لا تَدعُ بي الشَوقَ إِني غَيرُ مَعمودِ | |
|
| نَهى النُهى عَن هَوى الهَيفِ الرَعاديدِ |
|
لَو شِئتُ لا شِئتُ راجَعتُ الصِبى وَمَشَت | |
|
| فِيَّ العُيونُ وَفاتَتني بِمَجلودِ |
|
سَل لَيلَةَ الخَيفِ هَل أَمضَيتُ آخِرَها | |
|
| بِالراحِ تَحتَ نَسيمِ الخُرَّدِ الغيدِ |
|
شَجَّجتُها بِلُعابِ المُزنِ فَاِغتَزَلَت | |
|
| نَسجَينِ مِن بَينِ مَحلولٍ وَمَعقودٍ |
|
كِلا الجَديدَينِ قَد أُطعِمَتُ حَبرَتَهُ | |
|
| لَو آلَ حَيٌّ إِلى عُمرٍ وَتَخليدِ |
|
أَهلاً بِوافِدَةٍ لِلشَيبِ واحِدَةٍ | |
|
| وَإِن تَراءَت بِشَخصٍ غَيرِ مَودودِ |
|
لا أَجمَعُ الحِلمَ وَالصَهباءَ قَد سَكَنَت | |
|
| نَفسي إِلى الماءِ عَن ماءِ العَناقيدِ |
|
لَم يَنهَني فَنَدٌ عَنها وَلا كِبَرٌ | |
|
| لَكِن صَحَوتُ وَغُصني غَيرَ مَخضودِ |
|
أَوفى بِيَ الحِلمُ وَاِقتادَ النُهى طَلَقاً | |
|
| شَأوى وَعِفتُ الصِبا مِن غَيرِ تَفنيدِ |
|
إِذا تَجافَت بِيَ الهِمّاتُ عَن بَلَدٍ | |
|
| نازَعتُ أَرضاً وَلَم أَحفِل بِتَمهيدِ |
|
لا تَطَّبيني المُنى عَن جَهدِ مُطَّلَبٍ | |
|
| وَلا أَحولُ لِشَيءٍ غَيرِ مَوجودِ |
|
وَمَجهَلٍ كَاطِّرادِ السَيفِ مُحتَجِزٍ | |
|
| عَنِ الأَدِلّاءِ مَسجورِ الصَياخيدِ |
|
تَمشي الرِياحُ بِهِ حَسرى مُوَلَّهَةً | |
|
| حَيرى تَلوذُ بِأَكنافِ الجَلاميدِ |
|
مُوَقَّفِ المَتنِ لا تَمضي السَبيلَ بِهِ | |
|
| إِلّا التَخَلُّلَ رَيثاً بَعدَ تَجهيدِ |
|
قَرَيتُهُ الوَخدَ مِن خَطّارَةٍ سُرُحٍ | |
|
| تَفري الفَلاةَ بِإِرقالٍ وَتَوخيدِ |
|
إِلَيكَ بادَرتُ إِسفارَ الصَباحِ بِها | |
|
| مِن جِنحِ لَيلٍ رَحيبِ الباعِ مَمدودِ |
|
وَبَلدَةٍ ذاتِ غَولٍ لا سَبيلَ بِها | |
|
| إِلّا الظُنونُ وَإِلّا مَسرَحُ السيدِ |
|
كَأَنَّ أَعلامَها وَالآلُ يَركَبُها | |
|
| بُدنٌ تَوافى بِها نَذرٌ إِلى عيدِ |
|
كَلَّفتُ أَهوالَها عَيناً مُؤَرَّقةً | |
|
| إِلَيكَ لَولاكَ لَم تُكحَل بِتَسهيدِ |
|
حَتّى أَتَتكَ بِيَ الآمالُ مُطَّلِعاً | |
|
| لِليُسرِ عِندَكَ في سِربالِ مَحسودِ |
|
مِن بَعدِ ما أَلقَتِ الأَيّامُ لي عَرَضاً | |
|
| مُلقى رَهينٍ لِحَدِّ السَيفِ مَصفودِ |
|
وَساوَرَتني بَناتُ الدَهرِ فَاِمتَحَنَت | |
|
| رَبعي بِمُمحِلَةٍ شَهباءَ جارودِ |
|
إِلى بَني حاتِمٍ أَدّى رَكائِبَنا | |
|
| خَوضُ الدُجى وَسُرى المَهرِيَّةِ القُودِ |
|
تَطوي النَهارَ فَإِن لَيلٌ تَخَمَّطَها | |
|
| باتَت تَخَمَّطُ هاماتِ القَراديدِ |
|
مِثلَ السَمامِ بَعيداتِ المَقيلِ إِذا | |
|
| أَلقى الهَجيرُ يَداً في كُلِّ صَيخودِ |
