نَفْسُ المُتَيَّمِ فِي الصَّبابَةِ شانُها | |
|
| وَصْلُ الأَحِبَّةِ وَالهَوَى أَدْيانُها |
|
تُخْفِي الصَّبابَةَ وَالصَّبابَةُ عِلَّةٌ | |
|
| أَبَداً يَبُوحُ بِسِرِّها إِعْلانُها |
|
أَلِفَتْ مُقاساةَ الهَوَى وَعَذابَهُ | |
|
| وَاسْتَعْذَبَتْ ما كانَ فِيهِ هَوانُها |
|
عَضَّتْ عَلَى عَقْلِ الشَّكِيمَةِ إِذْ رأَتْ | |
|
| فِي لَوْمِها بِاللَّوْمِ مالَ عِنانُها |
|
نَفْسٌ تَضاعَفَ وَجْدُها وَغَرامُها | |
|
| يَوْمَ النَّوَى وَتَكاثَرَتْ أَحْزانُها |
|
مِنْ حَيْثُ إِنَّ سُعادَ أَقْلَقَها جَوَى ال | |
|
| فُرْقَى وَهاجَتْ بِالنَّوَى أَشْجانُها |
|
وَدَنا اللِّثامُ فَلاحَ مِنْ وَجَناتِها | |
|
| تُفَّاحُها وَتَرَقْرَقَتْ أَجْفانُها |
|
وَمَدامِعِي مِنْ فِضَّةٍ وَدُمُوعُها | |
|
| قَدْ بَلَّ وَرْدَ خُدُودِها هَتَّانُها |
|
وَكأَنَّما حَبُّ الجُمانِ دُمُوعُها | |
|
| وَكأَنَّما قَطْرُ الدُّمُوعِ جُمانُها |
|
وَتَكادُ مِنْ حَرِّ الجَوَى أَنْفاسُنا | |
|
| وَجْداً تأَجَّجُ بَيْنَنا نِيرانُها |
|
يا حَبَّها مِنْ غادَةٍ لَنْ يُرْتَجَى | |
|
| أَبَداً وَإِنْ حَسُنَتْ لَنا إِحْسانُها |
|
شَمْسٌ بَدَتْ فِي خَلْقِ إِنْسانٍ وَقَدْ | |
|
| سَحَرَ القُلُوبَ مِنَ الوَرَى إِنْسانُها |
|
مَلَكَتْ مَقادِي بِالجَمالِ كأَنَّما | |
|
| قَدْ قادَ قَلْبِي بِالزِّمامِ بَنانُها |
|
لَيْسَتْ بَساتِينُ الرِّياضِ جَمِيعُها | |
|
| فِي الحُسْنِ تَحْوِي ما حَوَى بُسْتانُها |
|
ما فِي الجَنَى تُفَّاحُهُ تُفَّاحُها | |
|
| أَبَداً وَلا رُمَّانُهُ رُمَّانُها |
|
أَجِدُ الكَآبَةَ فِي الوِصالِ فَكَيْفَ لِي | |
|
| إِنْ طالَ بَعْدَ وِصالِها هِجْرانُها |
|
ما أَقْفَرَتْ مِنْها وَمِنْ أَوْطانِها | |
|
| سَوْداءُ قَلْبِي مُذْ عَفَتْ أَوْطانُها |
|
فَكأَنَّها مَيٌّ لِفَرْطِ دَلالِها | |
|
| وَكأَنَّنِي فِي لَوْعَتِي غَيْلانُها |
|
فَسَقَى الغَمامُ غَمِيمَها وَتَرَفَّهَتْ | |
|
| بِالرَّقْمِ ذاتُ الرِّقْمَتَيْنِ وَبانُها |
|
دِمَنٌ تَذُوبُ لَها جَوامِدُ دَمْعِنا | |
|
| وَجْداً إِذا لاحَتْ لَنا كُثْبانُها |
|
ما صافَحَتْ رِيحُ النَّسِيمِ رِياضَها | |
|
| مُتَوَلْوِلاً إِلاَّ تَعانَقَ بانُها |
|
أَقْوَتْ غَداةَ البَيْنِ مِنْ سُكَّانِها | |
|
| فَتَأَهَّلَتْها بَعْدَهُمْ صِيرانُها |
|
كَمْ قَدْ نَعِمْتُ بِما أَرُومُ بِها وَكَمْ | |
|
| غازَلْنَنِي فِي سُوحِها غِزْلانُها |
|
ما لِي وَما لِلعاذِلاتِ يَلُمْنَنِي | |
|
| فِيما سَلَكْتُ وَلَيْسَ شانِي شانُها |
|
أَنا بِالهَوَى راضٍ وَإِنْ تَلِفَتْ بِهِ | |
|
| نَفْسِي وَقَلَّ مِنَ الهَلاكِ أَمانُها |
|
وَهَواتِفٍ هَتَفَتْ وَرِيحُ نَسِيمِها | |
|
| تَجْرِي وَقَدْ خَفَقَتْ بِها أَغْصانُها |
|
سَجَعَتْ عَلَى عُودِ البَشامِ فأَسْعَرَتْ | |
|
| وَجْدِي وَهاجَ صَبابَتِي أَلْحانُها |
|
وَتَرَدَّدَتْ كافاتُها فِي نَوْحِها | |
|
| وَتَرَنَّحَتْ بِوُكُورِها أَفْنانُها |
|
