هِيَ الأَيّامُ صِحَّتُها سَقامُ | |
|
| وَغايَةُ مَن يَعيشُ بِها الحِمامُ |
|
إِذا وَصَلَت فَلَيسَ لَها وَفاءٌ | |
|
| وَإِن عَهِدَت فَلَيسَ لَها ذِمامُ |
|
رَضِعناها وَتَفطِمُنا المَنايا | |
|
| بِها وَلِكُلِّ مُرتَضِعٍ فِطامُ |
|
فَلا تَستَوطِ مِن دُنياكَ ظَهراً | |
|
| بِكَفِّ النائِباتِ لَها زِمامُ |
|
فَلَيسَ لَها وَإِن ساءَت وَسَرَّت | |
|
| عَلى حالي تَلَوُّنِها دَوامُ |
|
أَباطيلٌ تُصَوِّرُها الأَماني | |
|
| وَأَحلامٌ يُمَثِّلُها المَنامُ |
|
أَلا يا ظا عِنينَ وَفي فُؤادِ ال | |
|
| مُحِبِّ لِوَشكِ بَينَهِمِ ضِرامُ |
|
تَرى يَدنو بِكُم مِن بَعدِ شَحطٍ | |
|
| مَزارٌ أَو يُلِمُّ بِكُم لِمامُ |
|
وَهَل لِزَمانِ وَصلِكُمُ مَعادٌ | |
|
| وَهَل لِصُدوعِ شَملِكُمُ التِيامُ |
|
قِفوا قَبلَ الوَداعِ تَرَوا نُحولاً | |
|
| جَناهُ عَلى مُحِبِّكُمُ الغَرامُ |
|
فَلا تَثِقوا بِأَن أَبقى فَإِنَّ ال | |
|
| بَقاءَ عَلَيَّ بَعدَكُمُ حَرامُ |
|
وَمِمّا زادَني قَلَقاً فَجَفني | |
|
| لَهُ دامٍ وَقَلبي مُستَهامُ |
|
رَزيئَةُ مَن تَهونُ لَها الرَزايا | |
|
| وَتَصغَرُ عِندَها النُوَبُ العِظامُ |
|
كَأَنَّ وَقارَها يَومَ اِستَقَلَّت | |
|
| بِها الأَعناقُ رَضوَةُ أَو شَمامُ |
|
تَسيرُ عَلى المُلوكِ لَها اِحتِشامُ | |
|
| وَلِلآمالِ حَولَيها اِزدِحامُ |
|
بِرَغمي أَن تَبيتَ عَلى مِهادٍ | |
|
| حَشاياهُ الجَنادِلُ وَالرَغامُ |
|
وَأَن تُمسي وَضيقُ اللَحدِ دارٌ | |
|
| لَها وَحِجابُها فيهِ الرُخامُ |
|
وَأَن تَنوي إِلى سَفَرٍ رَحيلاً | |
|
| وَلَم تُرفَع لِنِيَّتِها الخِيامُ |
|
وَإِن تُسري وَلَم يَملَأ فَضاءَ ال | |
|
| بَسيطَةِ حَولَها الجَيشُ اللُهامُ |
|
فَأَيَّ حِمىً أَباحَتهُ اللَيالي | |
|
| وَلَم يَكُ عِزُّهُ مِمّا يُرامُ |
|
رَمَتهُ مِنَ الحَوادِثِ كَفُّ رامٍ | |
|
| مُصيبٍ لا تَطيشُ لَهُ سِهامُ |
|
فَما أَغنَت أَسِنَّتُها المَواضي | |
|
| وَلا مَنَعَت عَشيرَتُها الكِرامُ |
|
إِلى مَن يَفزَعُ الجاني وَيَأوي ال | |
|
| طَريدُ وَيَستَجيرُ المُستَضامُ |
|
فَلا جودٌ غَداةَ ثَوَيتِ يُرجى | |
|
| مَخيلَتُهُ وَلا كَرَمٌ يُشامُ |
|
وَسيمَت بَعدَكِ العَلياءُ ضَيماً | |
|
| وَكانَت في حَياتِكِ لا تُضامُ |
|
فَوَجهُ الأَرضِ بَعدَكِ مُقشَعِرُّ ال | |
|
| ثَرى وَالمُزنُ مُخلِفَةٌ جَهامُ |
|
وَكُنتِ النَجمَ جَدَّ بِهِ أُفولٌ | |
|
| وَشَمسُ الأَرضِ وَاراها الظَلامُ |
|
وَبَدرُ التِمِ عاجَلَهُ سَرارٌ | |
|
| وَأَسلَمَهُ إِلى النَقصِ التَمامُ |
|
كَريمَةَ قَومِها لَو أَنَّ خَلقاً | |
|
| يَكونُ لَهُ عَنِ المَوتِ اِعتِصامُ |
|
لَحامَت عَنكِ أَسيافٌ حِدادٌ | |
|
| وَجُردٌ في أَعِنَّتِها صِيامُ |
|
وَلَو دَفَعَ الرَدى المَحتومِ بَأسٌ | |
|
| وَإِقدامٌ وَرَأيٌ وَاِعتِزامُ |
|
وَقاكِ حِمامَكِ البَطَلُ المُحامي | |
|
| أَبوكِ وَعَمُّكِ اللَيثُ الهُمامُ |
|
وَقارَعَ مِن بُناةِ المَجدِ آلَ ال | |
|
| مُظَفَّرِ عَنكِ أَنجادٌ كِرامُ |
|
بِكُلِّ يَدٍ يَكادُ يَذوبُ فيها | |
|
| لِشِدَّةِ بَأسِ حامِلِهِ الحُسامُ |
|
حَلَلتِ بِموحِشِ الأَرجاءِ قَفرٍ | |
|
| غَدا ما لِلأَنيسِ بِهِ مُقامُ |
|
وَلا ضَحِكَ الثَرى مُذ بِنتِ عَنهِ | |
|
| بِنُوّارٍ وَلا هَطَلَ الغَمامُ |
|
وَلا مالَت بِدَوحَتِها غُصونٌ | |
|
| وَلا غَنَّت عَلى الأَيكِ الحَمامُ |
|
وَلا خَطَرَت عَلى رَوضٍ شَمالٌ | |
|
| وَلا سَفَرَت عَنِ النَورِ الكِمامُ |
|
مَضيتِ سَليمَةً مِن كُلِّ عابٍ | |
|
| عَلى قَبرٍ حَلَلتِ بِهِ السَلامُ |
|