|
حَلَّت بِداوُدَ فَاِمتاحَت وَأَعجَلَها | |
|
| حَذرُ النِعالِ عَلى أَينٍ وَتَحريدِ |
|
أَعطى فَأَفنى المُنى أَدنى عَطِيَّتِهِ | |
|
| وَأَرهَقَ الوَعدَ نُجحاً غَيرَ مَنكودِ |
|
وَاللَهُ أَطفَأَ نارَ الحَربِ إِذ سُعِرَت | |
|
| شَرقاً بِمُوقِدِها في الغَربِ داوُدِ |
|
لَم يَأتِ أَمراً وَلَم يَظهُر عَلى حَدَثٍ | |
|
| إِلّا أُعينَ بِتَوفيقٍ وَتَسديدِ |
|
مُوَحَّدُ الرَأيِ تَنشَقُّ الظُنونُ لَهُ | |
|
| عَن كُلِّ مُلتَبِسٍ مِنها وَمَعقودِ |
|
تُمنى الأُمورُ لَهُ مِن نَحوِ أَوجُهِها | |
|
| وَإِن سَلَكنَ سَبيلاً غَيرَ مَورودِ |
|
إِذا أَباحَت حِمى قَومٍ عُقوبَتُهُ | |
|
| غادى لَهُ العَفوُ قَوماً بِالمَراصيدِ |
|
كَاللَيثِ بَل مِثلُهُ اللَيثُ الهَصورُ إِذا | |
|
| غَنّى الحَديدُ غِناءً غَيرَ تَغريدِ |
|
يَلقى المَنِيَّةَ في أَمثالِ عُدَّتِها | |
|
| كَالسَيلِ يَقذِفُ جُلموداً بِجُلمودِ |
|
إِذا قَصّرَ الرُمحُ لَم يَمشِ الخُطا عَدَداً | |
|
| أَو عَرَّدَ السَيفُ لَم يَهمُم بِتَعريدِ |
|
إِذا رَعى بَلَداً دانى مَناهِلَهُ | |
|
| وَإِن بُنينَ عَلى شَحطٍ وَتَبعيدِ |
|
جَرى فَأَدرَكَ لَم يَعنُف بِمُهلَتِهِ | |
|
| وَاِستَودَعَ البُهرَ أَنفاسَ المَجاويدِ |
|
آلُ المُهَلَّبِ قَومٌ لا يَزالُ لَهُم | |
|
| رِقُّ الصَريحِ وَأَسلابُ المَذاويدِ |
|
مُظَفَّرونَ تُصيبُ الحَربُ أَنفُسَهُم | |
|
| إِذا الفِرارُ تَمَطّى بِالمَحاييدِ |
|
نَجلٌ مَناجيبُ لَم يَعدَم تِلادُهُمُ | |
|
| فَتىً يُرَجّى لِنَقضٍ أَو لِتَوكيدِ |
|
قَومٌ إِذا هَدأَةٌ شامَت سُيوفَهُمُ | |
|
| فَإِنَّها عُقُلُ الكومِ المَقاحيدِ |
|
نَفسي فِداؤكَ يا داودُ إِذ عَلِقَت | |
|
| أَيدي الرَدى بِنَواصي الضُمَّرِ القودِ |
|
داوَيتَ مِن دائِها كَرمانَ وَاِنتَصَفَت | |
|
| بِكَ المَنونُ لِأَقوامٍ مَجاهيدِ |
|
مَلَأنَها فَزَعاً أَخلى مَعاقِلَها | |
|
| مِن كُلِّ أَبلَخَ سامي الطَرفِ صِنديدِ |
|
لَمّا نَزَلتَ عَلى أَدنى بِلادِهِمُ | |
|
| أَلقى إِلَيكَ الأَقاصي بِالمَقاليدِ |
|
لَمَستَهُم بِيَدٍ لِلعَفوِ مُتَّصِلٍ | |
|
| بِها الرَدى بَينَ تَليينٍ وَتَشديدِ |
|
أَتَيتَهُم مِن وَراءِ الأَمنِ مُطَّلِعاً | |
|
| بِالخَيلِ تَردى بِأَبطالٍ مَناجيدِ |
|
وَطارَ في إِثرِ مَن طارَ الفِرارُ بِهِ | |
|
| خَوفٌ يُعارِضُهُ في كُلِّ أُخدودِ |
|
فاتوا الرَدى وَظُباتُ المَوتِ تَنشُدُهُم | |
|
| وَأَنتَ نَصبُ المَنايا غَيرُ مَنشودِ |
|
وَلَو تَلَبَّثَ دَيّانٌ لَها رَوِيَت | |
|
| مِنهُ وَلَكِن شَآها عَدوَ مَزؤودِ |
