أَلا هَتَفَتْ بِالأَيْكِ سَاجِعَةُ الْقُمْرِ | |
|
| فَطُفْ بِالْحُمَيَّا فَهْيَ رَيْحَانَةُ الْعُمْرِ |
|
وَإِنْ أَنْتَ أَتْرَعْتَ الأَبَارِيقَ فَلْتَكُنْ | |
|
| سُلافاً وَإِيَّاكَ الْفَضِيخَ مِنَ التَّمْرِ |
|
فَقَاتِلَةُ الْعُرْجُونِ لِلْفَاقِدِ النَّدَى | |
|
| وَصَافِيَةُ الْعُنْقُودِ لِلْمَاجِدِ الْغَمْرِ |
|
مُوَرَّدَةٌ تَمْتَدُّ مِنْهَا أَشِعَّةٌ | |
|
| تَدُورُ بِهَا في ظِلِّ أَلْوِيَةٍ حُمْرِ |
|
إِذَا شَجَّهَا السَّاقُونَ دَارَ حَبَابُها | |
|
| عَلَيْهَا كَمَا دَارَ الشَّرَارُ عَلَى الْجَمْرِ |
|
ثَوَتْ فِي ضَمِيرِ الدَّهْرِ والْجَوُّ ظُلْمَةٌ | |
|
| بِلا كَوْكَبٍ وَالأَرْضُ تَسْبَحُ في غَمْرِ |
|
فَجَاءَتْ وَلَوْلا عَرْفُهَا وَبَرِيقُهَا | |
|
| لَكَانَتْ خَفاً بَيْنَ الدَّسَاكِرِ كَالضَّمْرِ |
|
تُزَفُّ بِأَلْحَانِ الْمَثَانِي كُؤُوسُهَا | |
|
| كَمَا زُفَّتِ الْحَسْنَاءُ بِالطَّبْلِ وَالزَّمْرِ |
|
كُمَيْتٌ جَرَتْ فِي حَلْبَةِ الدَّهْرِ فَانْطَوَتْ | |
|
| ثَمِيلَتُهَا وَالْخَيْلُ تُحْمَدُ بِالضُّمْرِ |
|
فَكَمْ بَيْنَ آصَالٍ أَدَرْنَا كُؤُوسَهَا | |
|
| وَبَيْنَ لَيَالٍ مِنْ كَواكِبِها نُمْرِ |
|
إِذَا أَنْتَ قَامَرْتَ الزَّمَانَ عَلَى الْمُنَى | |
|
| بِمَا دَارَ مِنْ أَقْدَاحِهَا فُزْتَ بِالْقَمْرِ |
|
فَخُذْ في أَفَانِينِ الْخَلاعَةِ وَالصِّبَا | |
|
| وَدَعْنِي مِنْ زَيْدِ النُّحَاةِ وَمِنْ عَمْرِو |
|
أُولَئِكَ قَوْمٌ في حُروبٍ تَفَاقَمَتْ | |
|
| وَلَكِنْ خَلَتْ مِنْ فَتْكَةِ الْبِيضِ وَالسُّمْرِ |
|
فَمَا تَصْلُحُ الأَيَّامُ إِلَّا إِذَا خَلَتْ | |
|
| قُلُوبُ الْوَرَى فِيها مِنَ الْحِقْدِ وَالْغِمْرِ |
|
وَلا تَتَعَرَّضْ لاِمْرِئٍ بِمَسَاءَةٍ | |
|
| وَلا تَحْتَلِبْ ضَرْعَ الشِّقَاقِ وَلا تَمْرِ |
|
وَلا تَحْتَقِرْ ذَا فَاقَةٍ بَيْنَ طِمْرِهِ | |
|
| فَيَا رُبَّ فَضْلٍ يَبْهَرُ الْعَقْلَ فِي طِمْرِ |
|
وَكَيْفَ يَعِيشُ الْمَرءُ فِي الدَّهْرِ آمِناً | |
|
| وَلِلْمَوتِ فِينا وَثْبَةُ اللَّيْثِ والنِّمْرِ |
|
وَمَا أَحْسَبُ الأَيَّامَ تَصْفُو لِعَاقِلٍ | |
|
| وَلَكِنْ صَفَاءُ الْعَيْشِ لِلْجَاهِلِ الْغُمْرِ |
|
سَعَيْتُ فَأَدْرَكْتُ الْمُنَى في طِلابِها | |
|
| وَكُلُّ امْرِئٍ فِي الدَّهْرِ يَسْعَى إِلَى أَمْرِ |
|