أَهذا الَّذِي تَحْتَ النِّقابِ هُوَ الخَدُّ | |
|
| أَمْ الجُلَّنارُ الغَضُّ هذا أَمْ الوَرْدُ |
|
وَهذاكَ طَلْعٌ أَمْ بِثَغْرِكِ أَشْرَقَتْ | |
|
| ثَناياكِ أَمْ دُرٌّ تَضَمَّنَهُ العِقْدُ |
|
وَرِيقُكِ ماءُ المُزْنِ أَمْ مَزْجُ قَرْقَفٍ | |
|
| يُخالِطُهُ الكافُورُ أَمْ رِيقُكِ الشَّهْدُ |
|
وَذاكَ الَّذِي فِي الصَّدْرِ قَدْ تَمَّ حَجْمُهُ | |
|
| هوَ الحُقُّ حُقُّ العاجِ أَمْ ذَلِكَ النَّهْدُ |
|
أَمُخْجِلَةً لِلْخَيْزُرانِ تَهَزُّعاً | |
|
| إِذا ما تَثَنَّى فِي غَلائِلِها القَدُّ |
|
هَبِي لِي حَياتِي وَاسْمَحِي لِي بِبِلَّةٍ | |
|
| مِنَ الثَّغْرِ فِي تِرْشافِها الحَرُّ وَالبَرْدُ |
|
فَما العَيْشُ لِي إِلاَّ وِصالُكِ والرِّضَا | |
|
| وَما المَوْتُ لِي إِلاَّ جَفاؤكِ وَالصَّدُّ |
|
تَعَرَّضْتِ لِي عَمْداً لِتَعْذِيبِ مُهْجَتِي | |
|
| وَأَعْظَمُ ذَنْبٍ كُلُّ ما أَحْدَثَ العَمْدُ |
|
وَأَيْبَسْتِ لَحْمِي فِي الهَوَى وَدَمِي مَعاً | |
|
| وَلَمْ يَبْقَ إِلاّ أَعْظُمٌ فَوْقَها جِلْدُ |
|
رَعاكِ رَعاكِ اللهُ وَالوَقْفَةَ التِي | |
|
| نَعِمْنا بِها بِالأَمْسِ يا هِنْدُ يا هِنْدُ |
|
غَدِيَّةَ نَشْكُو وَجْدَنا وَقُلُوبُنا | |
|
| مِنَ الوَجْدِ ذابَتْ حَيْثُ خامَرَها الوَجْدُ |
|
غَداةَ الْتَقَيْنا وَالعِتابُ كأَنَّهُ | |
|
| سِهامٌ إِلَى الأَكْبادِ فِينا لَها قَصْدُ |
|
وَإِذْ نَحْنُ خَيْلُ الوَجْدِ فِينا مُغِيرَةٌ | |
|
| وَأَسْبابُهُ فِينا تَطُولُ وَتَمْتَدُّ |
|
أَيا مُخْبِرِي ما السَّفْحُ سَفْحُ عُنَيْزَةٍ | |
|
| وَما الأَبْرَقُ الأَقْصَى وَما العَلَمُ الفَرْدُ |
|
وَهَلْ لَكَ عَهْدٌ بِالخَلِيطِ وَبِالأُلَى | |
|
| عَهِدْناهُمُ لا يَسْتَقِيمُ لَهُمْ عَهْدُ |
|
خَلِيطٌ عَهِدْناهُمْ بِهِ وَقُلُوبُنا | |
|
| وَأَكْبادُنا هِيمٌ إِلَى مائِهِمْ وِرْدُ |
|
إِذا أَوْعَدُوكَ البَيْنَ هَزْلاً فَلا نَرَى | |
|
| هُنالِكَ إِلاَّ أَنَّ هَزْلَهُمُ جِدُّ |
|
نُشَيِّعُهُمْ يَوْمَ الرَّحِيلِ وَقَدْ غَدَوْا | |
|
| شَعاعاً وَحادِيهِمْ بِهِمْ لِلنَّوَى يَحْدُو |
|
مَتَى وَدَّعُوا لِلْبَيْنِ أَيْقَنْتُ أَنَّنِي | |
|
| مِنَ المَوْتِ ما لِي يَوْمَ فُرْقَتِهِمْ بُدُّ |
|
وَمَنْ لِي بِوادٍ دُونَ مُنْعَرَجِ اللِّوَى | |
|
| تَضُوعُ الخُزامَى فِيهِ وَالشِّيحُ وَالرَّنْدُ |