|
أَحرَزَهُ أَجَلٌ ما كادَ يُحرِزُهُ | |
|
| فَمَرَّ يَطوي عَلى أَحشاءِ مَفؤودِ |
|
وَرَأسُ مِهرانَ قَد رَكَّبتَ قُلَّتَهُ | |
|
| لَدناً كَفاهُ مَكانَ اللَيثِ وَالجيدِ |
|
قَد كانَ في مَعزِلٍ حَتّى بَعَثتَ لَهُ | |
|
| أُمَّ المَنِيَّةِ في أَبنائِها الصيدِ |
|
أَجُنَّ أَم أَسلَمَتهُ الفاضِحاتُ إِلى | |
|
| حَدٍّ مِنَ السَيفِ مَن يَعلَق بِهِ يودِ |
|
أَلحَقتَهُ صاحِبَيهِ فَاِستَمرَّ بِهِم | |
|
| ضَربٌ يُفَرِّقُ ضَبّاتِ القَماحيدِ |
|
أَعذَرَ مَن فَرَّ مِن حَربٍ صَبَرتَ لَها | |
|
| يَومَ الحُصَينِ شِعارٌ غَيرُ مَجحودِ |
|
يَومَ اِستَضَبَّت سِجِستانٌ طَوائِفَها | |
|
| عَلَيكَ مِن طالِبٍ وِتراً وَمَحقودِ |
|
ناهَضتَهُم ذائِدَ الإِسلامِ تَقرَعُهُم | |
|
| عَنهُ ثُلاثَ وَمَثنى بِالمَواحيدِ |
|
تَجودُ بِالنَفسِ إِذ أَنتَ الضَنينُ بِها | |
|
| وَالجودُ بِالنَفسِ أَقصى غايَةِ الجودِ |
|
تِلكَ الأَزارِقُ إِذ ضَلَّ الدَليلُ بِها | |
|
| لَم يُخطِها القَصدُ مِن أَسيافِ داودِ |
|
كانَ الحُصَينُ يُرَجِّي أَن يَفوزَ بِها | |
|
| حَتّى أَخَذتَ عَلَيهِ بِالأَخاديدِ |
|
ما زالَ يَعنُفُ بِالنُعمى وَيَغمِطُها | |
|
| حَتّى اِستَقَلَّ بِهِ عودٌ عَلى عودِ |
|
وَضَعتَهُ حَيثُ تَرتابُ الرِياحُ بِهِ | |
|
| وَتَحسُدُ الطَيرَ فيهِ أَضبُعُ البيدِ |
|
تَغدو الضَواري فَتَرميهِ بِأَعيُنِها | |
|
| تَستَنشِقُ الجَوَّ أَنفاساً بِتَصعيدِ |
|
يَتبَعنَ أَفياءَهُ طَوراً وَمَوقِعَهُ | |
|
| يَلَغنَ في عَلَقٍ مِنهُ وَتَجسيدِ |
|
فَكانَ فارِطَ قَومٍ حانَ مَكرَعُهُم | |
|
| بِأَرضِ زاذانَ شَتّى في المَواريدِ |
|
يَومَ جُراشَةَ إِذ شَيبانُ موجِفَةٌ | |
|
| يَنجونَ مِنكَ بِشِلوٍ مِنهُ مَقدودِ |
|
زاحَفتَهُ بِاِبنِ سُفيانَ فَكانَ لَهُ | |
|
| ثَناءُ يَومٍ بِظَهرِ الغَيبِ مَشهودِ |
|
نَجا قَليلاً وَوافى زَجرُ عائِفِهِ | |
|
| بِيَومِهِ طَيرَ مَنحوسٍ وَمَسعودِ |
|
وَلّى وَقَد جَرَعَت مِنهُ القَنى جُرَعاً | |
|
| حَيَّ المَخافَةِ مَيتاً غَيرَ مَوؤودِ |
|
زالَت خُشاشَتُهُ عَن صَدرِ مُعتَدِلٍ | |
|
| داني الكُعوبِ بَعيدَ الصَدرِ أُملودِ |
|
إِذا السُيوفُ أَصابَتهُ تَقَطَّعَ في | |
|
| سُرادِقٍ بِحَوامي الخَيلِ مَمدودِ |
|
يَفدي بِما نَحَلَتهُ مِن خِلافَتِهِ | |
|
| حُشاشَةَ الرَكضِ مِن جَرداءَ قَيدودِ |
|
حَلَّ اللِواءَ وَخالَ الخِدرَ عائِذَهُ | |
|
| فَعاذَ بِالخِدرِ تِربُ الكاعِبِ الرُوَدِ |
|
وَإِن يَكُن شَبَّها حَرباً وَقَد خَمَدَت | |
|
| فَنائِياً حَيثُ لا هَيدٍ وَلا هيدِ |
|
