الَّذي لَم يَدرَؤوا | |
|
| عَنهُ خُطوباً ما تَزالُ تَوالا |
|
وَمَتى فَصَلتَ مِنَ العَواصِمِ نَحوَهُم | |
|
| لِتُبيرَهُم كانَ الفُصولُ فِصالا |
|
خُذها مِصاعاً لا اِختِداعاً قَد كَفى | |
|
| ذا المُلكَ هَذا الفَتكُ أَن يَغتالا |
|
مِن كُلِّ ذي سَيفٍ يَقِلُّ نِجادُهُ | |
|
| عَن أَن يَكونَ لِما اِحتَذَيتَ قِبالا |
|
فَمَتى تُدافِعُكَ الثَعالِبُ بَعدَ ما | |
|
| رَأَتِ الضَراغِمَ تُسلِمُ الأَغيالا |
|
فَرَغوا لِلَهوِهِمُ بِشُغلِكَ عَنهُمُ | |
|
| فَاِجعَل لَهُم بِنُفوسِهِم أَشغالا |
|
كَي يَسمَعوا مِن وَقعِ ما قُلِّدتَ ما | |
|
| يُنسيهُمُ الأَهزاجَ وَالأَرمالا |
|
وَلَدارُ قُسطَنطينَ أَكشَفُ عَورَةً | |
|
| مِمَّن ذَكَرتُ أَجَل وَأَكسَفُ بالا |
|
لَو لَم يَذُد بِرِضاكَ عادِيَةَ الرَدى | |
|
| عَن أَرضِهِ لَم يَأمَنِ الزِلزالا |
|
وَأَظُنُّها مِن بَعدِ سَبعٍ نُهزَةً | |
|
| ما اِغتَرَّ مَن أَوسَعتَهُ إِمهالا |
|
ظَلَّت قِصاراً عِندَهُ مِن خَوفِ ما | |
|
| تَأتي وَعِندَ المُسلِمينَ طِوالا |
|
فَلتَحذَرِ الهِمَمُ المُذالَةُ في الثَرى | |
|
| هِمَماً تَجُرُّ عَلى السُهى أَذيالا |
|
خُلِقَ المُظَفَّرُ بِالثَناءِ مُظَفَّراً | |
|
| وَصَلَ المُنى أَو قَطَّعَ الأَوصالا |
|
يُثني بِبَأسِكَ مَن أَبَحتَ ذِمارَهُ | |
|
| وَبِفَيضِ كَفِّكَ مَن مَنَحتَ نَوالا |
|
لَيسَت تَقَضّى مِن زَمانِكَ لَحظَةٌ | |
|
| حَتّى تَزيدَكَ رِفعَةً وَجَلالا |
|
بِكَ أَنجَزَ الدَهرُ المَطولُ عِداتِهِ | |
|
| مِن بَعدِ ما كانَ المِطالُ مُطالا |
|
ما زِلتَ تُلبِسُهُ مَحاسِنَ جَمَّةً | |
|
| حَتّى مَشى مِن تيهِهِ مُختالا |
|
فَاِسعَد بِعيدِكَ بَعدَ سابِقِهِ وَلا | |
|
| نَظَرَت لِذا الظِلِّ العُيونُ زَوالا |
|
عيدَينِ مِن عيدٍ وَفَتحٍ قَبلَهُ | |
|
| زادا زَمانَكَ نَضرَةً وَجَمالا |
|
وَلَذاكَ أَشرَفُ في النُفوسِ وَلَم يَزَل | |
|
| رَمَضانُ يَفضُلُ دائِماً شَوّالا |
|
لَولا اِرتِياحُكَ لِلثَناءِ وَأَهلِهِ | |
|
| لَم يُصبِحِ الأَدَبُ المُذالُ مُذالا |
|
أَوسَعتَ قُوّالَ القَريضِ فَضائِلاً | |
|
| فَلِذاكَ مَن أَثنى عَلَيكَ أَطالا |
|
لَمّا رَأَيتُ عُلاكَ لا مِثلٌ لَها | |
|
| أَيقَنتُ أَنَّكَ ما اِقتَفَيتَ مِثالا |
|
وَلَئِن عَلا الأَفعالَ فِعلُكَ كُلُّهُ | |
|
| فَلَقَد عَلَوتُ بِمَدحِكَ الأَقوالا |
|