يا لَيْتَ شِعْرِي ما مَذاهِبُها وَما | |
|
| هذا الوُلُوعُ بِها وَما أَدْيانُها |
|
سَقْياً لأَيَّامِ الصِّبا سَقْياً لَها | |
|
| سَقْياً وَرَعْياً مُذْ خَلَتْ أَزْمانُها |
|
أَيَّامَ غُصْنِي ناعِمٌ أُمْلُودُهُ | |
|
| وَذُؤابَتِي غِرْبِيبَةٌ أَلْوانُها |
|
إِذْ لا شَفِيعَ سِوَى غَضارَةِ رَوْنَقِي | |
|
| عِنْدَ الخَرائِدِ إِنْ بَدا عِصْيانُها |
|
ذَهَبَ الزَّمانُ بِبَهْجَتِي وَتَصَرَّمَتْ | |
|
| مِنِّي الشَّبِيبَةُ وَانْقَضَى رَيْعانُها |
|
ما لِلَّيالِي وَالبَرِيَّةِ لَمْ يَزَلْ | |
|
| تَجْرِي عَلَيْهِ دائِماً حَدَثانُها |
|
لَمْ يَبْقَ مِنْ فَتْكِ الخُطُوبِ جَمادُها | |
|
| فِيها عَلَى حالٍ وَلا حَيَوانُها |
|
وَلَقَدْ رأَيْتُ النَّاسَ تَقْصُرُ عَنْ مَدَى ال | |
|
| عَلْيا إِذا اتَّضَعَتْ بِها أَخْدانُها |
|
وَالمَجْدُ يَرْفَعُ فِي العُلا أَرْبابَهُ | |
|
| فِي كُلِّ مَرْتَبَةٍ يَنُوفُ مَكانُها |
|
كَمْ أُمَّةٍ قَصَرَتْ مَدىً فِي فَخْرِها | |
|
| عَنْ أُمَّةٍ سُلْطانُها سُلْطانُها |
|
مَلِكٌ لَهُ تَعْنُو المُلُوكُ مَهابَةً | |
|
| وَتَخِرُّ فَوْقَ بِساطِهِ أَذْقانُها |
|
نَكَحَ المَكارِمَ يافِعاً فَبَنَى بِها | |
|
| بِكْراً فَذابَ جَوَىً إِلَيْهِ جَنانُها |
|
زانَتْ بِهِ الدُّنْيا وَأَشْرَقَ نُورُها | |
|
| حَتَّى تَبَسَّمَ بِالسُّرُورِ زَمانُها |
|
وَسَمَتْ مَفاخِرُهُ عُلاً حَتَّى دَنا | |
|
| عَنْ حَدِّ مَبْلَغِ شَأْوِهِ كَيْوانُها |
|
تَغْدُو مَوائِدُهُ إِلَى ضِيفانِهِ | |
|
| بِيضاً تُكَلَّلُ بِالسَّدِيفِ جِفانُها |
|
أَضْحَتْ بِهِ الحُوقِينُ تَحْكِي جَنَّةَ ال | |
|
| فِرْدَوْسِ لَمْ يَحْزَنْ بِهِ سُكَّانُها |
|
إِنِّي اخْتَبَرْتُكَ يا ابْنَ مالِكِ بَعْدَما | |
|
| عايَنْتُ قَوْماً رِبْحُها خُسْرانُها |
|
فَرأَيْتُ مِنْكَ خَلائِقاً طابَتْ لَنا | |
|
| حَتَّى تَأَرَّجَ بِالشَّذا رَيْحانُها |
|
وَلَقَدْ نَظَمْتُ لَكَ القَرِيضَ مَدائِحاً | |
|
| وَكأَنَّما أَلفاظُها مَرْجانُها |
|
وَلَكَمْ قَطَعْتُ إِلَيْكَ مِنْ مَجْهُولَةٍ | |
|
| لَيْسَتْ تُحَدُّ بِغايَةٍ غِيطانُها |
|
تَكْبُو الرِّياحُ إِذا جَرَتْ فِي عَرْضِها | |
|
| وَتَمِيلُ عَنْ جِهَةِ الهُدَى رُكْبانُها |
|
وَتَظَلُّ تَهْتِفُ فِي نِياطِ قِفارِها | |
|
| وَجِهاتِها بِعَزِيفِها جِنّانُها |
|
لا زِلْتَ تَرْتَقِي المَعالِي مُدْرِكاً | |
|
| غاياتِ سُؤْلِكَ إِنْ نأَى مَيْدانُها |
|
فِي رُتْبَةٍ عَنْها يُقَصِّرُ قَيْصَرٌ | |
|
| وَيَقِلُّ عَنْ إِدْراكِها خاقانُها |
|
ما نالَها مِنْ قَبْلُ حِمْيَرُها وَلَمْ | |
|
| يَبْلُغْ إِلَى أَمْثالِها كَهْلانُها |
|
وَإِلَيْكَها جاءَتْ إِلَيْكَ خَرِيدَةً | |
|
| ما حَلَّ بَعْدُ لِناكِحٍ غِشْيانُها |
|
نُظِمَتْ بِها الحِكْماتُ مِنْ لُقْمانِها | |
|
| وَجَنَى فَصاحَةَ لَفْظِها سَحْبانُها |
|
قُلْ لِلْحِجا ما حَقُّ هادِيها وَما | |
|
| غاياتُ قِيمَتِها وَما أَثْمانُها |
|