كُلٌّ مَثَلتَ بِهِ في مِثلِ خُطَّتِهِ | |
|
| قَتلاً وَأَضجَعتَهُ في غَيرِ مَلحودِ |
|
عافوا رِضاكَ فَعاقَتهُم بِعَقوَتِهِم | |
|
| عَنِ الحَياةِ مَناياهُم لِمَوعودِ |
|
وَأَنتَ بِالسِندِ إِذ هاجَ الصَريخُ بِها | |
|
| وَاِستَنفَدَت حَربُها كَيدَ المَكاييدِ |
|
وَاِستَغزَرَ القَومُ كَأساً مِن دِمائِهِمُ | |
|
| وَأَحدَقَ المَوتُ بِالكُرّارِ وَالحيدِ |
|
رَدَدتَ أَهمالَها القُصوى مُخَيَّسَةً | |
|
| وَشِمتَ بِالبيضِ عَوراتِ المَراصيدِ |
|
كُنتَ المُهَلَّبَ حَتّى شَكَّ عالِمُهُم | |
|
| ثُمَّ اِنفَرَدتَ وَلَم تُسبَق بِتَسويدِ |
|
لَم تَقبَلِ السِلمَ إِلّا بَعدَ مَقدِرَةٍ | |
|
| وَلا تَأَلَّفتَ إِلّا بَعدَ تَبديدِ |
|
حَتّى أَجابوكَ مِن مُستَأمِنٍ حَذِرٍ | |
|
| راجٍ وَمُنتَظِرٍ حَتفاً وَمَثمودِ |
|
أَهدى إِلَيكَ عَلى الشَحناءِ أُلفَتَهُم | |
|
| مَوتٌ تَفَرَّقَ في شَتّى عَباديدِ |
|
وَفي يَدَيكَ بَقايا مِن سَراتِهِمُ | |
|
| هُمُ لَدَيكَ عَلى وَعدٍ وَتَوعيدِ |
|
إِن تَعفُ عَنهُم فَأَهلُ العَفوِ أَنتَ وَإِن | |
|
| تُمضِ العِقابَ فَأَمرٌ غَيرُ مَردودِ |
|
إِسمَع فَإِنَّكَ قَد هَيَّجتَ مَلحَمَةً | |
|
| وَفَدتَ مِنها بِأَرواحِ الصَناديدِ |
|
اِقذِف أَبا مَلِكٍ فيها يَكُنكَ بِها | |
|
| وَيَسعَ فيها بِجَدٍّ مِنكَ مَجدودِ |
|
يَمضي بِعَزمِكَ أَو يَجري بِشَأوِكَ أَو | |
|
| يَفري بِحَدِّكَ كَلٌّ غَيرُ مَحدودِ |
|
لا يَعدَمنَكَ حِمى الإِسلامِ مِن مَلِكٍ | |
|
| أَقَمتَ قُلَّتَهُ مِن بَعدِ تَأويدِ |
|
كَفَيتَ في المُلكِ حَتّى لَم يَقِف أَحَدٌ | |
|
| عَلى ضَياعٍ وَلَم يَحزَن لِمَفقودِ |
|
أَعطَيتَهُم مِنكَ نُصحاً لا كَفاءَ لَهُ | |
|
| وَأَيَّدوكَ بِرُكنٍ غَيرَ مَهدودِ |
|
لَم يَبعَثِ الدَهرُ يَوماً بَعدَ لَيلَتِهِ | |
|
| إِلّا اِنبَعَثتَ لَهُ بِالبَأسِ وَالجودِ |
|
أَجرى لَكَ اللَهُ أَيّامَ الحَياةِ عَلى | |
|
| فِعلٍ حَميدٍ وَجَدٍّ غَيرِ مَنكودِ |
|
لا يَفقِدِ الدينُ خَيلاً أَنتَ قائِدُها | |
|
| يُعهَدنَ في كُلِّ ثَغرٍ غَيرِ مَعهودِ |
|
مُحَمَّلاتٍ إِذا آبَت غَنائِمُها | |
|
| وَمُقدِماتٍ عَلى نَصرٍ وَتَأيِيدِ |
|
هُناكَ أَنَّكَ مَغدى كُلِّ مُلتَمِسٍ | |
|
| جوداً وَأَنَّكَ مَأوى كُلِّ مَطرودِ |
|
تَستَأنِفُ الحَمدَ في دَهرٍ أَوائِلُهُ | |
|
| مَوسومَةٌ بِفَعالٍ مِنكَ مَحمودِ |
|
إِذا عَزَمتَ عَلى أَمرٍ بَطَشتَ بِهِ | |
|
| وَإِن أَنَلتَ فَنَيلاً غَيرَ تَصريدِ |
|
عَوَّدتَ نَفسَكَ عاداتٍ خُلِقتَ لَها | |
|
| صِدقَ الحَديثِ وَإِنجازَ المَواعيدِ |
|