لِيَهنِكِ أَنَّ عَيني ما تَنامُ | |
|
| وَأَنِّي فيكِ صَبٌّ مُستَهامُ |
|
وَأَنَّ القَلبَ بَعدَكِ ما اِستَقَرَّت | |
|
| نَوافِرُهُ وَلا بَرَدَ الغَرامُ |
|
جُنِنتُ وَما اِنقَضى عَنّا ثُلُثٌ | |
|
| فَكَيفَ إِذا اِنطوى عامٌ وَعامُ |
|
يَلومُ عَليكِ خالٍ مِن غَرامي | |
|
| رُوَيدَكَ أَينَ سَمعي وَالمَلامُ |
|
سُلُوٌّ مِثلُ عَطفِكِ لا يُرَجّى | |
|
| وَصَبرٌ مِثلُ وَصلِكِ لا يُرامُ |
|
وَكَيفَ أُطيعُ عُذّالي وَعِندي | |
|
| هُمومٌ قَد سَهِرتُ لَها وَناموا |
|
وَنارٍ أوقِدَت بِالغَورِ وَهناً | |
|
| فَشُبَّ لَها عَلى كَبِدي ضِرامُ |
|
ذَكَرتُ بِها زَمانَ هَوىً وَوَصلٍ | |
|
| جَنِيٍّ لِلصِبى فيهِ غَرامُ |
|
يُقيمُ مَواسِمَ اللَذاتِ فيهِ | |
|
| وُجوهٌ مِن بَني حَسَنٍ وِسامُ |
|
وَأَيّاماً بِكاظِمَةٍ قِصاراً | |
|
| عَلى أَيّامِ كاظِمَةَ السَلامُ |
|
نَشَدتُكِ يا حَماماتِ المُصَلّى | |
|
| مَتى رُفِعَت عَنِ الخَيفِ الخِيامُ |
|
وَهَل زالَت مَعَ الأَظعانِ عَنها | |
|
| بُدورٌ لا يُزايِلُها التَمامُ |
|
وَمايَلَني عَنِ الخُلَصاءِ رامٍ | |
|
| مُصيبٌ لا تَطيشُ لَهُ سِهامُ |
|
يُخَيَّلُ أَن تُصَوِّرَهُ الأَماني | |
|
| لِعَيني أَو يُمَثِّلَهُ المَنامُ |
|
فَأَسقَمَني بِأَجفانٍ مِراضٍ | |
|
| وَأَقسَمَ لا يُفارِقُني السِقامُ |
|
ثَنى عِطفي لَهُ ذاكَ التَثَنّي | |
|
| وَقامَ بِجُجَّتي فيهِ القَوامُ |
|
يُعيرُ البانَ خَطوَتُهُ اِعتِدالاً | |
|
| وَيَسكَرُ مِن لَواحِظِهِ المُدامُ |
|
وَحُمِّلَ خَصرُهُ ما حَمَّلَتنا | |
|
| أَيادٍ مِن أَبي نَصرٍ جِسامُ |
|
فَتىً يَدُهُ تَحِنُّ إِلى العَطايا | |
|
| كَما حَنَّ المَشوقُ المُستَهامُ |
|
لَها شِيَمٌ يَفوحُ لَها أَريجٌ | |
|
| كَما اِنفَتَقَت عَنِ الرَوضِ الكِمامُ |
|
تُشَدُّ إِلَيهِ أَكوارُ المَطايا | |
|
| كَأَنَّ فِناءَهُ البَلَدُ الحَرامُ |
|
وَلا جَهمٌ وَقَد أَلقَت عَصاها | |
|
| بِساحَتِهِ الوُفودُ وَلا جَهامُ |
|
إِذا جادَت يَداهُ وَجادَ صَوبُ ال | |
|
| حَيا لَم يُدرَ أَيُّهُما الغَمامُ |
|
وَإِن ضَنَّت سَحائِبُهُ سَقانا | |
|
| سَحابٌ مِن مَوارِدِهِ رُكامُ |
|
لَهُ جودٌ وَبَأسٌ وَاِصطِناعٌ | |
|
| وَإِرغامٌ وَعَفوٌ وَاِنتِقامُ |
|
تَخافُ سُطاهُ أَحداثُ اللَيالي | |
|
| وَتَصغَرُ عِندَهُ النُوَبُ العِظامُ |
|
مُجيرٌ لا يُضامُ لَدَيهِ جارٌ | |
|
| وَراعٍ لا يُراعُ لَهُ سَوامُ |
|
أَمِنتُ صُروفَ أَيّامي فَظُلمي | |
|
| عَلى الأَيّامِ مَحظورٌ حَرامُ |
|
وَقَد أَمسى عِمادُ الدينِ جاري | |
|
| وَجارُ بَني المُظَفَّرِ لا يُضامُ |
|
مِنَ القَومِ الَّذينَ لَهُم وُجوهٌ | |
|
| وَإِحسانٌ يُضيءُ بِهِ الظَلامُ |
|
عَتادُهُمُ مُثَقَّفَةٌ رِقاقٌ | |
|
|
|
إِذا عَرِيَت سُيوفُهُمُ المَواضي | |
|
| فَلَيسَ سِوى النُفوسُ لَها طَعامُ |
|
سَخَوا وَسَطَوا فُهُم حَياةٌ | |
|
| لِمَن يَرجوهُمُ وَهُمُ حِمامُ |
|
فَقُل يا دَهرُ لِلبُخَلاءِ عَنّي | |
|
| حَظَرتُ عَلَيَّ ما يَهَبُ اللِئامُ |
|
وَإِن ضَنَّت بِآمالي فَأَضحَت | |
|
| مَصاعِبُ لا يَلينُ لَها خِطامُ |
|
وَكَرَّ عَلى الحِيَاضِ مُحَلَّآتٍ | |
|
| حَوائِمُ لا يُبَلُّ لَها هِيامُ |
|
فَأَحمَيتُ القَوافي عَن رِجالٍ | |
|
| مَديحي فيهِمُ عارٌ وَذامُ |
|
وَزُرتُ بِها حِمى مَلِكٍ كَريمٍ | |
|
| يُبَخَّلُ حينَ تَذكُرُهُ الكِرامُ |
|
فَلا نابي المَضارِبِ حينَ نَرمي | |
|
| بِحَدَّيهِ الخُطوبَ وَلا كَهامُ |
|
أَقامَ نَداكَ لِلآدابِ سوقاً | |
|
| وَكانَت عِندَ غَيرِكَ لا تُقامُ |
|
فَخُذ مِنّي الثَناءَ بِقَدرِ وُسعي | |
|
| فَقَدرُ عُلاكَ شَيءٌ لا يُرامُ |
|
ثَناءً فيكَ لَم يُمدَح قَديماً | |
|
| بِجودَتِهِ الوَليدُ وَلا هِشامُ |
|