|
تَظَلُّ بِهِ صِيرانُهُ الخُنْسُ كُنَّساً | |
|
| وَتَرْتَعُ فِي حَرْفَيْهِ خِيطانُهُ الرُّبْدُ |
|
وَتَقْتَطِفُ الغِزْلانُ يانِعَ مَرْدِهِ | |
|
| بِأَفْواهِها مِنْ حَيْثُ قَدْ أَيْنَعَ المَرْدُ |
|
أَلا ما لِهذا الدَّهْرِ يَقْرَعُ مَرْوَتِي | |
|
| حَوادِثُ لا يَبْقَى لَها الحَجَرُ الصَّلْدُ |
|
إِذا لاحَ بَرْقٌ مِنْهُ أَوْمَضَ خُلَّباً | |
|
| وَإِنْ حَنَّ رَعْدٌ مِنْهُ لَمْ يَصْدُقْ الرَّعْدُ |
|
فَما نِلْتُ سُؤْلاً مِنْ تَصَرُّفِ حُكْمِهِ | |
|
| وَحاوَلْتُهُ إِلاَّ أَتانِي لَهُ ضِدُّ |
|
وَإِنْ يَطَّبِينِي مِنْهُ وَعْدٌ تَخَلَّفَتْ | |
|
| طَبائِعُهُ عَنِّي وَلَمْ يَصْدُقْ الوَعْدُ |
|
وَمَنْ لَبِسَ الأَيَّامَ بُرْداً لِعَيْشِهِ | |
|
| بَلِي قَبْلَ أَنْ يَبْلَى عَلَى عَيْشِهِ البُرْدُ |
|
فَقَدْتُكَ مِنْ دَهْرٍ بَنُوهُ أَعَفُّهُمْ | |
|
| مَلابِسُهُ الإِعْدامُ لِلْبِرِّ وَالفَقْدُ |
|
يُحاوِلُ تَعْلِيمَ الخِداعِ وَما خَلا | |
|
| لِمَوْلِدِهِ بَيْنَ النِّساءِ لَهُ مَهْدُ |
|
وَإِنْ راهَقَ الأَحْلامَ أَشْغَلَ قَلْبَهُ | |
|
| عَنْ الحَمْدِ فِي طُغْيانِهِ البَطْنُ وَالعَرْدُ |
|
وَأَصْبَحْتُ فِي قَوْمٍ لِئامٍ وَمَعْشَرٍ | |
|
| عَنْ البِرِّ والإِحْسانِ أَعْيُنُهُمْ رُمْدُ |
|
وَإِنِّي وَإِنْ نالُوا حُظُوظاً مِنَ الغِنَى | |
|
| لَفِي صَفْوِ عَقْلِي ما حَيِيتُ لَهُمْ زُهْدُ |
|
إِذا ما أَقَرَّ المالُ يَوْماً بِفَضْلِهِمْ | |
|
| تَلَقَّاهُ مِنْ أَخْلاقِهِمْ مُسْرِعاً جَحْدُ |
|
وَلَيْسَ الحُسامُ المُخْلِقُ الغِمْدِ يُزْدَرَى ال | |
|
| كَهامُ بِهِ إِنْ زانَهُ الصَّقْلُ وَالغِمْدُ |
|
لَقَدْ ظَفَّرَ اللهُ المُظَفَّرَ فِي العِدَى | |
|
| غَداةَ الْتَقَى فِي الحَوْمَةِ الجُنْدُ وَالجُنْدُ |
|
سَطا فِي البُغاةِ المُسْرِفِينَ بِبَغْيِهِمْ | |
|
| بِدَوْلَةِ عَدْلٍ لا يُحَلُّ لَها عَقْدُ |
|
تَوَعَّدَهُمْ فِي البُعْدِ حَتَّى أَتاهُمُ | |
|
| وَلَمْ يَثْنِهِ عَنْ وَطْىءِ أَرْضِهِمُ البُعْدُ |
|
وَسارَ بِسَدٍّ مِنْ جُيُوشٍ فَلَوْ رُمِي | |
|
| بِهِ سَدُّ ياجُوجٍ لَذابَ لَهُ السَّدُّ |
|
وَأَقْلَدَ بَحْراً مُكْفَهِرًّا لِجَيْشِهِ | |
|
| تَفِيضُ عَلَيْهِمْ مِنْ غَوارِبِهِ الجُرْدُ |
|
تَراهُنَّ أَمْثالَ العَقارِبِ شُزَّباً | |
