أَلا حَيِّ رَهبى ثُمَّ حَيِّ المَطالِيا | |
|
| فَقَد كانَ مَأنوساً فَأَصبَحَ خالِيا |
|
فَلا عَهدَ إِلّا أَن تَذَكَّرَ أَو تَرى | |
|
| ثُماماً حَوالي مَنصَبِ الخَيمِ بالِيا |
|
أَلا أَيُّها الوادي الَّذي ضَمَّ سَيلُهُ | |
|
| إِلَينا نَوى ظَمياءَ حُيِّيتَ وادِيا |
|
إِذا ما أَرادَ الحَيُّ أَن يَتَزايَلوا | |
|
| وَحَنَّت جِمالُ الحَيِّ حَنَّت جِمالِيا |
|
فَيا لَيتَ أَنَّ الحَيَّ لَم يَتَفَرَّقوا | |
|
| وَأَمسى جَميعاً جيرَةً مُتَدانِيا |
|
إِذا نَحنُ في دارِ الجَميعِ كَأَنَّما | |
|
| يَكونُ عَلَينا نِصفُ حَولٍ لَيالِيا |
|
إِلى اللَهِ أَشكو أَنَّ بِالغَورِ حاجَةً | |
|
| وَأُخرى إِذا أَبصَرتُ نَجداً بَدا لِيا |
|
نَظَرتُ بِرَهبى وَالظَعائِنُ بِاللِوى | |
|
| فَطارَت بِرَهبى شُعبَةٌ مِن فُؤادِيا |
|
وَما أَبصَرَ الناسُ الَّتي وَضَحَت لَهُ | |
|
| وَراءَ خُفافِ الطَيرِ إِلّا تَمادِيا |
|
وَكائِن تَرى في الحَيِّ مِن ذي صَداقَةٍ | |
|
| وَغَيرانَ يَدعو وَيلَهُ مِن حِذارِيا |
|
إِذا ذُكِرَت لَيلى أُتيحَ لِيَ الهَوى | |
|
| عَلى ما تَرى مِن هِجرَتي وَاجتِنابِيا |
|
خَليلَيَّ لَولا أَن تَظُنّا بِيَ الهَوى | |
|
| لَقُلتُ سَمِعنا مِن عَقيلَةَ داعِيا |
|
قِفا فَاِسمَعا صَوتَ المُنادي لَعَلَّهُ | |
|
| قَريبٌ وَما دانَيتُ بِالوُدِّ دانِيا |
|
إِذا ما جَعَلتُ السِيَّ بَيني وَبَينَها | |
|
| وَحَرَّةَ لَيلى وَالعَقيقَ اليَمانِيا |
|
رَغِبتُ إِلى ذي العَرشِ مَولى مُحَمَّدٍ | |
|
| لِيَجمَعَ شَعباً أَو يُقَرِّبَ نائِيا |
|
أَذا العَرشِ إِنّي لَستُ ما عِشتُ تارِكاً | |
|
| طِلابَ سُلَيمى فَاِقضِ ما كُنتَ قاضِيا |
|
وَلَو أَنَّها شاءَت شَفَتني بِهَيِّنٍ | |
|
| وَإِن كانَ قَد أَعيا الطَبيبَ المُداوِيا |
|
سَأَترُكُ لِلزُوّارِ هِنداً وَأَبتَغي | |
|
| طَبيباً فَيَبغيني شِفاءً لِما بِيا |
|
فَإِنَّكِ إِن تُعطَي قَليلاً فَطالَما | |
|
| مَنَعتِ وَحَلَّأتِ القُلوبَ الصَوادِيا |
|
دُنُوَّ عِتاقِ الخَيلِ لِلزَجرِ بَعدَما | |
|
| شَمَسنَ وَوَلَّينَ الخُدودَ العَواصِيا |
|
إِذا اكتَحَلَت عَيني بِعَينِكِ مَسَّني | |
|
| بِخَيرٍ وَجَلّى غَمرَةً عَن فُؤادِيا |
|
وَيَأمُرُني العُذّالُ أَن أَغلُبَ الهَوى | |
|
| وَأَن أَكتُمَ الوَجدَ الَّذي لَيسَ خافِيا |
|
فَيا حَسَراتِ القَلبِ في إِثرِ مَن يُرى | |
|
| قَريباً وَيُلفى خَيرُهُ مِنكَ نائِيا |
|
تُعَيِّرُني الإِخلافَ لَيلى وَأَفضَلَت | |
|
| عَلى وَصلِ لَيلى قُوَّةٌ مِن حِبالِيا |
|
فَقولا لِواديها الَّذي نَزَلَت بِهِ | |
|
| أَوادِيَ ذي القَيصومِ أَمرَعتَ وادِيا |
|
فَقَد خِفتُ أَلّا تَجمَعَ الدارُ بَينَنا | |
|
| وَلا الدَهرُ إِلّا أَن تُجِدَّ الأَمانِيا |
|
أَلا طَرَقَت شَعثاءُ وَاللَيلُ مُظلِمٌ | |
|
| أَحَمَّ عُمانِيّاً وَأَشعَثَ ماضِيا |
|
لَدى قَطَرِيّاتٍ إِذا ما تَغَوَّلَت | |
|
| بِنا البيدُ غاوَلنَ الحُزونَ القَياقِيا |
|
تَخَطّى إِلَينا مِن بَعيدٍ خَيالُها | |
|
| يَخوضُ خُدارِيّاً مِنَ اللَيلِ داجِيا |
