خَيالٌ سَرَى وَهْناً وَزارَ وِسادِي | |
|
| فَجَدَّدَ بِالذِّكْرَى قَدِيمَ وِدادِي |
|
سَرَى وَنُجُومُ الأُفْقِ فِيهِ كأَنَّها | |
|
| خَرائِدُ لاحَتْ فِي ثِيابِ حِدادِ |
|
سَرَى وَالدُّجَى قَدْ غابَ عَنْهُ صَباحُهُ | |
|
| وَصارَ بَياضاً مُحْدِقاً بِسَوادِ |
|
فَأَهْدَى حَبِيباً جاءَ مِنْ بَعْدِ فُرْقَةٍ | |
|
| بِوَصْلٍ جَدِيدٍ فِي الخَيالِ مُعادِ |
|
فَلَمَّا تَجَلَّى لِي عَفَفْتُ وَإِنَّما | |
|
| كَذا مَذْهَبِي فِي يَقْظَتِي وَرُقادِي |
|
فَأَبْدَى عِتاباً طائِلاً لِمُتَيَّمٍ | |
|
| غَدا فِي الهَوَى جِسْماً بِغَيْرِ فُؤادِ |
|
أَقُولُ لأَصْحابِي قِفُوا بِي وَعَرِّجُوا | |
|
| عَلَى أَرْبُعٍ لِلْحَيِّ غَيْرِ جِدادِ |
|
رُبُوعٍ بِها كَمْ كُنْتُ قُمْتُ مُلَبِّياً | |
|
| لِداعٍ دَعانِي لِلْهَوَى وَمُنادِ |
|
وَجَرَّرْتُ أَذْيالَ الشَّبِيبَةِ مُنْعَماً | |
|
| بِبِيضٍ كَأَمْثالِ الشُّمُوسِ خِرادِ |
|
فأَمْسَتْ خَلاءً ما بِها غَيْر رُكَّدٍ | |
|
| تَقابَلْنَ بِالأَذْقانِ حَوْلَ رَمادِ |
|
فَلَمَّا رأَيْتُ الدَّارَ قَفْراءَ أَسْبَلَتْ | |
|
| دُمُوعِي فَبَلَّتْ مِحْمَلِي وَنِجادِي |
|
دَعُونِي دَعُونِي يا رِفاقِي فَإِنَّنِي | |
|
| أَرَى كُلَّ هادٍ لامَ لَيْسَ بِهادِ |
|
وَلا تَتَمادَوْا فِي مَلامِي فَإِنَّما | |
|
| ضَلالِي أَراهُ فِي طَرِيقِ رَشادِي |
|
وَماذا عَلَيْكُمْ مِنْ فَسادِي لِتَطْلُبُوا | |
|
| صَلاحَ امْرِئٍ قَدْ باعَهُ بِفَسادِ |
|
فَلِي مِنْ دَواعِي الحُبِّ ناهٍ وَآمِرٌ | |
|
| وَلِي قائِدٌ مِنْهُ كَذاكَ وَحادِ |
|
وَإِنِّي وَإِنْ ضَنَّتْ سُعادٌ بِوَصْلِها | |
|
| لَباذِلُ نَفْسِي فِي رِضاءِ سُعادِ |
|
خَدَلَّجَةٌ تَرْمِي القُلُوبَ بِأَسْهُمٍ | |
|
| رَواشِقَ عَنْ قَوْسِ اللِّحاظِ حِدادِ |
|
وَتَبْسِمُ عَنْ أَحْوَى اللِّثاتِ مُفَلَّجٍ | |
|
| صَقِيلِ الثَّنايا كالأَقاحِ بِرادِ |
|
غَزالٌ إِذا ما اصْطادَ كانَ مَصِيدُهُ | |
|
| ضَراغِمَ أُسْدٍ فِي العَرِينِ وِرادِ |
|
فَآهاً لَها لَوْ أَنَّها عَطَفَتْ عَلَى | |
|
| كَئِيبٍ إِلَى نَهْلِ التَّعَطُّفِ صادِ |
|
أَماتَتْهُ هَجْراً قَبْلَ مَوْتٍ وَلَوْ تَشا | |
|
| أَعادَتْهُ حَيًّا قَبْلَ يَوْمِ مَعادِ |
|
أَرَى النَّاسَ فِي الدُّنيا كَزَرْعٍ وَصَرْفُها | |
|
| لَهُ كافِلٌ فِي حُكْمِهِ بِحَصادِ |
|
وَكُلُّ امْرِئٍ فِيها أَسِيرُ حِمامِهِ | |
|
| وَلَيْسَ لَهُ فِي ذاكَ مِنْهُ مُفادِ |
|
أَلا إِنَّ أَحْداثَ اللَّيالِي رَوائِحٌ | |
|
| بِرَيْبِ المَنايا لِلْوَرَى وَغَوادِ |
|
لَها كُلَّ يَوْمٍ فِي مَعاشِرِ أَهْلِها | |
|
| نِزالُ حُرُوبٍ طائِلٌ وَجِلادِ |
|
سَتَنْصَرِمُ الدُّنْيا وَيَذْهَبُ كُلُّ مَنْ | |
|
| عَلَى ظَهْرِها مِنْ ناطِقٍ وَجَمادِ |
