مَنْ قَلَّدَ الزَّهْرَ جُمَانَ النَّدَى | |
|
| وَأَلْهَمَ الْقُمْرِيَّ حَتَّى شَدَا |
|
وَزَيَّنَ الأَرْضَ بِأَلْوانِهَا | |
|
| وَصَوَّرَ الأَبْيَضَ والأَسْوَدَا |
|
سُبْحَانَ مَنْ أَبْدَعَ فِي مُلْكِهِ | |
|
| حَتَّى بَدَا مِنْ صُنْعِهِ مَا بَدَا |
|
تَنَزَّهَتْ عَنْ صِفَةٍ ذَاتُهُ | |
|
| وَقَامَ فِي لاهُوتِهِ أَوْحَدَا |
|
فَاسْجُدْ لَهُ وَاقْصِدْ حِمَاهُ تَجِدْ | |
|
| رَبَّاً كَرِيماً وَمَلِيكاً هَدَى |
|
فَقُمْ بِنَا يا صَاحِ نَرْعَ النَّدَى | |
|
| وَنَسْأَلِ اللهِ عَمِيمَ النَّدَى |
|
أَمَا تَرَى كَيْفَ اسْتَحَارَ الدُّجَى | |
|
| وَكَيْفَ ضَلَّ النَّجْمُ حَتَّى اهْتَدَى |
|
وَلاحَ خَيْطُ الْفَجْرِ فِي سُحْرَةٍ | |
|
| كَصَارِمٍ فِي قَسْطَلٍ جُرِّدَا |
|
فَالْجَوُّ قَدْ باحَ بِمَكْنُونِهِ | |
|
| وَالأَرْضُ قَدْ أَنْجَزَتِ الْمَوْعِدَا |
|
غَمَامَةٌ أَلْقَتْ بِأَفْلاذِهَا | |
|
| وَجَدْوَلٌ مَدَّ إِلَيْنَا يَدَا |
|
فَانْهَضْ وَسِرْ وَانْظُرْ ومِلْ وَابْتَهِجْ | |
|
| وَامْرَحْ وَطِبْ وَاشْرَبْ لِتُرْوِي الصَّدَى |
|
وَلا تَسَلْ عَنْ خَبَرٍ لَمْ يَحِنْ | |
|
| مِيقَاتُهُ وَانْظُرْ إِلَى الْمُبْتَدَا |
|
وَلا تَلُمْ خِلاً عَلَى هَفْوَةٍ | |
|
| فَقَلَّمَا تَلْقَى فَتىً أَمْجَدَا |
|
لَوْ عَلِمَ الإِنْسَانُ ما أَضْمَرَتْ | |
|
| أَحْبَابُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ الْعِدَا |
|
فَدَعْ بَنِي الدُّنْيَا لأَهْوَائِهِمْ | |
|
| وَلا تُطِعْ مَنْ لاَمَ أَوْ فَنَّدَا |
|
مَا لِي وَلِلنَّاسِ وَأَعْمَالِهِمْ | |
|
| كُلُّ امْرِئٍ رَهْنُ حِسَابٍ غَدَا |
|
هِلْ هِيَ إِلَّا مُدَّةٌ تَنْقَضِي | |
|
| وَكُلُّ نَفْسٍ خُلِقَتْ لِلرَّدَى |
|
فَاسْتَعْمِلِ الرِّفْقَ تَعِشْ رَاشِداً | |
|
| وَاعْطِفْ عَلَى الأَدْنَى تَكُنْ سَيِّدَا |
|
وَاسْعَ لِمَا أَنْتَ لَهُ فَالْفَتَى | |
|
| إِنْ هَجَرَ الرَّاحَةَ حَازَ الْمَدَى |
|
مَا خَلَقَ اللهُ الْوَرَى بَاطِلاً | |
|
| لِيَرْتَعُوا بَيْنَ الْبَوَادِي سُدَى |
|
فَاقْبَلْ وَصَاتِي وَاسْتَمِعْ حِكْمَتِي | |
|
| فَلَيْسَ مَنْ أَغْوَى كَمَنْ أَرْشَدَا |
|
إِنِّي وإِنْ كُنْتُ أَخَا صَبْوَةٍ | |
|
| وَمِسْمَعٍ يُطْرِبُنِي مَنْ شَدَا |
|
فَقَدْ أَزُورُ اللَّيْثَ في غَابِهِ | |
|
| وَأَهْبِطُ الأَرْضَ عَلَيْهَا النَّدَى |
|
وَأَصْدَعُ الْخَصْمَ وَمَا خِلْتُنِي | |
|
| أَصْدَعُ إِلَّا الْبَطَلَ الأَصْيَدَا |
|
بِلَهْذَمٍ لَيْسَتْ لَهُ صَعْدَةٌ | |
|
| لَكِنَّهُ يَمْضِي إِذَا سُدِّدَا |
|
أَوْ صَارِمٍ يَفْرِي نِيَاطَ الْكُلَى | |
|
| وَلَمْ يَزَلْ فِي جَفْنِهِ مُغْمَدَا |
|
مَاضِي الْغِرَارَيْنِ وَلَكِنَّهُ | |
|
| لا يَعْرِفُ الصَّيْقَلَ وَالْمِبْرَدَا |
|
أَوْ مِشْقَصٍ إِنْ فَوَّقَتْ نَصْلَهُ | |
|
| إِلَى امْرِئٍ غَيْرُ يَدٍ أَقْصَدا |
|
أَوْ طَائِرٍ فِي وَكْرِهِ جاثِمٍ | |
|
| يَشُوقُ إِنْ هَيْنَمَ أَوْ غَرَّدَا |
|
لَمْ يَعْدُ كِنَّاً لَمْ يَزَلْ سَاكِناً | |
|
| فِيهِ وَبَاباً دُونَهُ مُؤْصَدَا |
|
قَدْ لانَ إِلَّا أَنَّهُ إِنْ قَسَا | |
|
| يَوْمَ نِضَالٍ صَدَعَ الْجَلْمَدَا |
|
مُعْتَقَلٌ لَكِنَّهُ مُطْلَقٌ | |
|
| يَجُولُ في مَسْكَنِهِ سَرْمَدَا |
|
يَحْكُمُ بِالذَّوْقِ عَلَى ما يَرَى | |
|
| وَيَعْرِفُ الأَصْلَحَ والأَفْسَدَا |
|
لَهُ صِحَابٌ قَدْ أَحَاطَتْ بِهِ | |
|
| تَنْقُلُ عَنْهُ نَبَرَاتِ الصَّدَى |
|
فَهْوَ بِهَا مُجْتَمِعٌ شَمْلُهُ | |
|
| إِنْ أَصْدَرَ الْقَوْلَ بِهَا أَوْرَدَا |
|
مُشْتَبِهَاتُ الرَّصْفِ فِي جَوْدَةٍ | |
|
| تَبَارَكَ اللهُ الَّذِي جَوَّدَا |
|
يَبِيتُ مِنْهَا وَهْو ذُو مِرَّةٍ | |
|
| فِي رَصَفٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ نُضِّدَا |
|
ذَاكَ لِسَانِي وَهْوَ حَسْبِي إِذَا | |
|
| ما أَبْرَقَ الْحَاسِدُ أَوْ أَرْعَدَا |
|