|
فَحُيِّيتَ مِن سارٍ تَكَلَّفَ مَوهِناً | |
|
| مَزاراً عَلى ذي حاجَةٍ مُتَراخِيا |
|
يَقولُ لِيَ الأَصحابُ هَل أَنتَ لاحِقٌ | |
|
| بِأَهلِكَ إِنَّ الزاهِرِيَّةَ لا هِيا |
|
لَحِقتُ وَأَصحابي عَلى كُلِّ حُرَّةٍ | |
|
| وَخودٍ تَبارى الأَحبَشِيَّ المَكارِيا |
|
تَرامَينَ بِالأَجوازِ في كُلِّ صَفصَفٍ | |
|
| وَأَدنَينَ مِن خَلجِ البُرينِ الذَفارِيا |
|
إِذا بَلَّغَت رَحلي رَجيعٌ أَمَلَّها | |
|
| نُزولِيَ بِالمَوماةِ ثُمَّ اِرتِحالِيا |
|
مُخَفِّقَةٌ يَجري عَلى الهَولِ رَكبُها | |
|
| عِجالاً بِها ما يَنظُرونَ التَوالِيا |
|
يُخالُ بِها مَيتُ الشِخاصِ كَأَنَّهُ | |
|
| قَذى عَرَقٍ يَضحى بِهِ الماءُ طامِيا |
|
لَشَقَّ عَلى ذي الحِلمِ أَن يَتبَعَ الهَوى | |
|
| وَيَرجو مِنَ الأَقصى الَّذي لَيسَ لاقِيا |
|
وَإِنّي لَعَفُّ الفَقرِ مُشتَرَكُ الغِنى | |
|
| سَريعٌ إِذا لَم أَرضَ داري اِحتِمالِيا |
|
جَريءُ الجَنانِ لا أُهالُ مِنَ الرَدى | |
|
| إِذا ما جَعَلتُ السَيفَ مِن عَن شِمالِيا |
|
وَإِنّي لَأَستَحيِيكَ وَالخَرقُ بَينَنا | |
|
| مِنَ الأَرضِ أَن تَلقى أَخاً لِيَ قالِيا |
|
وَقائِلَةٍ وَالدَمعُ يَحدِرُ كُحلَها | |
|
| أَبَعدَ جَريرٍ تُكرِمونَ المَوالِيا |
|
فَرُدّي جِمالَ البَينِ ثُمَّ تَحَمَّلي | |
|
| فَما لَكِ فيهِم مِن مَقامٍ وَلا لِيا |
|
تَعَرَّضتُ فَاِستَمرَرتَ مِن دونِ حاجَتي | |
|
| فَحالَكَ إِنّي مُستَمِرٌّ لِحاِيا |
|
وَإِنّي لَمَغرورٌ أُعَلَّلُ بِالمُنى | |
|
| لَيالِيَ أَرجو أَنَّ مالَكَ مالِيا |
|
فَأَنتَ أَبي ما لَم تَكُن لِيَ حاجَةٌ | |
|
| فَإِن عَرَضَت أَيقَنتُ أَن لا أَبا لِيا |
|
بِأَيِّ نِجادٍ تَحمِلُ السَيفَ بَعدَما | |
|
| قَطَعتَ القُوى مِن مِحمَلٍ كانَ باقِيا |
|
بِأَيِّ سِنانٍ تَطعُنُ القَومَ بَعدَما | |
|
| نَزَعتَ سِناناً مِن قَناتِكَ ماضِيا |
|
أَلَم أَكُ ناراً يَصطَليها عَدُوُّكُم | |
|
| وَحِرزاً لِما أَلجَأتُمُ مِن وَرائِيا |
|
وَباسِطَ خَيرٍ فيكُمُ بِيَمينِهِ | |
|
| وَقابِضَ شَرٍّ عَنكُمُ بِشَمالِيا |
|
إِذا سَرَّكُم أَن تَمسَحوا وَجهَ سابِقٍ | |
|
| جَوادٍ فَمُدّوا وَاِبسُطوا مِن عِنانِيا |
|
أَلا لا تَخافا نَبوَتي في مُلِمَّةٍ | |
|
| وَخافا المَنايا أَن تَفوتَكُما بِيا |
|
أَنا اِبنُ صَريحَي خِندِفٍ غَيرَ دِعوَةٍ | |
|
| يَكونُ مَكانُ القَلبِ مِنها مَكانِيا |
|
وَلَيسَ لِسَيفي في العِظامِ بَقِيَّةٌ | |
|
| وَلِلسَيفِ أَشوى وَقعَةً مِن لِسانِيا |
|
أَبِالمَوتِ خَشَّتني قُيونُ مُجاشِعٍ | |
|
| وَما زِلتُ مَجنِيّاً عَلَيَّ وَجانِيا |
|
وَما مَسَحَت عِندَ الحِفاظِ مُجاشِعٌ | |
|
| كَريماً وَلا مِن غايَةِ المَجدِ دانِيا |
|
دَعوا المَجدَ إِلّا أَن تَسوقوا كَزومَكُم | |
|
| وَقَيناً عِراقِيّاً وَقَيناً يَمانِيا |
|
تَراغَيتُمُ يَومَ الزُبَيرِ كَأَنَّكُم | |
|
| ضِباعٌ بِذي قارٍ تَمَنّى الأَمانِيا |
|
وَآبَ اِبنُ ذَيّالٍ بِأَسلابِ جارِكُم | |
|
| فَسُمّيتُمُ بَعدَ الزُبَيرِ الزَوانِيا |
|