|
وَما النَّاسُ إِلاَّ ذُو وِدادٍ مُصادِقٌ | |
|
| وَآخَرُ مَوغُورُ الفُؤادِ مُعادِ |
|
وَكَمْ مُظْهِرٍ بِشْراً وَحُسْنَ بَشاشَةٍ | |
|
| وَباطِنُهُ فِي الحِقْدِ حَيَّةُ وادِ |
|
يَسُوقُ جَمِيعَ النَّاسِ لِلْمَجْدِ رَغْبَةٌ | |
|
| وَلَكِنَّ دُونَ المَجْدِ خَرْطُ قَتادِ |
|
سَأَضْرِبُ فِي شَرْقِ البِلادِ وَغَرْبِها | |
|
| لِصُحْبَةِ عِزٍّ أَو بُلُوغِ مُرادِ |
|
وَأُظْهِرُ تَصْرِيحَ الدَّعاوَى وَصِدْقَها | |
|
| لَدَى كُلِّ دَسْتٍ فِي البِلادِ وَنادِ |
|
فَإِنْ تَرَ شَخْصِي فِي السَّكِينَةِ ساكِناً | |
|
| فَسَوْداءُ قَلْبِي فِي ارْتِكابِ جِهادِي |
|
وَكَمْ صامِتٍ بَيْنَ المَعاشِرِ مُطْرِقٍ | |
|
| وَأَفْكارُهُ فِي حَلْبَةٍ وَطِرادِ |
|
مَتَى تَكُ جاراً لِلْمَلِيكِ مُظَفَّرٍ | |
|
| تَعِشْ خَيْرَ عَيْشٍ عِنْدَ خَيْرِ جَوادِ |
|
يَجِلُّ وَيَعْلُو أَنْ يُشَبَّهَ فِي النَّدَى | |
|
| بِحاتِمِ طَيٍّ أَو بِكَعْبِ إِيادِ |
|
يُطاوِلُ حَسَّاناً وَكِسْرَى وَقَيْصَراً | |
|
| بِغايَةِ مَجْدٍ وَارْتِفاعِ عِمادِ |
|
هوَ اللَّيْثُ إِلاَّ أَنَّ لَيْسَ عَرِينُهُ | |
|
| سِوَى بِيضِ أَسْيافٍ وَسُمْرِ صِعادِ |
|
تَرَى البِيضَ مِنْ أَعْداهُ تُخْضَبُ بِالدِّما | |
|
| إِذا خُضِّبَتْ أَقْلامُهُ بِمِدادِ |
|
فَما هَزَّها إِلاَّ قَضَتْ فِي قَضائِها | |
|
| بِمَنْعِ ذِمارٍ أَو بِرِزْقِ عِبادِ |
|
وَقَدْ داهَمَ الأَعْدا بِبَحْرِ عَساكِرٍ | |
|
| بِمَوْجِ جِيادٍ أُلْحِقَتْ بِجِيادِ |
|
رأَوْهُ فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ بِذِلَّةٍ | |
|
| كَما هَزَمَ السِّرْحانُ سَرْحَ نِقادِ |
|
وَهَبَّتْ رِياحُ الخَوْفِ فِي مُهَجاتِهِمْ | |
|
| كَما هَبَّتْ النَّكْبا بِرِجْلِ جَرادِ |
|
فَغادَرَهُمْ وَالطَّعْنُ فِيهِمْ كأَنَّهُ | |
|
| وَقَدْ لَثَمُوا الدَّقْعا ثُغُورُ مَزادِ |
|
أَكاسِبَ أَرْباحِ الثَّناءِ بِبَذْلِ ما | |
|
| حَوَتْ كَفُّهُ مِنْ طارِفٍ وَتِلادِ |
|
إِلَيْكَ اطَّبانِي حُسْنُ أَخْلاقِكَ التِي | |
|
| إِلَيْهِنَّ آمالُ العِبادِ صَوادِ |
|
وَكَمْ فَجْوَةٍ جاوَزْتُها بِجُلالَةٍ | |
|
| مِنَ اليَعْمَلاتِ المُنْجِياتِ سِنادِ |
|
طَوَى نَحْضَها طُولُ السُّرَى فَتَخالُها | |
|
| وَلَمْ يَبْقَ مِنْها مَطْعَمٌ لِقُرادِ |
|
وَأَهْدَيْتُ مِنْ شِعْرِي بَضائِعَ حِكْمَةٍ | |
|
| لِسُوقِ نَفاقٍ لا لِسُوقِ كَسادِ |
|
بَضائِعَ تُنْبِي بِالفَصاحَةِ وَالذَّكا | |
|
| بَدِيهَتُها عَنْ جَرْوَلٍ وَزِيادِ |
|
تُحاكِي عُقُودَ الدُّرِّ لَفْظاً وَإِنَّها | |
|
| تَفُوحُ إِذا فُضَّتْ بِهَتْكِ زُبادِ |
|
فَخُذْها لِجِيدِ المَجْدِ مِنْكَ قَلائِداً | |
|
| عَلَى رَغْمِ حُسَّادِي وَرَغْمِ أَعادِي |
|