تذكَّرَ نَجداً فحنَّ ادِّكارا | |
|
| وأرَّقَه البرقُ لَمَّا استطارَا |
|
|
| وكان يَرى أن يموتَ اصطِبارا |
|
وجارَ الهَوى فاستجارَ الدموعَ | |
|
| إذا لم يجِدْ غيرَها مُستجارا |
|
|
| يُعَصْفِرُ وَرْدَ الخدودِ احمِرارا |
|
وأُدْمٍ إذا رامَ ظُلمَ الفِرا | |
|
| قِ عُذْنَ بِفَيْضِ الدُّموعِ انتصارا |
|
يَجُدْنَ عليَّ بأجيادِهِنَّ | |
|
| ويُبْدينَ لي الوردَ والجُلَّنارا |
|
وإن أَعْرَ ن سَلوةٍ أو أَحِدْ | |
|
| عَنِ الرُّشد لم يكسُني الغَيُّ عارا |
|
فغَدْرُ المحبِّ سوادُ العِذارِ | |
|
| إذا خلعَ الحبُّ منه العِذارا |
|
وحاشا لغاوي الصِّبا أن يُقالَ | |
|
| عصَى غَيَّه وأطاعَ الوَقارا |
|
وَبِكْرٍ إذا جَنَّبَتْها الجَنوبُ | |
|
| حسْبِتَ العِشارَ تؤمُّ العِشارا |
|
ترى البرقَ يبسِمُ سِرّاً بها | |
|
| إذا انتحبَ الرَّعدُ فيها جِهارا |
|
إذا ما تَنَمَّرَ وَسمُّيها | |
|
| تَعَصفَرَ بارِقُها فاستطارا |
|
يُعارِضُها في الهواءِ النَّسيمُ | |
|
| فَيَنْثُرُ في الرَّوْضِ دُرّاً صِغارا |
|
تَكادُ تسيرُ إليه الرياضُ | |
|
| إذا اطَّرَدَ الماءُ فيها فسَارا |
|
فطَوْراً تَشُقُّ جيوبَ الحَياءِ | |
|
| وطوراً تَسُحُّ الدُّموعَ الغِزارا |
|
كأنَّ الأميرَ أعارَ الرُّبا | |
|
| شمائلَه فاشتملْنَ المُعَارَا |
|
|
| وأخرى تَحِنُّ إليه افتقارا |
|
|
| تفيض رَواحاً وتَهمي ابتكارا |
|
وباعٌ إذا طالَ يومُ اللقا | |
|
| ءِ غادرَ أعمارَ قومٍ قِصارا |
|
ولن يرهَبَ السَّيفَ حتى يَرى | |
|
| على صفحةِ السيفِ ماءً ونارا |
|
أبا الحسَنِ اخترْتَ حُسْنَ الثَّناءِ | |
|
| ومثلُكَ مَنْ يُحسِنُ الاختيارا |
|
وكم قد وَطِئْتَ ديارَ العِدا | |
|
| على الرُّغمِ منهم فجُستَ الدِّيارا |
|
بخيلٍ تَمُدُّ عليها الدُّجَى | |
|
| وبِيضٍ تَرُدُّ عليها النَّهارا |
|
وأطلعْتَ فيها نجومَ القَنا | |
|
| فليست تَغورُ إذا النجمُ غارا |
|
ويومَ المدائنِ إذ زُرْتَها | |
|
| وقد منَعْتها الظُّبا أن تُزارا |
|
وخاضَتْ جيادُكَ فيها الدِّماءَ | |
|
| ومن قبلُ جاءَت تُثيرُ الغُبارا |
|
|
| لأَهدَتْ سَطاك إليه انكسارا |
|
سَقَيْتَ الرِّماحَ دِماً فانثَنتْ | |
|
| نَشاوى كأنْ قد شَرِبْنَ العُقارا |
|
يُقصِّرْنَ إذ طُلْنَ خَطْوَ العِدا | |
|
| ويُبدينَ في كلِّ نحرٍ عِثارا |
|
|
| على النأيِ منهم فماتوا حِذارا |
|
جريْتَ فأنضَيْتَ شأوَ الرِّياحِ | |
|
| وجاوزْتَ في السَّبْقَ من أن تُجارى |
|
نأيْتَ فأصبحْتَ جارَ الفُراتِ | |
|
| وكنتَ لدِجلةَ من قبلُ جارا |
|
فقد عُذْنَ منك بمستَلئِمٍ | |
|
| يُبيحُ التَّليدَ ويَحمي الذِّمارا |
|
بغيثٍ يجودُ إذا الغيثُ ضَنَّ | |
|
| وليثٍ يَثورُ إذا النَّقْعُ ثارا |
|
وأغلَبَ إن سارَ في تَغِلبٍ | |
|
| سمعْتَ لسُمرِ الرِّماحِ اشتِجارا |
|
|
| فيأبَيْنَ إن رَيْتَ إلا ابتِدارا |
|
|
|
|
| أضاءَ دُجى اللَّيلِ حتَّى أنارا |
|
ومرَّ على الرَّوضِ مَرَّ الخليعِ | |
|
| يُغنِّي ويَسحَبُ فيه الإزارا |
|
فأيقنْتُ أن سأُطيعُ النَّوى | |
|
| وأَعصي الهَوى صائراً حيثُ صَارا |
|
دَعَتْكَ الثُّغورُ وقد عايَنتْ | |
|
| حِماماً مُطِّلاً وحَتْفاً بَوارا |
|
وصادفَ بعدَك وفدُ الثَّنا | |
|
| ءِ وِرْداً ثِماداً ورَبعاً قِفارا |
|
|
| أأنْجدَ ذاك النَّدى أَم أغارا |
|
فليسَ المحلُّ مَحَلاًّ لهم | |
|
| إذا فَقدوكَ ولا الدارُ دارا |
|