|
| تَساقَى كُؤُوسَ المَوْتِ مِنْ فَوْقِها الأُسْدُ |
|
وَقَدْ أُشْكِلَتْ فِي الدَّارِعِينَ وَأُعْجِمَتْ | |
|
| بِأَيْدِي صَنادِيدِ الوَغَى البِيضُ وَالمُلْدُ |
|
وَكادَتْ مُتُونُ الأَرْضِ تَحْتَ جِيادِهِ | |
|
| تَزَلْزَلُ وَالشُّمُّ الشَّوامِخُ تَنْهَدُّ |
|
فَجَرَّعَهُمْ كأْسَ النَّكالِ بِوَقْعَةٍ | |
|
| مُرَخِّيَةٍ مِنْ دُونِها بَدْرٌ أَو أُحْدُ |
|
فَمَنْ دانَ مِنْهُمْ عاشَ فِي النَّاسِ مُعْتَقاً | |
|
| وَمَنْ لَمْ يَدِنْ مِنْهُمْ تَضَمَّنَهُ اللَّحْدُ |
|
أَلا أَيُّها العادُونَ فِي زَعْمِهِمْ بِأَنْ | |
|
| يُقاسَ بِبأْسِ النَّعْجَةِ الأَسَدُ الوَرْدُ |
|
تَوَقَّوْا هِزَبْراً لِبْدَتاهُ إِذا انْبَرَى | |
|
| مِنَ الزَّرَدِ المَرْصُونِ ما أَحْكَمَ السَّرْدُ |
|
فَإِنَّ لَكُمْ فِي سِلْمِهِ وَحُرُوبِهِ | |
|
| طَرِيقَيْنِ فِي نَهْجَيْهِما الغَيُّ وَالرُّشْدُ |
|
هوَ البَحْرُ إِلاَّ أَنَّ جَدْواهُ سَرْمَدٌ | |
|
| وَلَمْ يَخْتَلِفْ فِي جُودِهِ الجَزْرُ وَالمَدُّ |
|
سَبائِكُهُ لَمْ يَنْتَقِدْها سِوَى القَنا | |
|
| فَيَلْزَمُ مِنْها كُلَّ ما أَخْلَصَ النَّقْدُ |
|
أَباحَ عِقِي أَمْوالِهِ لِعُفاتِهِ | |
|
| وَلَمْ يَحْمِها عَنْهُمْ حِجابٌ وَلا رَدُّ |
|
كأَنْ لَمْ يَكُنْ يَوْماً لِحِفْظِ تَلِيدِهِ | |
|
| وَلِيٌّ لَهُ إِلاَّ الأَرامِلُ وَالوَفْدُ |
|
تُساعِدُهُ الأَقْدارُ فِيما يُرِيدُهُ | |
|
| وَيَخْدِمُهُ فِي مُلْكِهِ النَّحْسُ وَالسَّعْدُ |
|
أَشَمْسَ المَعالِي وَالهُمامُ الَّذِي لَهُ | |
|
| لِواءُ الثَّنا دُونَ البَرِيَّةِ وَالمَجْدُ |
|
إِذا أَنْتَ حارَبْتَ المُلُوكَ تَخاذَلَتْ | |
|
| وَأَعْوَزَها فِي شَأْوِها الجِدُّ وَالجَدُّ |
|
فَما لَكَ يَوْماً فِي الفَخارِ مُطاوِلٌ | |
|
| وَلا لَكَ يَوْماً فِي مَنارِ العُلا نِدُّ |
|
وَلا أَمْرَ تَقْضِيهِ وَلا نَهْيَ عِنْدَهُ | |
|
| تُذِيعُ بِهِ إِلاَّ وَفِيهِ لَكَ الحَمْدُ |
|
نَماكَ إِلَى العَلْياءِ نَبْتُ بنُ مالِكٍ | |
|
| وَعَمْروٌ وَزادُ الرَّكْبِ وَالغَوْثُ وَالأَزْدُ |
|
مُلُوكٌ إِذا عُدَّتْ صِفاتُ فُضُولِهِمْ | |
|
| قَطَعْنا الفَلا شأْواً وَلَمْ يُحْصِها عَدُّ |
|
مَفاخِرُهُمْ فِي جَبْهَةِ الدَّهْرِ لَمْ تَزَلْ | |
|
| يَغُورُ بِها غَوْرٌ وَيَرْفَعُها نَجْدُ |
|