إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
بعدما أنزلوني، سمعت الرياح |
في نواح طويل تسف النحيل |
والخطى وهي تنأى . إذن فالجراح |
والصليب الذي سمروني عليه طوال الأصيل |
لم تمتني . و أنصت: كان العويل |
يعبر السهل بيني و بين المدينه |
مثل حبل يشد السفينه |
وهي تهوي إلى القاع . كان النواح |
مثل خيط من النور بين الصباح |
.و الدجى، في سماء الشتاء الحزينه |
.ثم تغفو، على ما تحس، المدينه |
حينما يزهر التوت و البرتقال |
حين تمتد جيكور حتى حدود الخيال |
حين تخضر عشباً يغني شذاها |
،و الشموس التي أرضعتها سناها |
،حين يخضر حتى دجاها |
.يلمس الدفء قلبي، فيجري دمي في ثراها |
قلبي الشمس إذا تنبض الشمس نورا |
،قلبي الأرض، تنبض قمحا، و زهرا، وماء نميرا |
قلبي الماء، قلبي هو السنبل |
.موته البعث، يحيا بمن يأكل |
في العجين الذي يستدير |
ويدحى كنهد صغير، كثدي الحياه |
.مت بالنار: أحرقت ظلماء طيني ن فظل الإله |
.كنت بدء، وفي البدء كان الفقير |
،مت، كي يؤكل الخبز باسمي، لكي يزرعوني مع الموسم |
كم حياة سأحيا: ففي كل حفره |
،صرت مستقبلا، صرت بذره |
صرت جيلا من الناس، في كل قلب دمي |
.قطرة منه أو بعض قطره |
..هكذا عدت، فاصفر لما رآني يهوذا |
فقد كنت صره |
كان ظلا، قد اسود مني، وتمثال فكره |
جمدت فيه واستلت الروح منها |
خاف أن تفضح الموت في ماء عينيه |
عيناه صخره |
راح فيها يواري عن الناس قبره |
.خاف من دفئها، من محال عليه، فخبر عنها |
أنت؟ أم ذاك ظلي قد ابيض وارفض نورا؟ |
.أنت من عالم الموت تسعى؟ هو الموت مره |
هكذا قال آباؤنا، هكذا علمونا، فهل كان زورا؟ |
.ذاك ما ظن لما رآني، وقالته نظره |
قدم تعو، قدم، قدم |
القبر يكاد بوقع خطاها ينهدم |
أترى جاءوا؟ من غيرهم؟ |
قدم .. قدم .. قدم |
،ألقيت الصخر على صدري |
.أو ما صلبوني أمس؟ .. فها أنا في قبر |
فليأتوا إني في قبري |
من يدري أني ..؟ من يدري؟ |
ورفاق يهوذا؟ من سيصدق ما زعموا؟ |
..قدم |
.قدم |
: ها أنا الآن عريان في قبري المظلم |
،كنت بالأمس ألتف كالظن، البرعم |
،تحت أكفاني الثلج، يخضل زهر الدم |
كنت كالظل بين الدجى و النهار |
.ثم فجرت نفسي كنوزا فعريتها كالثمار |
حين فصلت جيبي قماطا وكمي دثار |
حين دفأت يوما بلحمي عظام الصغار |
حين عريت جرحي، وضمدت جرحا سواه |
.حطم السور بيني و بين الإله |
فاجأ الجند حتى جراحي ودقات قلبي |
فاجأوا كل ما ليس موتا و إن كان في مقبره |
فاجأوني كما فاجأ النخلة المثمره |
.سرب جوعى من الطير في قرية مقفره |
أعين البندقيات يأكل دربي |
شرع تحلم النار فيها بصلبي |
إن تكن من حديد ونار، فأحداق شعبي |
من ضياء السموات، من ذكريا وحب |
تحمل العبء عني فيندى صليبي، فما أصغره |
.ذلك الموت، موتي، وما أكبره |
بعد أن سمروني و ألقيت عيني نحو المدينه |
: كدت لا أعرف السهل و السور و المقبره |
،كان شئ، مدى ما ترى العين |
،كالغابة المزهره |
.كان، في كل مرمى، صليب و أم حزينه |
قدس الرب |
.هذا مخاض المدينه |