إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
لا لَمْ أَنَمْ، بلْ قد أَرِقْتُ و للصُّداعِ رحىً تَدورْ |
وبمحجريَّ مِنَ الهمومِ لَظىً، وَفي رَأْسي نُدورْ |
والغُرْبةُ اللَّيْلاءُ في عُمري أُوامٌ لا يَحورْ |
عَقمَتْ جنيفُ فلا أنيسَ ولا حبيسَ ولا سُرورْ |
وحدي أعدُّ دقائقي وأضيعُ في تِيه ِ الدُّهورْ |
بينَ التَّأَلُّم ِ والتَّأَمُّل ِ في الْتِباسات ِ الأُمورْ |
حَيْرانُ أفتقدُ المعالِمَ، لا حِجابَ ولا سُفورْ |
سكرانُ أبتدرُ الصَّلاةَ، وخمرتي صبُرٌ طَهورْ |
أَسْهو وأَصْحو والدُّجى ساجٍ وفي نفسي فُتُورْ |
وأظَلُّ في شبْهِ الكرى متقلِّباً حتى أخورْ |
فأغيبُ عن دُنيا شعوري في ضَبابِ اللاشعورْ |
ماذا؟ أأنباءُ الغيوبِ غداً، وسُكَّانُ القُبورْ |
مِنْ كلِّ فجِّ ينسلونَ كأنهُ يومُ النُّشورْ |
يَتَدافَعُونَ بقضِّهِم وقَضيضِهِم عَبْرَ العُصورْ |
كُلُّ يُسارِعُ في مُناهُ، وإنَّها لَمُنى غَرورْ |
وأنا أحسُّ بكاهلي الأعباءَ قاصمةَ الظُّهورْ |
أعباءَ كُلِّ الخلْقِ! وَيْلي كِدْتُ إعياءً أَمُورْ |
وكأنَّما اجتمعَتْ على صدري مُلمَّاتُ الصُّدورْ |
فالأَرْضُ تحملَني على مَضَضٍ وتوشكُ أن تَفورْ |
وفتحتُ عَيْنَيْ يقظةٍ غَرْثى، وفي حَلْقي حَرورْ |
وشَرَعْتُ أَصْحو مُثْقَلَ الأنفاسِ مَبْهورَ الشُّعورْ |
وفمي الأجَفُّ كأنَّ في جَنَباتِهِ نَبَتَتْ بُثُورْ |
أغْمَضْتُ عيني مرَّةً أُخرى، ومَزَّقْتُ السُّتورْ |
وَمَضَيْتُ أرنُو في كتابِ الغَيْبِ ما بينَ السُّطورْ |
فرأيْتُ أَهْوالاً º وكانَ الْحَقُّ مِنْ غَيْظٍ يَفُورْ: |
بحرٌ منَ الظُّلُماتِ، والظُّلْمِ المؤَجَّجِ، والشُّرورْ |
والكَوْنُ بالغُربانِ عجَّ، فلا صُقورَ ولا نُسورْ |
وَأَلَمَّ بي، أو كادَ، يأْسٌ: فالدُّنى خَتْلٌ وَزُورْ |
ونظَرْتُ والأحْلاكُ تدفَعُ نظرَتي خلْفَ الْحُسورْ |
فَلَمَحْتُ في بَوْنِ الدُّجى الْمَسحوبِ مُنْبلجَ البُكورْ |
ورأيْتُ صَرْحَ الْمَجْدِ ينتظرُ الْجَسورَ ولا جَسورْ |
وَوَجَدْتُ هَمَّ العالَمينَ بقلبِ إيماني يَسُورْ |
وكَأَنَّ إِنْقَاذَ الوُجُودِ عَلَيَّ مِحْوَرُه يَدورْ |
ورأيْتُني، وأنا.. أنا المِسْكينُ، كالأسدِ الهَصورْ |
وحدي، تسلَّقْتُ الرياحَ الهَوْجَ، سُوراً إِثْرَ سُورْ |
وَمِنَ الذُّرى أبْصَرْتُ دَرْبَ الخُلْدِ رَشَّتْهُ العُطورْ |
وَتَلامَعَتْ في مُنْتَهاهُ طُيوفُ جَنَّاتٍ وَحُورْ |
وسَمِعْتُ ثَمَّ هَواتِفَ الأقدارِ: حَيَّ عَلَى العُبورْ |
فَقَذَفْتُ نفسي! غَيْرَ أَنِّي شِمْتُ أجْنحةَ الطُّيورْ |
بُسِطَتْ لِتحملني، وحطَّتْ بي على جَدَدِ المُرورْ |
فتحتُ عيني، والخلافةُ في رُؤى أَمَلي الغَيورْ |
والرُّوحُ يَقظى، والأمانةُ في دَمي نارٌ وَنُورْ |
والعَهْدُ في عُنُقي، وأمرُ اللهِ، في عَزْمي يَثورْ |